الأمير الحسين يؤكد أهمية دعم وتمكين المبتكرين من الشباب الأردنيين
ولي العهد يفتتح مختبر تصنيع باسم "مصنع الأفكار" لتعزيز منظومة الابتكار
المصنع يهدف إلى تشجيع التعليم التقني وتحفيز الإبداع لدى الشباب
عمان – بترا
افتتح سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، أمس الاثنين، مختبر تصنيع باسم "مصنع الأفكار - TechWorks"، وهو أحد مبادرات مؤسسة ولي العهد التي تأتي في إطار دعم سموه للشباب الأردني وتحفيزهم على الابتكار والإبداع.
ويضم "مصنع الأفكار"، وهو عبارة عن مختبر تصنيع رقميFabLab، عدداً من الأجهزة والمعدات الحديثة، ويهدف إلى تشجيع التعليم التقني وتعزيز منظومة الابتكار في الأردن من خلال الجمع بين الشباب والأفكار والموارد.
وجاءت فكرة "مصنع الأفكار" ليكون منصة للابتكار يستفيد منها الشباب ورواد الأعمال والقطاع الصناعي والمجتمعات المحلية والمبدعون، لتمكينهم من تطوير أفكارهم إلى منتجات وتسجيل براءات اختراع لها.
وأكد سموه، خلال زيارته مختبر "مصنع الأفكار، أهمية دعم وتمكين المبتكرين من الشباب الأردنيين، وضرورة توفير برامج بناء القدرات لهم باعتبار الابتكار ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية في الأردن".
واستمع سموه إلى شرح قدمته المديرة التنفيذية لمؤسسة ولي العهد، الدكتورة تمام منكو، عن مرافق المختبر، حيث أشارت إلى أن "مصنع الأفكار سيكون مظلّة متكاملة تجمع الباحثين والدارسين والمخترعين، ويتيح لهم فرصة تصنيع النماذج الأولية لمنتجاتهم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجالات أساليب التصنيع الرقمي بهدف تسويقها".
وزار سموه مركز التميّز للتقنيات ثلاثية الأبعاد، والذي جاء بدعم من جلالة الملك عبد الله الثاني، ويضم عدداً من الطابعات ثلاثيّة الأبعاد التي تعتبر إحدى الركائز الأساسيّة لمواكبة الثورة الصناعية العالمية الرابعة.
كما زار سموه محطّة الأعمال الخشبيّة ومحطّة أعمال الحديد، وشاهد المرافق المخصصة لعمل الإلكترونيات ومشاغل الخياطة، والتي تتميّز جميعها باستخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث تُمكّن مستخدميها من تحويل الأفكار والتصاميم إلى منتجات ملموسة ذات دقة وجودة عالية.
واطلع سموّه خلال الجولة على عدد من المشاريع التي نفذها عدد من شركاء العمل والشباب، باستخدام أجهزة ومرافق المختبر، كقطع للسيارات الكلاسيكية، وشواحن تعمل على الطاقة الشمسية، ومنظومة التحكم الذكي بمرافق المنازل، كما شاهد مشاريع لطائرات بدون طيار، وسيارة ذاتية القيادة قام عدد من الشباب الأردنيين بتحديثها وتطويرها إلكترونيا.
ويعتبر مفهوم مختبر التصنيع الرقمي (Fablab) من المفاهيم الحديثة على مستوى العالم، حيث أطلقه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في العام 2005، ويمكن وصفه بأنه مرفق يحتوي على الآلات والأدوات التي تسهّل عمليّة التصنيع وتعتمد بشكل رئيسي على الأفكار المبتكرة ومستوى الإبداع لدى المستخدمين.
وحضر الافتتاح مستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة ولي العهد.
وفي مقابلة صحفية، قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة ولي العهد، الدكتورة تمام منكو، إن مبادرة "مصنع الأفكار" تأتي استمراراً لنهج مؤسسة ولي العهد في تقديم الدعم اللازم للشباب وتعزيز خبراتهم، وتوفير المنصّات اللازمة لاحتضان مهارات رواد الأعمال ومساعدتهم على ترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس".
وأضافت منكو "نسعى خلال الفترة المقبلة إلى تنفيذ العديد من البرامج والدورات المخصصة للشباب من مختلف محافظات المملكة، بمساعدة خبراء عالميين ومحليين بهدف التعريف بـ "مصنع الأفكار" وبالتصنيع الرقمي بشكل عام، لما لذلك من دور كبير في فتح الباب أمام الجميع لتحويل أفكارهم وتصاميمهم إلى منتجات ملموسة على أرض الواقع".
