مؤتمرون يوصون بضرورة ضبط عمل وسائل التواصل الاجتماعي
رام الله - الأنباط
أوصى المشاركون في مؤتمر (تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الإعلام الإلكتروني) الذي نظّمه مركز الإعلام وكلية الإقتصاد والعلوم الإجتماعية في جامعة النجاح الوطنية، يوم الأربعاء الماضي بضرورة ضبط عمل وسائل التواصل الاجتماعي بما يحفظ النسيج الوطني الفلسطيني، كما أوصى المشاركون بضرورة الإلتزام في الصياغة الصحفية المهنية على الصفحات الإخبارية في مواقع التواصل الاجتماعي، والاهتمام في محو الأمية الإعلامية، كما اجمع المشاركون على وجود بعض الإشكالات والتحديات المنهجية التي تواجه الإعلام الإلكتروني في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي.
وعُقد المؤتمر في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز برعاية دولة الاستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الوزراء الفلسطيني وبحضور معالي الدكتور إيهاب بسيسو، وزير الثقافة ممثلا عن دولته، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة، وعطوفة اللواء أكرم الرجوب، محافظ محافظة نابلس، والدكتور سامح العطعوط، عميد كلية الإقتصاد والعلوم الإجتماعية، والمهندس غازي مرتجى، مدير مركز الإعلام، وعقيلة دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، وبمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين من فلسطين والدول العربية، بالإضافة إلى مؤسسات بحثية وعلمية من فلسطين وخارجها.
وافتتح المؤتمر الأستاذ الدكتور النتشة مرحباً بالحضور، ومشيداً بالأنشطة المتنوعة لمركز الإعلام وكلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية على الصعيد الإعلامي لخدمة القضية الفلسطينية.
كما أكد الأستاذ الدكتور النتشة أن هذا المؤتمر يأتي بالوقت الذي بات فيه مصطلح القرية الصغيرة فعلا لا قولاً ومواقع التواصل الاجتماعي سمة من سمات المجتمعات المختلفة، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يأتي للتعامل مع الفوضى الإلكترونية واستثمار فضاء الحريات لخدمة الوطن.
وبدوره أكد اللواء الرجوب على ضرورة خروج المؤتمر بتوصيات للحد من التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، ونوّه إلى أن الأخبار باتت عبر تقنية البث المباشر تأتي من "عابر سبيل"، منوهاً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي متقدمة بكثير على وسائل الإعلام ومن الضروري مناقشة تأثيرها على المجتمع وتبعياتها الإيجابية والسلبية.
كما صرح اللواء الرجوب:" إن بعض المواقع تحدث ارباكاً للمواطن حيث تكون كاذبة، وبعضها الآخر يخدم الإحتلال، وبعضها ينقل قضايا تخص المجتمع لا حق لأحد أن يفتي بها ".
وذكر الدكتور العطعوط أن ثورة مواقع التواصل الاجتماعي أثرت على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية ، مؤكداً على أن المؤتمر يأتي ضمن رؤية كلية الإقتصاد والعلوم الاجتماعية لمواكبة التطورات في الأعمال كافة، موضحاً انها باتت تعد السلطة الأولى وليست الرابعة التي تحرك جميع المستجدات في العالم.
وفي كلمته ممثلاً عن رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله قال الدكتور بسيسو : "يشرفني أن أكون بينكم ممثلا لرئيس الوزراء، نحن هنا اليوم ومن خلال هذا المؤتمر نؤكد عل أهمية العمل الفلسطيني الذي من شأنه الإرتقاء بأولويات الصمود والبقاء في مواجهة سياسة الاحتلال الذي يعمل على تقويض وجودنا وتعزيز العزلة الفلسطينية".
كما أكد الدكتور بسيسو على أن دور الإعلام يتمثل في حمل الرسالة الفلسطينية إلى أصقاع الأرض، بما تملكه التكنووجيا من قدرة على تخطي الأسلاك والجدران كإحدى أهم ساحات المواجهة مع الاحتلال.
وأضاف الدكتور بسيسو: "انطلاقا من مسؤولياتنا، يجب علينا الانتباه لأهمية وسائل الإعلام الاجتماعي بما يخدم مشروعنا الوطني، فهذا الإعلام يمكن أن يلعب دورا ايجابياً أو دورا سلبياً، بالتالي علينا مسؤولية فردية ومؤسساتية، وذلك يأتي في إطار التكوين الفردي والمجتمعي، لنصون رسالة فلسطين".
واختتم الدكتور بسيسو كلمته مؤكداً على أن إقامة هذا المؤتمر على أرض جامعة النجاح، هو امتداد لرسالة الجامعة التي حافظت على مكانتها بين الجامعات العربية والدولية والتي طورت من رسالتها الأكاديمية والعملية بإنشاء مركز الإعلام، مشيراً إلى هذا المؤتمر يعد مساحة للتفكير في كيفية تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة مجتمعنا وقضيته.
