سيناريوهات  أبعاد تشكيل قوة عربية مشتركة في سوريا

فرص النجاح والفشل وتعقيد المشهد

 

عواصم ووكالات – الانباط - مامون العمري

 

يجري الحديث عن قوة عربية مشتركة سترسل إلى شمال سوريا ،تعمل على تأمين استقرار شمال سوريا بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية، هذا ما جاء في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال. ويفترض أن تتشكل هذه القوة من مصر والسعودية والإمارات وقطر. وحتى الآن أكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده مستعدة لإرسال قوات لسوريا في إطار "ائتلاف أوسع إذا تم اقتراح ذلك"، مضيفا أن بلاده لطالما ناقشت مع الإدارة الأمريكية إمكانية إرسال قوات إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة فيها.

وبينما يعتبر بعض المراقبين هذه المبادرة مجرد فكرة لم تنضج بعد وتؤكد الارتباك الأمريكي فيما يتعلق بإدارة الملف السوري، يؤكد آخرون أن هذه القوة هي فعلا مشروع يتم التخطيط له وإن لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه القوة ستعوض القوات الأمريكية في سوريا أم ستعززها. وفي كلا الحالتين فإن الغموض والكثير من الأسئلة يلفان طبيعة عمل هذه القوة وحجمها في ظل خلافات عميقة بين أطرافها بالإضافة إلى ردود الفعل العنيفة المحتملة من الأطراف الأخرى الفاعلة في الملف السوري، وعلى رأسها روسيا وإيران وتركيا، ما قد يُعقد الوضع السوري أكثر مما هو معقد أصلا.

القراءات التي ننقلها عبر الانباط اليوم  تسعى للاجابة على  ما يستجد من سيناريوهات   ارسال تلك القوات  :- فكيف ستعمل هذه القوة في ظل الخلافات بين أطرافها؟ وكيف ستؤثر على الوضع السوري المعقد أصلا؟ ونعمد الى تحليل موسع  الصحفي المتخصص بالشؤون الدفاعية جوزيف تريفيثيك من مدى الحاجة  لتلك القوة ، ولكن قراءتنا  ان الفكرة غير ناضجة وأطلقت للإعلام لاختبار الرأي العام.

 حسب وول ستريت جورنال فقد تواصل جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد مع عباس كامل رئيس المخابرات المصرية لمعرفة مدى جاهزية القاهرة للمشاركة في هذه القوة، بينما يفترض أن توفر الدول الخليجية الدعم المالي. الرئيس الأمريكي لم يُخفِ، وهو يعلن عن توجيه الضربات لسوريا، نفاد صبره بسبب حجم التكاليف والجهد اللازم لتحقيق الاستقرار في سوريا، قائلا إنه سيطلب من شركاء الولايات المتحدة "تحمل مسؤولية أكبر في تأمين مناطقهم بما في ذلك المساهمة بمبالغ أكبر من المال".

وعاد الحديث عن هذه المبادرة إلى الواجهة مجددا، عقب الضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة على المواقع التي يفترض أنها مرتبطة بقدرات النظام السوري الكيماوية. لكنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن تحالف عربي، فقد سبق أن أشارت الصحيفة ذاتها قبل حوالي سنة إلى أن واشنطن تدرس مع حلفائها في الشرق الأوسط إمكانية تأسيس تحالف عسكري عربي يهدف إلى مكافحة النفوذ الإيراني.

نشر موقع "ذا درايف" مقالا للصحافي المتخصص في الشؤون الدفاعية، جوزيف تريفيثيك، يقول فيه إنه بالرغم من التقدم الذي أحرزته أميركا في الحد من أنشطة تنظيم داعش، إلا أن إرهابيي داعش يعودون في بعض مناطق سوريا، خاصة تلك التي يسيطر عليها النظام السوري.

ويشير الكاتب في مقاله إلى أن "احتمال ظهور نسخة جديدة من تنظيم داعش هو تطور مقلق، ويأتي في وقت كان يبحث فيه الرئيس دونالد ترامب وإدارته عن طريقة يخرجون فيها القوات الاميركية من الصراع، واستبدالها بتحالف من القوات العربية من بلدان مثل مصر والسعودية والإمارات".

