القدس على فوهة بركان !!!
فارس شرعان
اقترب العد التنازلي كثيرا من انفجار بركان القدس المتمثل بالاحتفال بنقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس المقرر ان يتم في الرابع عشر من الشهر الحالي وسط استعدادات اسرائيلية وامريكية سياسية ودبلوماسية وكذلك استعدادات أمنية اسرائيلية وفلسطينية في الوقت الذي تشتد فيه شمس ايار حيث يتصادف الاحتفال بنقل السفارة مع ذكرى مرور سبعين عاما على نكبة فلسطين التي تصادف في اليوم المذكور .
بركان القدس سينفجر خلال ايام معدودة ستكون لها انعكاساتها الدولية والاقليمية والعربية فيما تستعد المنطقة لتشهد حاله غريبة من التطور السياسي والاقتصادي وتشكيل الاحلاف الجديدة بين دول المنطقة في ضوء الاتصالات التي يجريها مسؤولون امريكيون مع قادة الشرق الأوسط والاتصالات التي يجريها مسؤولون اسرائيليون وعرب ومسؤولون امريكيون وعرب لتنفيذ ما يسمى بصفقة القرن التي ادخلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القاموس السياسي لدول المنطقة والعالم واصبحت هاجسا يتحدث الكل به وبإخراجه لحيز التنفيذ موعد القيام به وانعكاساته السلبية على دول العالم والإقليم وطبعا نتائجه على الأوضاع العربية والفلسطينية ودول الجوار الفلسطيني التي تشهد بعضها نزاعات اقليمية مضت عليها سنوات طويلة ولكنها لم تنته ولا يبدو انها ستنتهي بفترة قريبة بل ربما ان نهايتها ستكون مرتبطة بثوران بركان القدس وما سيشهده من احداث .
إلا ان تباشير بركان القدس قد بدت تظهر للعيان من خلال مسيرات العودة التي ينظمها الفلسطينيون على حدود قطاع غزة مع اسرائيل كل يوم جمعة وما تشهده تلك المسيرات من احداث جسام تتمثل بسقوط شهداء فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي والغازات السامة التي يستخدمها والطائرات بدون طيار ما يؤدي الى خسائر فادحة في صفوف الفلسطينيين كل أسبوع علاوة على الإجراءات التي تتخذها السلطات الصهيونية على مختلف الاصعدة السياسية والإقتصادية والعسكرية والإجتماعية وزيادة الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين ليضاف الأسرى الجدد لقوائم من سبقهم من الفلسطينيين حيث يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين حتى الان نحو 7 الاف اسير يتوزعون بمختلف سجون ومعتقلات الاحتلال بعضهم امضى فترة طويلة في السجون وبعضهم مضرب عن الطعام منذ اشهر او ربما سنوات ولا يزال عدد كبير من الفلسطينيين يدخل السجون والمعتقلات يوميا بتهمة مقاومة الاحتلال حتى غدت قضية المعتقلين قضية مستقلة بحد ذاتها تحتاج الى مباحثات واتصالات اسرائيلية وفلسطينية في محاولة حلها بالاضافة الى تبادل الأسرى بين الجانبين حيث تمتلك حركة حماس وبعض المنظمات الفدائية عددا من الاسرى الصهاينة لديها تسعى لإستبدالهم بعناصر من الفلسطينيين الذين يرزحون في سجون الاحتلال علما بأن حركة حماس ابدت استعدادها للتفاوض حول هذا الملف إلا ان سلطات الاحتلال لا تبدو في عجلة من امرها وتحاول ان تتأكد من وجود اسرى احياء لها لدى منظمات المقاومة .
ثمة اجراء خطير اتخذته الصهيوينة مؤخرا يتعلق بالقدس ودرتها المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين حيث اعتقلت سلطات الاحتلال بعد مسيرة العودة الخامسة التي نظمها ابناء غزة يوم الجمعة الماضيخطيب المسجد الاقصى الشيخ عكرمة صبري الذي عكف على القاء خطبة الجمعة في المسجد الاقصى منذ نصف قرن ونيف قد اعتاد عليه الشعب الفلسطيني كمفتي للشعب الفلسطيني والديار الفلسطينية وطالما اعتاد عليه الفلسطينيون والعرب للتصدي لمواجهة الجرائم الاسرائيلية التي لا يتوقف الاحتلال الصهيوني عن اقترافها ضد القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.
والشيخ عكرمة صبري سبقه للإعتقال العديد من علماء فلسطين في مقدمتهم الشيخ عبد الحميد السائح الذي طرده الاحتلال الاسرائيلي بعد احتلاله للضفة الغربية عام 1967 والشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر الذي دأب الاحتلال على اعتقاله بين حين وآخر والشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس وعبد العزيز الرنتيسي والكثير من قادتها .
لا شك ان اعتقال عكرمة صبري في وقت احوج ما تكون القدس اليه سيزيد حدة التصعيد في الاراضي الفلسطينية قبل ايام من معركة القدس الكبرى التي يترقبها العرب واالمسلمون ما يؤثر على الاوضاع العامة في القدس والمنطقة ويزيد من حدة التوتر والاشتباكات والاصطدام بين العرب والصهاينة !//