يونايتد يشكر المتضامنين مع فيرغسون في أزمته الصحية

الانباط -  وجّه نادي مانشستر يونايتد الانجليزي لكرة القدم رسالة شكر إلى العدد الكبير من المتضامنين مع مدربه الاسطوري السابق "السير" الاسكتلندي أليكس فيرغسون، الراقد في العناية الفائقة منذ السبت اثر عملية جراحية لمعالجة نزيف في الدماغ، في غياب أي حديث عن وضعه الصحي.
ويعتبر فيرغوسون (76 عاما) أنجح مدرب في تاريخ كرة القدم الانجليزية، وأحرز مع "الشياطين الحمر" 38 لقبا مهما منها 13 في الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا مرتين، في مسيرة امتدت بين العامين 1986 و2013.
وأعلن النادي الشمالي العريق السبت أن مدربه السابق "خضع لعملية جراحية في المخ جراء اصابته بنزيف دماغي"، موضحا ان "كل شيء سار على ما يرام" وان فيرغوسون "بحاجة للبقاء بعض الوقت في العناية المشددة من أجل زيادة فرص شفائه"، طالبا من الجميع احترام "خصوصية عائلته".
ولم يصدر يونايتد أو عائلة المدرب أي بيان بشأن حاله منذ ذلك الحين.
وفي ظل رسائل الدعم والتمني بالشفاء العاجل التي تقاطرت من كل حدب وصوب، رد النادي الانجليزي أول من أمس ببيان جاء فيه "يرغب مانشستر يونايتد في شكر كل أصدقائه في عالم كرة القدم على رسائل الدعم التي لا تحصى، والتي وصلته في أعقاب الأنباء عن خضوع السير أليكس فيرغسون لعملية جراحية طارئة ليل السبت".
وتابع "اضافة إلى حضوره في وجدان لاعبينا الحاليين والسابقين، فقد كان السير أليكس محط تعليقات مؤثرة من أندية اخرى، مؤسسات رياضية وأفراد في اللعبة الجميلة".
وشملت قائمة الذين تمنوا الشفاء السريع لفيرغسون، الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا)، إضافة إلى العديد من المدربين الحاليين، ومنهم من جمعهم به تنافس كبير كمدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر، أو صداقة مثل مدرب مانشستر سيتي الاسباني جوسيب غوارديولا.
وشهد الدوري صراعا تنافسيا كبيرا بين فيرغسون وفينغر الذي تولى مهام تدريب أرسنال في 1996 ويستعد للرحيل عنه في نهاية الموسم الحالي. وعلى رغم هذا التنافس، حافظت العلاقة بين الرجلين على احترام متبادل، تجلى أخيرا في تكريم فيرغسون لفينغر لدى خوضه المباراة الأخيرة مع أرسنال على ملعب مانشستر "أولد ترافورد" في 29 نيسان (أبريل).
وقال فينغر أول من أمس الأحد بعد المباراة ضد بيرنلي، وهي الأخيرة له على ملعب فريقه ستاد الامارات، "كنت معه على أرضية الملعب الاسبوع الماضي. ثم التقينا بعد المباراة وبدا لي في صحة جيدة"، مضيفا "قال لي انه يجري الكثير من التمارين، وبدا سعيدا جدا، إلا أن هذا النوع من الحوادث قد يحصل. نتمنى له الشفاء العاجل والتعافي بسرعة. هو رجل قوي ومتفائل".
وكان لسان حال غوارديولا مماثلا أول من أمس بعد احتفاله رسميا بتتويج فريقه مانشستر سيتي بطلا للدوري الانجليزي الممتاز بعد مباراته ضد هاردسفيلد. وقال الاسباني "من بين جميع مشجعي مانشستر سيتي في الملعب، لا يمكن ان تجد واحدا لا يتمنى الأفضل لشخص رائع".
وكان فيرغسون قد أدخل بداية صباح السبت إلى مستشفى ماكليسفيلد الصغير بالقرب من منزله في تشيدل، ثم تم نقله إلى مستشفى سالفورد رويال في مانشستر بمرافقة من الشرطة.
وتولى فيرغسون تدريب مانشستر يونايتد في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) 1986 في ظل سيطرة شبه كامله للغريم التقليدي ليفربول على زعامة الكرة الانجليزية، لكنه نجح تدريجا في قلب المعادلة لصالح يونايتد، ليصبح الأخير حامل العدد الأكبر من الألقاب عندما تركه العام 2013، اضافة الى جعله قوة تجارية ومالية كبيرة مع قاعدة هائلة من المشجعين الموزعين في مختلف دول العالم.
وفي تصريح أول من أمس أيضا، وصف المدرب الحالي لنادي ليفربول الانجليزي الألماني يورغن كلوب فيرغسون بأنه "المعلم بلا منازع".
أما الإيطالي انتونيو كونتي الذي قاد تشلسي إلى لقب الدوري الانجليزي الموسم الماضي، فقال "سنحت لي الفرصة للتعرف إليه وإلى زوجته. هو شخص مميز وليس شخصا عاديا".
ونشر يونايتد كذلك بيانا تضمن أبرز ما أدلى به لاعبوه الحاليون والسابقون، ومنهم الفرنسي "المشاكس" إيريك كانتونا الذي دافع عن ألوان النادي في التسعينات من القرن الماضي. وقال كونتونا متوجها الى مدربه السابق "كل أفكاري، كل طاقتي، كل دقائقي والثواني، هي معك".
وبحسب المعطيات الطبية، يحصل النزيف الدماغي عادة تمزق أحد شرايين الدماغ، في حادث قد ينجم عن سكتة دماغية، أو تلقي ضربة قوية على الرأس جراء سقوط أو حادث. ويتطلب النزيف علاجا سريعا وطارئا، وقد يتطلب إجراء عملية جراحية، كما في حالة فيرغوسون. ويأمل الأطباء في ان يتمكنوا سريعا من سحب الدم لتفادي تسببه بضغط إضافي على الدماغ، ما قد يؤدي الى وقوع أضرار دائمة وصولا إلى احتمال الوفاة.
وأمل القائد السابق لمانشستر براين روبسون بأن يكون النزيف قد عولج في وقت مبكر، قائلا "آمل في ان يكونوا (الأطباء) قد اكتشفوا النزيف الدماغي مبكرا لئلا يتأثر" فيرغوسون بأضرار دائمة.