ويلفت تريفيثيك إلى أن المتحدث باسم القوات المشتركة لعملية العزم الصلب العقيد ريان ديلون، كشف في مؤتمر صحافي روتيني في 17 نيسان 2018 عن زيادة مفاجئة في الهجمات الإرهابية، مشيرا إلى أن "وول ستريت جورنال" قالت في 16 نيسان 2018 بأن مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، جون بولتون، دخل في مفاوضات مع المصريين والسعوديين والإماراتيين والقطريين، حول إمكانية المشاركة في قوة مشتركة تحل محل حوالي ألفي جندي أميركي، وأي جنود للتحالف، وأي متعاقدين أمنيين في المستقبل القريب، والهدف هو أن تشارك تلك الدول ماديا في الانفاق على أي أنشطة عسكرية ومدنية هناك.

ويورد الموقع نقلا عن ديلون، قوله: "لقد رأينا أيضا، وليس فقط تقارير، لكن تم تأكيدها من خلال جمعنا للمعلومات الاستخباراتية، بأن تنظيم داعش بدأ بالقيام بهجمات على الجانب الغربي من الفرات خارج البوكمال ضد القوات الموالية للنظام، كما رأينا معلومات من مصادر عامة، لم نستطع التأكد منها، بأن هناك احتلالا لمناطق في جنوب دمشق".

 

وأضاف ديلون أن المخابرات بدأت بملاحظة الزيادة في هجمات تنظيم داعش منذ بدايات شهر كانون الثاني 2018، أي مع بداية التدخل التركي في شمال غرب سوريا، الذي استهدف المقاتلين الأكراد؛ ما أدى إلى مغادرة العديد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الموالية لأمريكا لمواقعهم لمساعدة رفاقهم، مشيرا إلى أنه حذر من وقوع ذلك، وأكد أن الحملة التركية بطأت من العمليات التي يدعمها التحالف ضد الإرهابيين.

وبحسب ديلون، فإن بقايا تنظيم داعش في شرق سوريا يتركزون في شرق الفرات، وأقرب إلى الحدود السورية العراقية، إلا أن المجموعة تقوم بعمليات محدودة في مناطق للشمال قرب مدينة دير الزور الاستراتيجية، حيث يخدم النهر كونه حاجزا طبيعيا يمنع الاشتباك بين القوات الأمريكية والروسية، ومن المفروض أن يخدم أيضا بصفته حاجزا بين القوات الموالية لأميركا وتلك الموالية لنظام الأسد.

ويقول الكاتب إنه "ليس من الواضح تماما إن كانت هناك عودة لتنظيم الدولة، أم إنه ستنتج عنه نسخة أخرى، حيث كان هو نموا منبثقا عن تنظيم القاعدة، وكان ظهور تنظيم الدولة، وتمكنه من السيطرة على مساحات واسعة، بحيث أصبح دولة موازية، ناتجين بشكل كبير عن الفراغ الذي خلقته الحرب الأهلية السورية، والتراجع الأمني في العراق، بعد أن سحبت أمريكا معظم قواتها عام 2011".

ويذهب تريفيثيك إلى أن "هناك احتمالا بأن يرغب أعضاء التنظيم بتشكيل عدة حركات، أو أن يفعلوا ذلك مع غيرهم من الجماعات المتضررة في المنطقة، فمثلا يمكن لهيئة تحرير الشام، التي ينمو حجمها وإمكانياتها، أن تستوعب عناصر تنظيم داعش، الذين قد ينشقون عنها ثانية لتشكيل حركة أخرى في المستقبل، وفي العراق انضم بعض السنة إلى الأكراد لتشكيل مجموعة تسمى الراية البيضاء، تقف ضد حكم الأغلبية الشيعية في بغداد، التي حاربت الطموحات الكردية في الاستقلال".

ويفيد الكاتب بأن "هذه الزيادة في النشاطات الإرهابية لتنظيم داعش ترجمت بزيادة للعمليات الجوية والمدفعية في سوريا، ويستخدم الجيش الاميركي في الجو عدة أنواع من الطائرات، منها AC-130U Spooky وAC-130W Stinger II وAH-64 Apache attack helicopters وكذلك منذ نيسان B-1B Bones، التي استخدمت في الضربة الأخيرة ضد أسلحة الأسد الكيماوية".

ويبين تريفيثيك أنه "على الأرض، فإن الجيش يستخدم مدافع هاويتزرز 155 مم المجرورة، ونظام أم 142 للصواريخ المدفعية سريعة الحركة، المحمولة على شاحنات، أحدثها يمكن أن يطلق صواريخ تصل إلى 227 مم موجهة بنظام الملاحة العالمي، قبل أن يقوم بإعادة التحميل، وتشكل تلك قوة يعتد بها، حيث استعرضتها أميركا في شباط ضد المرتزقة الروس، الذين يقاتلون بجانب النظام السوري بالقرب من دير الزور".

