الاستيطان الصهيوني !!!
فارس شرعان
حال الاستيطان بالاراضي الفلسطينية دون قيام الدولة الفلسطينية المرتقبه حتى الان بل ساهم في تدمير البنية التحتية لهذه الدولة على صعيد الارض الخدمات العامة والسكان والطاقة والمياه الامر الذي لم يوفر مجالا لقيام هذه الدولة علاوة على انه كان السبب الرئيس ولا يزال في توقف المفاوضات الفلسطينيةالاسرائيلية حول اقامة الدولة حيث دأب الكيان الصهيوني على اعلان انشاء سلسلة مستوطنات او بؤر استيطانية كلما تقترب المفاوضات من الوصول الى نتيجة ايجابية .
وقد شهدت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية خلال السنوات التي اعقبت معاهدة اوسلو عام 1993 م توقفا لمرات عديده بسبب الاستيطان وما تقدم عليه سلطات الاحتلال من مخططات لتغيير ديمغرافية الارض الفلسطينية وتغيير ديمغرافية هذه الارض من خلال الاستيطان .
وقد اشتدت حملات الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة والقطاع عام 1967 م حيث انتشرت حمى الاستيطان في كافة الاراضي المحتلة بما فيها القدس التي تعتبر وقفا اسلاميا خالصا للمسلمين دون غيرهم من اصحاب الديانات الاخرى والقوميات المختلفة .
كما ان الصمت الدولي على توسع الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة قد شجع سلطات الاحتلال على التمادي بمصدارة الاراضي الفلسطينية واقامة المستوطنات الجديدة وتوسيع المستوطنات القائمة وقد شملت المستوطنات كافة الاراضي الفلسطينية ابتداء من القدس ومرورا بالضفة الغربية ومدنها وقراها حتى الاغوار بحيث بلغت مساحه المستوطنات في الضفة الغربية 45% من مساحتها فيما يبلغ عدد المستوطنين في الضفة نحو 700 الف مستوطنه .
ورغم هذا التوسع الاستيطاني الكبير الا ان المقاومة الفلسطينية تمكنت من ازالة المستوطنات بشكل كامل من قطاع غزة حيث ارغمت المقاومة جيش الاحتلال الى سحب قواته من قطاع غزة بما في ذلك سحب المستوطنين وتفكيك مستوطناتهم بحيث لم يعد القطاع يحتوي على مستوطنة اسرائيلية واحده خلافا للضفة الغربية التي ازدات فيها المستوطنات وتكاثرت بشكل كبير .
توسع الاستيطان والصمت الدولي عنه جعل سلطات الاحتلال تتمادى في مصادرة الاراضي لاقامة المستوطنات والطرق التفافية المؤدية لها بالاضافة الى الجريمة الصهيونية الكبرى باقتطاع الاشجار المثمرة وخاصة اشجار الزيتون والحمضيات
ما دمر الاقتصاد الفلسطيني الذي اضحى مرتبطا بشكل مباشر بالاقتصاد الاسرائيلي
وتقدر عدد اشجار الزيتون التي اقتطعها الصهاينة في الضفة الغربية نحو 2.5 مليون شجرة ويضاف الى ذلك مصادره نحو 3% من الاراضي لاقامة الطرق الالتفافية حول المستوطنات ومنع الصهاينة من المرور عبر المدن والقرى الفلسطينية في طريقهم للمستوطنات .
مما سبق يتضح ان الاستيطان لم تقتصر اثاره السلبية على مصادره الاراضي الفللسطينية وانما شل الاقتصاد الفلسطيني حيث كانت الزراعة قبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1967م يشكل 30% من الاقتصاد الفلسطيني اما الان فقد اختصر دورها على 7% من حجم هذا الاقتصاد الذي تضاءل بشكل كبير بسبب سعة حجم اراضي المصادره لغايات الاستيطان واقامة الطرق الالتفافية بالاضافة الى كثرة اشجار الزيتون والاشجار المثمره الاخرى التي اقتطعها الصهاينة لغاية اقامة المستوطنات وتوسيع بعضها بالاضافة الى سيطرة الصهاينة على التجمعات المائية في مختلف مناطق الضفة الغربية وخاصة في مناطق نابلس والخليل والاغوار !!!