بدوره، قال مدير مختبر "مصنع الأفكار" الدكتور موسى أبو خلف، إن رؤية المصنع تكمن في تحويل المستهلك إلى مُنتج باستطاعته تصميم وتنفيذ مختلف الأفكار الريادية والإبداعية على أرض الواقع، ليكون منتجا داعما بصورة علمية وعملية.
وأشار إلى توفر مختلف التجهيزات والمعدات اللازمة في مختبر التصنيع، الذي يضم ايضا فريق عمل للمساعدة في تنفيذ هذه الأفكار التي تصب في خدمة المجتمع الأردني بمختلف أطيافه، ليشكل حاضنة فكرية وإبداعية تقوم على أساس علمي في خدمة الشباب.
ولفت الدكتور أبو خلف إلى أن القائمين على مختبر التصنيع سيقومون بزيارات إلى مختلف مناطق المملكة لاستكشاف طاقات الشباب المبدع والمتميز واستثمارها، وصولاً لخدمة الشباب الأردني وتحفيزه بشتى الوسائل المتاحة.
وقال المهندس حسني علقم من أكاديمية الطيران الملكية الأردنية، إن مختبر التصنيع التابع لـ"مصنع الأفكار" أختصر الوقت والجهد في تنفيذ الأفكار الريادية التي من شأنها تصنيع مختلف المنتجات وتطويرها، حيث قدم المختبر الدعم والمساندة المطلوبة لترجمة الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع.
وأضاف أن المشروع الذي عملت الأكاديمية على تنفيذه بالتعاون مع المختبر هو صناعة "صندوق الأدوات" اللازم في رحلات الطيران، الذي كان أكبر حجماً وأثقل وزناً في السابق، ليصار إلى صناعته بطريقة تكنولوجية جديدة، وبوزن أقل وحجم أصغر.
ويوافقه على ذلك زميله المهندس عبدالرحمن المواجدة، الذي يرى أن ما يقدمه مختبر "مصنع الأفكار" انعكس إيجاباً على طبيعة الأفكار وأسلوب تحقيقها ضمن فرق عمل متخصصة وبيئة ريادية حاضنة للإبداع والابتكار.
من جهته، اعتبر أمين سر جمعية مالكي سيارات الأردن الكلاسيكية المهندس عمر المصري، أن فكرة تصميم قطع السيارات الكلاسيكية النادرة أو المفقودة وإعادة تصنيعها، ما كانت لتكون لولا تأمين مختبر التصنيع الفرصة لتحقيق ذلك، حيث احتضن الفكرة وقدم جميع أنواع الدعم والمساندة اللازمة في صناعة هذه القطع بجودة عالية.
وقال "إن وجود مصنع الأفكار يعد مبادرة تحفيزية لشبابنا الأردني الواعد، خاصة الذين يسعون إلى تصميم وتنفيذ أفكارهم بأسلوب ريادي ومتطور، ما يفتح الباب أمامهم للاستفادة من هذه المبادرات التي تتبناها مؤسسة ولي العهد".
وبذات الصدد، أعرب الطالب رعد الكلوب عن شكره وتقديره للقائمين على مختبر التصنيع التابع لـ"مصنع الأفكار" الذي يضم أصحاب الأفكار الإبداعية، ليكون المختبر بمثابة فرصة لتحقيق مختلف الأفكار والمشاريع المتميزة وتنفيذها على أرض الواقع.
ولفت إلى أنه قد حصل برفقة زملائه الطلبة المشاركين على دورات متخصصة في هذا المختبر، أفضت إلى توصلهم إلى مجموعة من الأفكار الريادية التي من الممكن تطبيقها، حيث تمثلت فكرته في تصميم منزل ذكي يمكن تشغيل مختلف مرافقه عن بعد عبر الهاتف الذكي، بعد أن يتم برمجة أجهزة حاسوب خاصة لذلك.
وقالت طالبة المدرسة ملك عيد، إحدى المستفيدات من برامج المختبر، إن مختبر "مصنع الأفكار" أتاح لها الفرصة لإطلاق إبداعاتها لما يوفره من أجهزة متقدمة أسهمت في إيجاد بيئة مناسبة لتحويل الافكار إلى منتجات من خلال مركز التميز للتقنيات ثلاثية الأبعاد.