وينوه الكاتب إلى أن "البيانات التي يجمعها سلاح الجو الاميركي تظهر بأن الطائرات، بطيار ودون طيار، ألقت 600 قنبلة في سوريا والعراق في شهر كانون الأول 2017، وهو ما يشكل تراجعا في عدد الضربات بعد استعادة الرقة، لكن في شهر كانون الثاني 2018 ارتفع عدد القنابل إلى 800، وبقي فوق 700 قنبلة في الشهر الذي تلاه".

ويشير الموقع إلى أن "ديلون ذكر ذلك في إيجازه الصحافي في نيسان 2018، حيث قال إن القوات الأميركي تبذل جهدا في احتواء التنظيم في تلك المناطق -شرق الفرات-، مضيفا أن هناك عقبات وضعتها القوات الاميركية لمنع تنامي التنظيم، وأنهم يستخدمون الطائرات لتحديد أهداف، ما نتجت عنه زيادة في عمليات الاستهداف، فيما لم يذكر العقيد ما هي تلك العقبات، لكنها في الغالب ستكون مواقع محصنة للجيش الأميركي أو حلفائه، يمكنهم منها مراقبة تحركات الإرهابيين وطلب الدعم".

ويستدرك تريفيثيك بأنه "من الواضح أن هذا الموقف القوي لإبقاء الضغط على تنظيم داعش متناقض مع رغبة ترامب في انتصار سريع وخروج مباشر من بلد يبدو فيه الصراع ضبابياً، وكان الرئيس في وقت سابق فاجأ العامة وكبار مستشاريه عندما دعا لانسحاب وشيك للقوات الاميركية من سوريا".

ويورد الكاتب نقلا عن ترامب، قوله للصحافيين في مؤتمر صحافي مع رؤساء كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا في البيت الأبيض في 3 نيسان: "بالنسبة لسوريا فإن مهمتنا الرئيسية هي التخلص من تنظيم داعش.. وقد أنهينا تلك المهمة، وسنتخذ قرارا سريعا بالتنسيق مع الآخرين في المنطقة بشأن ما سنفعله".

ويقول تريفيثيك: "لكن لسوء الحظ، وكما أوضح ديلون في إيجازه مؤخرا، فإن المهمة أبعد من كونها انتهت، ويبقى تنظيم داعش يشكل تهديدا، وسحب القوات الأميركية الآن سيشجع الإرهابيين، وسيعني ترك المقاتلين المحليين الذين منعوا تمدد التنظيم دون غطاء جوي".

ويضيف الكاتب: "يبدو أن ترامب مصر على الانسحاب، حتى بعد هجوم الأسد الكيماوي على دوما، وبعد الضربة العقابية التي وجهتها أميركا له، حيث قال إن العملية مكلفة جدا، وفوائدها المباشرة لأميركا قليلة، بالرغم من وعد ترامب عندما كان مرشحا بهزيمة تنظيم داعش هزيمة كاملة".

ويبين تريفيثيك أنه "من هنا تأتي خطة بولتون لقوة عربية لمساعدة الاستقرار، وكما رأينا حتى لو كان بالإمكان تشكيل هذه القوة، فإن نشرها سيزيد من التوتر بدلا من أن يقلله".

 ويوضح الكاتب أنه "من ناحية، فإن السعودية ومصر والإمارات تبقى في حالة خلاف شديد مع قطر؛ بسبب علاقات الأخيرة الدبلوماسية مع إيران، وهم يحاصرونها، وفي الغالب لن يوافقوا على الانضمام معا لتشكيل تحالف جديد، كما أن مصر متورطة في حربها الخاصة بها ضد تنظيم داعش في سيناء، وتتعاون مع إسرائيل بخصوص الأزمة في قطاع غزة، وتدعم المجموعة التي تحارب الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا، والسعودية والإمارات متورطتان في اليمن، فقد يكون من الصعب على تلك البلدان إيجاد الإمكانيات والطاقة البشرية للسيطرة على الشرق السوري للمستقبل المنظور".

ويلفت تريفيثيك إلى أن "كلا من السعودية والإمارات دعمتا مجموعات مختلفة من الثوار في سوريا، بترتيب مع الجيش والمخابرات الاميركية بشكل جزئي، ووحدهما أيضا، وهما بالإضافة إلى مصر شديدو المعارضة لحكم الأسد وللنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط بشكل عام".

