"إقتصاد الميت" البرلماني والأنباط
وليد حسني
لا يبدو أن المشرفين على تنظيم المنتدى الإقتصادي البرلماني في مجلس النواب الذي انطلقت فعالياته أمس الأربعاء على ضفاف البحر الميت يملكون أي مبرر لإستثناء جريدة الأنباط من الدعوة لحضور المنتدى وتغطيته، فقد دعا المنظمون كل الصحف الورقية والإلكترونية وتناسوا عن سابق قصد وتصميم الإنتباه ولو قليلا لصحيفة الأنباط.
ثمة في المنتدى أسئلة كثيرة تطرح، وقد طرحتها في مقالة لي مبكرا، وقدمت فيها مقترحات لعل القائمين على المؤتمر ومنظميه يستفيدون منها، وهذا جهد المقل، فليس لدينا غير أفكار نقدمها قد تروق للبعض وقد يلفظها البعض الآخر، وكذا حال الكون القائم على ثنائية الرفض والقبول.
أستثنيت الأنباط في الوقت الذي تولى فيه القائمون على تنظيم المؤتمر دعوة الصحف والمواقع الكترونية الأخرى، وكأن صحيفة الأنباط تصدر في جمهورية مالطا، فقد أصر المنظمون على التجاهل التام لوجود "الأنباط"، وكأن ثمة ثأرا بينها وبينهم وهذا امر لا أظنه جرى في السابقات من السنين.
لا أعرف من الذي نظم المؤتمر، ومن الذي تولى توجيه الدعوات، ومن الذي أقر استثناء الأنباط من حفلة تشميس اقتصادية على شاطىء يغلي بارتفاع الأسعار، وبوصفات حكومية لن تقدم ولن تؤخر في الحال الذي أوصلتنا الحكومات إليه.
قلت في مقالتي التي نشرتها قبل ثلاثة ايام عن المنتدى إنه منجز ايجابي يسجل لمجلس النواب الحالي، واقترحت أن يتولى المجلس الإعلان عن تبنيه لكل التوصيات والقرارات التي ستصدر عن المؤتمر باعتبارها نتاج مشروع برلماني، ولربما بالغت في اقتراحي الى الحد الذي دعوت فيه رئيس المجلس المهندس عاطف الطراونه ومكتب المجلس الدائم للتداعي لعقد جلسة سريعة يتبنى المجلس فيها تلك التوصيات ولتصبح مشروع عمل للمجلس.
وانتقدت في مقالتي السابقة المساحة الواسعة التي خصصها المنظمون للوزراء الحاليين والسابقين، ولكبار الموظفين العموميين الحاليين والسابقين، بينما يغيب النواب عن منتداهم وباستثناء كلمة الإفتتاح لرئيس المجلس المهندس عاطف الطراونه ورئاسة جلسة الإفتتاح لرئيس لجنة الاستثمار النائب خير ابو صعيليك فإنني لم اجد اي حضور نيابي في فعاليات المنتدى التي ستنتهي اليوم الخميس.
وانتقدت في مقالتي السابقة منح القطاع الخاص مساحة ضيقة للحديث في الملف الإقتصادي، وبرأيي هم الأقدر على توصيف الحالة التي وصلنا إليها، بذات قدرتهم على توصيف الحالة التي من الممكن أن نصل إليها إذا ظل الحبل الإقتصادي على غاربه، وإلى أين يمكن أن نصل وقد مضت المهلة التي وعدنا رئيس الحكومة بها حيث سنخرج من عنق الزجاجة دون ان نرى العنق أصلا..
سواء دعيت الأنباط أو استثنيت فرأينا نقوله وندافع عنه، ولكن السؤال الذي يتوجب على المنظمين إجابتنا عليه.. لماذا الأنباط الوحيدة التي استثنيت من توجيه الدعوة إليها، فقد كنا سنرسل في الأنباط أحد زملائنا لتغطية الحدث الذي تعتقد الأنباط أنه حدث مهم يستحق التوقف عنده، ويستحق استمراره، لكونه عملا إيجابيا يمنح مجلس النواب روح المبادرة والإبداع..//