وقدم الفنان محمود رزق فقرة كوميديا سوداء تلخص أن هناك ضعف في وجود صفحات فلسطينية رسمية تتحدث بلغات غير العربية، لإيصال قضيتنا إلى الغرب، على عكس الاحتلال الذي يستغل منصات التواصل الاجتماعي لنشر روايته.
وتحدث هشام نصيف، مدير مواقع التواصل الاجتماعي في قناة الجزيرة والمتحدث الرئيسي في المؤتمر، في كلمته التي حملت عنوان (كيف أثّرت مواقع التواصل في بيئة غرفة أخبار موقع الجزيرة نت) عن العلاقة بين مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني، مشيرا إلى أنها كانت قبل 6 سنوات تكاملية، حيث كانت مواقع التواصل الاجتماعي أداة لتصريف بعض الأخبار، ولم يكن ينظر إلى هذه المواقع بأهمية، لكن الآن الوضع تغير حيث باتت مواقع التواصل هي التي تحدد الأجندة للموقع الإلكتروني، وهي التي تضيف وتعطي صورة كاملة تقريبا تحدد طبيعة الجمهور واهتماماته كل بلد على حدة، فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدر أساسي.
وتضمن المؤتمر أربع جلسات رئيسية، حيث حملت الجلسة الأولى عنوان الخصائص واللغة في الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الإجتماعي وأدارتها الأستاذة أمل دراغمة المصري، رئيسة تحرير مجلة ميديل ايست بزنس الشرق الأوسط للأعمال، وتناولت عدّة مواضيع من أهمها: خصائص الموقع الإخباري ومواقع التواصل، ومستقبل الإعلام الإلكتروني في عصر وسائل التواصل الإجتماعي.
أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان (الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل ومصادر المعرفة الموثوقة، وأدارها الدكتور محمد قنيطة وعقب عليها الدكتور عاطف أبو سيف، وتناولت عدد من المواضيع مثل: درجة ثقة الفلسطينيين بمواقع التواصل الاجتماعي من خلال اعتمادهم مصادر المعلومات وتداولها وسبل تطويرها، والآثار السلبية للمواقع الإفتراضية على الواقع الفلسطيني – فيسبوك نموذجاً.
الجلسة الثالثة للمؤتمر كانت بعنوان (منصات التواصل الإجتماعي ما لها وما عليها) وأدارها المهندس إبراهيم أبو بكر، رئيس فريق فلسطين للاستجابة لطوارئ الحاسوب، وتناولت محاور متعددة مثل: قراءة نقدية في تقرير شبكات التواصل الإجتماعي، والشباب وشبكات التواصل الاجتماعي، والتجربة الشخصية للناشط الفلسطيني والعالمي أندراوس باسوس على مواقع التواصل الإجتماعي.
وكذلك أدار المهندس إبراهيم أبو بكر، الجلسة الرابعة والأخيرة والتي حملت عنوان (الأخبار الكاذبة وصراع الأولويات على الإنترنت، وتضمنت مواضيع: الأخبار الكاذبة على الإنترنت، والإعلام الإلكتروني وصراع الأولويات، والدعاية الإسرائيلية في مواقع التواصل الاجتماعي وتحولها كمصدر للمعلومات.
وخرج المؤتمر بمجموعة أخرى من التوصيات كان من أهمها: ضرورة وضع إستراتيجية وطينة للاستفادة مما توفره مواقع التواصل الاجتماعي من مزايا، والبحث لوضع نظام عميق يوازي بين حرية التعبير والعمل المهني على منصات التواصل الاجتماعي، والتأكيد على أن هناك حاجة إلى تربية إعلامية في المدارس والجامعات وخلق توعية مجتمعية بما يضمن تنظيم عمل مواقع التواصل الاجتماعي.
كما دعا المشاركون إلى تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الإعلام الإلكتروني بما يضمن تنقية الأخبار من الشوائب والمعلومات المزيفة، وكذلك تأمين مواقع الإعلام الالكتروني بشبكة مراسلين مترابطين معا بعضهم البعض عبر غرفة تحرير واحدة، وضرورة اهتمام المؤسسات الفلسطينية المختلفة بالتوعية بالمواطنة الرقمية لدى فئات المجتمع المختلفة، وعقد ورش ومؤتمرات من أجل خلق توعية شاملة في المجتمع لمحو الأمية الإعلامية.
وأخيراً شدد المشاركون على أن التربية الأسرية ثم التربية الموازية المجتمعية السلمية والواضحة والصريحة وذات الأولويات وذات المرجعيات، يمكن أن تشكل علاجاً حقيقياً لكل السلبيات التي تمر بها مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنعكس على المواقع الإخبارية، بما يضمن التكامل والتقدم المجتمعي.