منتدون يناقشون وهم الحرية والتلاعب بالعقول

خلال ندوة عقدها معهد الاعلام الاردني

 مسرة : تنظيم وسائل التواصل يمنع التلاعب بالعقول

بريزات : الرأي العام يتأثر بشكل كبير بالقيم الاجتماعية القطامين : الحكومة خادمة للناس ويجب ارشادها


عمان – الانباط – علاء علان

أكد منتدون على أهمية وسائل الاعلام في التأثير على الرأي العام وتشكيله بظل التحولات  الجديدة التي بدأت بالظهور مثل الاعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي،مشيرا الى الدور الذي تلعبه تلك الوسائل في عقول الناس.

جاء ذلك خلال ندوة علمية حول الرأي العام الجديد عقدها معهد الاعلام الاردني يوم الاثنين بعنوان "الرأي العام الجديد : التحولات والقوى الفاعلة" بحضور المفكر اللبناني انطوان مسرة والخبير في دراسات الراي العام د.فارس بريزات والخبير في مجال التدريب والقيادة الدكتور معن القطامين وجمع من طلبة المعهد والمدعوين،وادار الندوة عميد معهد الاعلام الاردني الدكتور باسم الطويسي.

وأشار المنتدون الى ان  المرحلة الحالية تطرح اسئلة عميقة منها كيف يتشكل الراي العام الاردني الان وهل الانترنت صديق للديمقراطية .. الخ.

من ناحيته قال المفكر اللبناني انطوان مسرة ان مصطلح الرأي العام بحاجة لتعريف،فكلمة الرأي هي ادنى درجات المعرفة والعام ما يتعلق بقضايا المصلحة العامة.

وقال مسرة انه يجب على الانسان ان يقدم رأيه ويفكر لا ان يردد ما هو متداول في السوق،مشيرا الى ان العالم به وهم بالحرية، كما ان طغيان الرأي أمر خطير وهناك تشتت في الآراء.

واشار مسرة الى ان من ليس لديه إعلام صحيح هو تابع والمستقبل بالغ الخطورة،معربا  عن تأييده لوضع اسس تنظم عمل وسائل التواصل الاجتماعي منعا للتلاعب في العقول،لأنها اصبحت تنقل الكراهية والاشاعات.

وانتقد مسرة لجوء الاعلاميين لاخذ الاخبار من وسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن مصادرها الحقيقية،مشيرا الى انه في لبنان هنالك اعلاميون يعتمدون عليها في عملهم مما ادى لتراجع الاعلام المهني.

ونوه مسرة الى ان تنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي لا يعني المساس بحرية الراي والتعبير،مستشهدا بما كتبه كوفي عنان مؤخرا حول وسائل التواصل الاجتماعي حيث قال انها تهدد الديمقراطية وتتلاعب في العقول.

ودعا مسرة لاعادة التركيز على الشأن العام وتنويع مصادر المعرفة لان ما نعيشه الان عصر المعلومات وليس المعرفة،مؤكدا على ان استطلاعات الراي العام مفيدة لمعرفة واقع الاراء وليس واقع الممارسة.

بدوره قال الخبير في دراسات الرأي العام د.فارس بريزات أن من لهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ينظرون الى الوضع في الأردن بنظرة سلبية على عكس من ليس لهم حسابات،مشيرا الى ان 95٪‏ من الأردنيين اعتبروا داعش منظمة ارهابية بعد استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة ،كما يعتبر 74 % من الاردنيين حماس حركة مقاومة،مشيرا الى ان مشاركة حماس في الانتخابات ادت لتغيير في النتائج المتعلقة بها.

واكد بريزات ان الرأي العام يتأثر بشكل كبير بالقيم الاجتماعية،حيث يعتبر الدين من أهم القيم في المجتمعات العربية والعكس في بعض المجتمعات الأجنبية.

واستعرض بريزات نتائج استطلاع للرأي العام اجري في الاردن يتعلق بالانتخاب والتصويت والرضا عن اداء الحكومة والقضايا المتعلقة بالدين وغير ذلك.

واشار الى ان الراي العام الاردني عند طرح سؤال مفتوح عليه فأن اولى القضايا التي يتحدث بها هي الفقر والبطالة والوضع الاقتصادي عامة،مؤكدا بذات الوقت ان التغير قي القيم العميقة يحتاج لوقت.

من ناحيته اكد الخبير في مجال التدريب والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي د.معن القطامين على وجود سقف من الحرية في الاردن مضيفا بأنه يُحب ان يختبر هذا السقف كل فترة،مؤكدا ان الكل مع حرية التعبير المسؤولة.

وقال القطامين ان النزول الى الشارع يكون عندما لا تجد احدا يسمعك،ولكن الخوف الان من موضوع التغيير القيمي عند الناس فمثلا لو كان الشاب لا يستطيع الزواج فتجده يبرر لنفسه السرقة.

واشار الى ان القيم العميقة في الاردن مثل الدين والعشيرة في حال تعرض احد لها يهاجم فورا، والسؤال أين نحن كمجتمع أردني من قيم العدالة والديمقراطية والتسامح والمساواة والشفافية ؟

ولدى سؤاله من " الانباط"  خلال الندوة ان كانت القيم العميقة تقيده في عمله ام يوظفها لكسب الناس؟لم يجب القطامين على السؤال،ولدى سؤاله ايضا عن شكل الايجابية التي يقدمها وما هي الحلول التي يطرحها للمشاكل لم يقم بالاجابة.

ودعا القطامين في حديثه الى التوقف عن المزاح بالقضايا الوطنية مثل قضية الخروج من عنق الزجاجة وغير ذلك،متسائلا متى ستتحول المعرفة لفعل ؟

وهاجم القطامين خطة تحفيز النمو الاقتصادي الحكومية ،داعيا لحوار مبني على الارقام والمنطق ودراسة كل قرار حكومي واثره على القطاعات المعنية به،مشيرا الى ان هناك عدم ثقة وتوترا والاستطلاعات تدل على رسوب الحكومة في امتحان الثقة مع الشارع،مشيرا الى ان الحكومة خادمة للناس ويجب ارشادها.//