ويفيد الكاتب بأن "موضوع إيران هو الأهم في المعادلة، فباستثناء قطر، فإن الدول التي تريد إدارة ترامب أن تساعده في سوريا تسعى إلى الحد من نفوذ طهران ووكلائها، فحرب السعودية ضد الحوثيين في اليمن تأتي في هذا الإطار، وهو وقف التمدد الجيوسياسي لإيران في الشرق الأوسط، فمن الصعب تخيل أن بإمكان هذه الدول التخلي عن أهدافها في طرد إيران، وإسقاط الأسد باسم تحقيق الاستقرار".

ويذكر تريفيثيك أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير صرح في 17 نيسان 2018، بأن السعودية كانت قد عرضت على أميركا أن تشارك معها في إرسال قوات تشارك مع قواتها في سوريا منذ عام 2011، لكن إدارة أوباما رفضت.

ويعلق الكاتب قائلا: "ما يستحق الملاحظة أن إدارة أوباما رفضت العرض لسنوات، وغالبا لتخوف أوباما من أثر نشر تلك القوات على الوضع في سوريا، لكن ترامب يتمتع بعلاقات أقرب مع السعودية وربما يقبل هذا الدعم".

ويستدرك تريفيثيك قائلا إنه "بإمكاننا رؤية أثر الأجندات المتعارضة في سوريا، عندما دخلت تركيا وحدها في شمال غرب سوريا؛ للتخلص من وحدات حماية الشعب الكردية، التي تراها مجموعة إرهابية، وتهدد مصالحها بشكل مباشر، وقامت تركيا بتلك العملية بالرغم من معارضة حليفتها أميركا لذلك".

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "الوجود الاميركي في سوريا هو الذي يمنع تركيا والنظام السوري وحلفاءه من مهاجمة المناطق الكردية في شمال سوريا، ويبقي تنظيم داعش تحت الضغط، ويبقى هذا الوجود هو الضمانة الوحيدة لمنع ظهور تنظيم داعش ثانية، حيث سيكون أي تحالف عربي قابلا للمهاجمة من روسيا والأسد وإيران".

 واذا ما انتقلنا ايضا بين الاراء المختلفة لهذه الفكرة ،يقول حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي في جنيف، إن طبيعة هذه القوة وحجمها لم يحدد بعد، ولكن يمكن القول إن تردد ترامب في سحب قوات بلاده من منبج هو ما عجل في التفكير في عملية بناء قوة عسكرية عربية مشتركة تحت قيادة السعودية تعزز من التواجد العسكري أمام تنامي النفوذين التركي والإيراني. فالرئيس الأمريكي يريد غطاء عربيا عسكريا وسياسيا لتغطية تكاليف هذه القوة.

أما حسن منيمنة، المحلل السياسي من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، فيرى أن الحديث عن هذه المبادرة هو مجرد فكرة غير ناضجة وأطلقت للإعلام لاختبار الرأي العام. ويضيف "هي طرح من طروح عدة اقترحت من قبل، ولكن ثمة الكثير من العوائق التي تحول دون ترجمتها إلى واقع وعلى رأسها غياب رؤية أمريكية واضحة في سوريا، وهذا ما يجعل من الصعب وضع خطة استراتيجية ميدانية". هذا بالإضافة إلى الخلافات الكبيرة بين الأطراف التي يفترض أن تكون ضمن هذه القوة، وبالتالي فإن إضافة عنصر ملتبس كهذه القوة إلى المشهد السوري المعقد أصلا سيزيد الأمور سوءا، كما يقول المحلل السياسي.

وحسب بينته شيلر، مديرة مؤسسة هاينريش بول في بيروت، فإن السعودية ومصر قد ترسلان فعلا قواتهما إلى سوريا لكنهما ستكونان متشككتين لأن مصلحتهما من هذه الخطوة ليست بهذه الأهمية، مقارنة مع تتطلبه قوة كهذه من إمكانيات كبيرة.

لكن في حال اقتصار هذه القوة بالفعل على الدول المذكورة فإن الأمر سيكون في اعتقاد المحلل السياسي حسني عبيدي بمثابة إعادة إنتاج للتحالف العربي في اليمن والذي فشل حتى الآن في تحقيق الأهداف التي كان يسعى إليها من خلال هذه الحرب، وبينما يعتقد متابعون أن العلاقات المنقطعة بين قطر والدول الأخرى المشاركة في القوة لن يكون مؤثرا مادام الدور القطري قد يقتصر على تقديم الأموال، يرى حسني عبيدي أن انطلاق هذه القوة العربية قد يكون بداية النهاية لما يعرف بالأزمة الخليجية، وفي هذا السياق يشير الخبير إلى أن ترامب بدأ مؤخرا ضغوطا ودية على كل من الإمارات والسعودية ومصر لإنهاء الخلافات الحادة مع قطر.

