"قمة القدس" بصمة اردنية بامتياز

قرارات القمة مستمدة من تقرير الملك عبد الله للقمة الماضية

 

 

تسمية المؤتمر بالقدس يجسد الرفض العربي  لمشروع  ترامب

لا بديل عن الحفاظ على القدس ومقدساتها

الظهران – الانباط - فارس شرعان

انجزت  قمة الظهران اعمالها في زمن قياسي حيث ناقشت جدول اعمالها والتقرير الذي اعده الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عن اعمال القمة الماضية التي عقدت في البحر الميت العام الماضي واقرت التوصيات خلال ساعات الامر الذي يعتبر انجازا كبيرا تحققه القمة العربية التاسعة والعشرون لاول مرة ...

الانجاز الاكبر الذي حققته هذه القمة يتمثل  بإطلاق اسم القدس عليها وذلك ما يمثل  اصرار العرب على التصدي للتحديات التي تواجه  اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والمؤامرات التي تحاك حولها واولها مشروع الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعتبارها عاصمة الكيان الصهيوني خلافا لدول العالم التي تعترف بإن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المرجوة وان تل ابيب عاصمة الكيان الصهيوني بالاضافة لرفض الامتين العربية والاسلامية وبقية دول العالم لنقل السفارة الامريكية  في اسرائيل من تل ابيب الى القدس وهو القرار الذي يزمع ترامب تنفيذه بذكرى اغتصاب فلسطين وقيام اسرائيل في الخامس عشر من شهر مايو "ايار " المقبل .

مسؤول اردني كبير اوضح ان تمسك العرب بالقدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الاقصى يأتي انطلاقا من الحرص الاردني على هذا الصرح الاسلامي الذي يمثل ارثا اسلاميا خالصا لا علاقة لاسرائيل به وفق قرارات الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو التي استصدرت عشرات القرارات بشأنه باعتباره وقفا اسلاميا لا علاقة لاحد به من اي دين او معتقد ... بإستثناء  المسلمين علاوة على اعتراف العالم بالوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها وفي مقدمتها الحرم القدسي الشريف بما في ذلك امريكا والدول الغربية والكيان الصهيوني .

المسؤول الكبير اكد انه رغم الخلافات بين الاردن والادارة الامريكية بخصوص القدس الا ان واشنطن تعترف بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس رغم تفاقم الخلاف بينهما  الذي اوشك ان يصل الى درجة الصدام بعد طرح مشروع ترامب بشأن القدس وعزم واشنطن على نقل سفارتها  في الكيان الصهيوني  من تل ابيب الى القدس حيث تجري الاستعدادات حاليا على قدم وساق للقيام بهذه الخطوة التي يرفضها المجتمع الدولي بأسره ومن  المتوقع ان تحتفل واشنطن بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس في غضون شهر الامر الذي  من شأنه ان يزيد هذه الخلافات بين واشنطن والوطن العربي .

الاصرار العربي على الدفاع عن القدس وحماية  مقدساتها انسجاما مع الموقف الاردني حدا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى التبرع للاوقاف الاسلامية في القدس بمبلغ 150 مليون دينار لترميم وصيانة الاوقاف الاسلامية وصيانة المسجد الاقصى الذي يتعرض للعبث من غلاة اليهود المتطرفين والمستوطنين الذين يقتحمون باحاته وساحاته ويقيمون فيها الطقوس الدينية  والتلمودية  ويدنسون ساحاته بممارسة انواع العبث والممارسات التي تسيء الى قدسيته وطهره ...

المسؤول الاردني الذي نفى ما يسمى صفقة العصر رغم ان الاردن كان اول من اعلن عن موقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القدس موضحا ان موضوع القدس خط احمر لا يمكن تجاوزه وان هناك اجماعا دوليا على عروبة القدس واسلاميتها .

ثمة قضية اخرى تكتسب اهمية بالغة تتعلق بملايين اللاجئين الفلسطينيين وضرورة الحفاظ  على قضيتهم حتى تحل  حلا عادلا من خلال ضمان حق العودة او حق التعويض وهذا ما يفسر متابعة الاردن  لقضية اللاجئين الفلسطينيين وضرورة توفير الاموال اللازمة لهيئة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الاونروا ) التي تعاني من عجز مالي بين فينة واخرى .. وهذا ما يفسر اهتمام الاردن بعقد مؤتمر المانحين للاونروا في روما الشهر الماضي حيث تم  تقديم 100 مليون دولار كمبلغ اضافي لتلافي عجز موازنة الاونروا بسبب وقف واشنطن

لجزء من مساعداتها للاونروا للضغط على اللاجئين الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية التي تعتمد  اعتمادا مباشرا على الاونروا في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والاغاثية للاجئين في مختلف مناطق عمليات الاونروا  الخمس وهي  ... الضفة الغربية وقطاع غزة  وسوريا ولبنان والاردن .

تقديرا لموقف الاردن من الاونروا وتوفير الاموال اللازمة لها .. وتلافي العجز في موازنتها يسعى الاردن الى حث المانحين على تقديم التبرعات اللازمة لهذه  المنظمة الدولية فقد تبرع خادم الحرمين خلال اعمال قمة الظهران ( قمة القدس ) ... بمبلغ 50 مليون دولار بالاضافة الى زيادة التبرعات للهيئات الخيرية في فلسطين .

حرص الاردن ومن خلال التقرير الذي سلمه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الى الملوك والرؤساء العرب  ونوقش  بإهتمام كبير على حل القضايا العربية والدفاع عنها في كافة المحافل الدولية  يركز على حل الخلافات العربية وفض النزاعات الاقليمية مثل حل النزاع في اليمن بين الحكومة الشرعية وميليشيات  الحوثيين ....  ووقف التسلل الايراني الى الاراضي اليمنية ودعم جهود التحالف العربي على هذا الصعيد .

اما فيما يتعلق  بصفقة العصر التي يروج لها ترامب فقد رفضتها قمة القدس التي يشاع عن انها تضغط على الفسطينيين  للتنازل عن قضية القدس لان الدور الاردني يكاد ينحصربالدفاع عن القدس  ومقدساتها ودعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من انتزاع حقوقه المشروعة .

 

فالقمة  ترفض ممارسة اي ضغوط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات لامريكا واسرائيل  في مباحثات الحل النهائي  مع تقديم كافة اشكال الدعم للشعب الفلسطيني لانتزاع  حقوقه الوطنية المشروعة بما فيها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

كما يصر الاردن على شمول قضايا الحل النهائي في المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين  بما في ذلك   قضايا الامن والحدود والمياه ووقف الاستيطان وقفا كاملا والمحافظة على الارض الفلسطينية لاقامة الدولة الفلسطينية عليها التي تعيش  جنبا الى جانب اسرائيل .

مما سبق يؤكد مسؤولون اردنيون وعرب ان قمة " القدس " بصمة اردنية بامتياز بل تكاد تكون انجازا اردنيا من خلال متابعة مسار القمة العربية الماضية التي عقدت في البحر الميت  والإلتزام بالتقرير الذي اعده الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بهذا الخصوص .//