الصفدي: الأردن يثمن العلاقات القوية مع ألمانيا

الصفدي: الأردن يثمن العلاقات القوية مع ألمانيا

 

بافاريا – بترا

 

قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الأردن يثمن العلاقات القوية المتنامية مع ألمانيا وحرصه على تطوير التعاون معها في جميع المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والدفاعية.

وشدد على اهتمام المملكة بزيادة التنسيق وتكثيف العمل مع ألمانيا لتجاوز التحديات الإقليمية وحل أزمات المنطقة وتكريس الأمن والاستقرار وتحقيق السلام الدائم والشامل.

جاء ذلك في حديث أدلى به الصفدي أمس في اجتماع المجلس التنفيذي المشترك المؤلف من 42 برلمانيا من أحزاب التحالف الحكومي الألماني المكون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وأكد الصفدي الذي كان المتحدث الوحيد من خارج ألمانيا في اجتماع التحالف البرلماني الألماني الحاكم الذي انعقد في مقاطعة بافاريا لمناقشة رؤى الأحزاب المكونة للائتلاف الحكومي، تثمين المملكة للدعم الذي تقدمه ألمانيا للأردن حيث أن ألمانيا هي ثاني أكبر داعم للمملكة.

وأشار الى أهمية الدور الألماني والأوروبي في الجهود المستهدفة لحل الصراعات الإقليمية وتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق السلام ورفد العمليات التنموية.

وعرض الصفدي خلال حديثه للتطورات في المنطقة خصوصا تلك المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة السورية وتداعياتها إضافة إلى الحرب على الإرهاب.

ووضع الصفدي البرلمانيين الألمان بصورة رؤى المملكة وسياساتها إزاء التحديات الإقليمية والجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لتكريس الأمن والاستقرار وتحقيق السلام وتجذير ثقافة الاعتدال واحترام الآخر.

وأكد إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي لن يتحقق السلام الشامل والدائم من دون حلها على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

ولفت إلى أن الحل في سوريا سياسي ويجب ان يتحقق عبر مسار جنيف وبما يحفظ وحدة سوريا واستقلاليتها ويقبل به الشعب السوري، محذرا من استمرار الصراع الذي أنتج كارثة إنسانية قتلت وشردت مئات الآلاف من السوريين.

وشدد الصفدي على أن الإرهاب وضلاليته آفات لا تنتمي إلى أي حضارة أو دين، مشيرا الى أن الحرب لدحره أمنيا وفكريا مستمرة ويتطلب حسمها المزيد من التعاون الأمني والاستخباراتي وتعرية عدميته ومنع الإرهابيين من تحقيق هدفهم بتصوير الحرب معهم حربا بين العرب والمسلمين وبين الغرب؛ ذاك أن الإرهابيين لا يمتون بصلة الى الدين الاسلامي الحنيف الذي يدعو الى قيم المحبة والسلام واحترام الآخر.

واكد وزير الخارجية ان الانتصار على الإرهاب يتطلب أيضا حل الأزمات والتوتر التي يعتاش عليها.

وزاد في مؤتمر صحافي مشترك مع قادة المجلس التنفيذي للائتلاف فولكر كاودر رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وأندريا ناليس، رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومجموعته البرلمانية، وألكساندر دوبرينت، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، إن كسر الجمود في العملية السلمية وايجاد آفاق للتقدم نحو حل الدولتين اولوية يجب أن تتكاتف الجهود الدولية لتحقيقها محذرا من تبعات استمرار غياب آفاق الحل.

وقال في رد على سؤال إن موقف الأردن وكل الدول العربية واضح في رفض قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفِي التأكيد على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية التي يشكل قيامها مستقلة على أساس حل الدولتين على خطوط الرابع من حزيران 1967 السبيل الوحيد للسلام في المنطقة.

وقال إن الوضع صعب جدا وأن التحدي هو الحيلولة دون تدهور الأوضاع عبر إيجاد أفق سياسي، وإن الأردن سيستمر في العمل مع الولايات المتحدة واوروبا والمجتمع الدولي من أجل أن كسر الجمود من أجل إيجاد الحل المرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمحققة لحل الدولتين.

وفِي رد على سؤال حول قرار محتمل للإدارة الأميركية الخروج من الاتفاق النووي مع إيران. قال الصفدي إن الأْردن ثابت في سياسته التي تؤكد ضرورة خلو الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل، خصوصا السلاح النووي.

وقال إن المملكة ترفض التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وإن المملكة وكل الدول العربية تؤكد ضرورة بناء العلاقات الإقليمية على أسس تكريس الحوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأشار الصفدي إلى الأعباء التي تتحملها المملكة جراء استضافة مليون وثلاثمئة ألف سوري معربا عن شكره للمجتمع الدولي على دعمه للمملكة في تحمل هذه الأعباء، لكنه شدد على أن الأردن تجاوز طاقته الاستيعابية وعلى أهمية تحمل المجتمع الدولي كامل مسؤوليته وتوفير الدعم اللازم لمساعدة المملكة تحمل أعباء اللجوء.

وثمن القادة البرلمانيون للائتلاف الحكومي الألماني دور الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني صوتا للاعتدال والسلام مشيدين بالجهود التي يبذلها لحل صراعات المنطقة وبالدور الإنساني الكبير الذي يقوم به إزاء اللاجئين.

وأكدوا القادة استمرار وقوفهم مع الأردن ودعمهم له ولتطوير العلاقات معه.