وبالإضافة إلى إشكالية العلاقات المتأزمة بين أطراف القوة العربية المحتملة، يبقى من الصعب التكهن بردود أفعال الأطراف الأخرى المتدخلة في النزاع السوري وعلى رأسها روسيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى موقف الميليشيات الكردية وإسرائيل من مبادرة من هذا النوع.

وفي هذا السياق يقول منيمنة إن هذه الأطراف غير مهتمة بما يدور حول هذا الموضوع وتراه مجرد كلام إعلامي ولا تأخذه بجدية، بدليل أنه لم يأت أي رد رسمي حول الموضوع منها.

أما حسني عبيدي فيرى أن هذه المبادرة في حال تنفيذها سوف تشعل الوضع أكثر مما هو مشتعل. ويضيف "علاوة على المصالح المتضاربة، فقد  يتم اعتبار إرسال قوة كهذه إلى سوريا اعتداء على سيادة دولة، خاصة في غياب تفويض من مجلس الأمن الدولي".

وتتفق الخبيرة شيلر مع القول إن القوة العربية ستزيد من احتقان الوضع السوري في حالة دخولها، فإيران لن تقبل بوجود قوات عربية تؤثر على مصالحها في منطقة شمال سوريا الغنية بالنفط والغاز والتي يسعى كل طرف لفرض سيطرته عليها.

 أما روسيا فلن تهتم كثيرا لهذه القوات حسب الخبيرة الألمانية، "رغم أن الروس يدعمون الأسد.

فقد رأينا كيف أنهم سمحوا للأتراك بالتدخل ضد الأكراد رغم أنهم كانوا في نوع من التحالف مع هؤلاء". أما فيما يتعلق بتركيا، ورغم التحذيرات من احتمال حدوث تصعيد كبير بين السعودية وتركيا في حال دخول القوة، ترى شيلر أن أكثر ما يقلق الأتراك هو قيام كيان كردي وبالتالي فقد لا تمانع في وجود قوات عربية مادام ذلك قد يساهم في تقليص نفوذ القوات الكردية.

أما إسرائيل فترى شيلر أنها غير معنية بشكل مباشر بهذه الخطوة لأنها مهتمة بالدرجة الأولى بالمناطق المحاذية لحدودها مع سوريا كمنطقة الجولان.

فيصل عيتاني، خبير الشرق الأوسط بمركز "أتلانتك كاونسل" البحثي الأمريكي علق قائلا: "لا تملك دولة عربية الإمكانات العسكرية والمؤسسية لتنفيذ تلك المهمة".

لكن جيمس جيفري، المسؤول السابق بإدارة الرئيس جورج بوش الابن،  أوضح أن دحر داعش ليس بؤرة التركيز الأولى للدول المفترض نظريا تشكيل القوة المشتركة وفسر ذلك قائلا: "السعودية والإمارات ترغبان في تفعيل سياسة تناهض إيران وتعمل ضد الرئيس السوري بشار الأسد".

 

موقع أمريكي ينتقد اقتراح ترامب إرسال قوة عربية مشتركة لسوريا

 

هكذا عنون موقع فوكس الأمريكي تقريرا الثلاثاء أوضح مثالب فكرة إرسال "قوة عربية مشتركة" إلى مناطق الصراع في الدولة الشامية.

وأضاف: "الرئيس ترامب لم يخف سرا رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكن خطة إدارته لتنفيذ ذلك تتسم بالخطورة حال تنفيذها".

 وتابع الموقع: "قد يبدو ذلك نظريا جيدا، لكن ثمة العديد من المشكلات تعترض سبيل تنفيذ المقترح".

 العقبة الأولى تتمثل في الفرصة الضئيلة لموافقة الدول العربية على مثل هذه الخطة باستثناء السعودية التي أعلن وزير خارجيتها عادل الجبير أن ثمة مناقشات مع الولايات المتحدة بشأن هذا الأمر.

 العقبة الثانية، وفقا لخبراء، مفادها المعاناة التي ستجابهها الدول العربية لتحجيم خطر داعش.