نِعم المُعَلم ونِعم المُتَعلِّم ، هذا سبب تقدمهم وهذا سبب تأخرنا!!

 

د. عصام الغزاوي

 

مقارنة مؤلمة بين معلمنا وطالبنا اليوم وما يحصل في كوكب اليابان، الصورة الأولى في بلادنا حيث نفتخر بان المعلم فيها كاد يصبح رسولاً، الصورة لأحد المعلمين الذي امتهنت كرامته يوم أمس في مدرسته وتعرض للضرب من قبل احد تلاميذه مما إستدعى نقله الى مستشفى الأميرة راية، بينما الصورة الثانية تحكي كيف هم طلبة كوكب اليابان والتي تعود التربية المجتمعية والأسرية عنوانا لهم بأن يحترموا معلميهم أعلى احترام ، ومن حبهم وإحترامهم لهم يقوم تلاميذ الثانوية في حفل تخرجهم بغسل أرجل معلميهم تكريماً لهم على مجهودهم واحتراما وإجلالاً وعرفاناً بالجميل الذي قاموا به في تعليمهم وإنشائهم نشأة صالحة …

لا وجه للمقارنة عندما نرى في الصورة الأولى إمتهانا كاملا لمنظومة التعليم وفقدانا لهيبة المعلم نتيجة استمرار مسلسل الاعتداءات على بناة الأجيال ومؤسسي العقول في الوطن، في ظل غياب التوعية الأسرية التي لها الأثر الكبير في زَرع احترام المعلم وتقديره في نفوس الطلبة وعدم الدفع للتقليل من هيبته.

كما ان التباطؤ المستمر وعدم إعطاء القضية الأولوية من قبل المعنيين لسن القوانين الرادعة التي تحمي المؤسسات التعليمية والمعلمين، وتكفل الحد من ظاهرة الاعتداء عليهم، ستكون سبباً في انعدام الأمن الوظيفي للمعلم وسيؤدي هذا إلى تأثر المخرجات والمؤهلات التعليمية، وعدم إستقرار وإنهيار منظومة التعليم، وتجهيل الأجيال القادمة ، وأخيراً يبقى السؤال الذي يطرح نفسه متى سنصل الى رقي الصورة الثانية ويحيا طلابنا إحتراما لمعلميهم بهذا القدر ؟//