التطبيع وخدمة قضايا الامة !!!
فارس شرعان
تقاس العديد من القضايا بمردودها على الامة والفوائد التي تجنيها منها فتشكيل موقف موحد يكون في صالح الامه العربية اذا كان هذا الموقف ينعكس ايجابيا على قضاياها ومصيرها المشترك ويكون ضد مصالحها اذا كان ينعكس سلبيا على قضاياها
وادارة القمة العربية تقاس بما تحققه من مصالح الامه او السلبيات الناجمه عنها فالتطبيع مع الكيان الصهيوني يكون ايجابيا اذا كان يحقق مصالح الامه والعكس يكون في منتهى السلبيه اذا كانت فوائده تعود مصالحها على العدو الصهيوني ولا تلبي مصالح الامه العربية
وقد سخر الاردن ادارته القمة العربية الماضيه التي عقدت في البحر الميت لخدمة قضايا الوطن العربي والدفاع عن مصالحه حيث عمل كل جهده لتحقيق وحده الصف والدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحشد الجهود الدوليه للنأي بالوطن العربي عن الخلاف والفرقه بين اقطاره والوقوف مع الاجنبي ضد الاقطار الشقيقة.
خير موقف يعبر عن تسخير ادارة القمة لصالح الامه ما حققه الاردن من انجازات خلال القمة السابقه حيث تصدى بصلابه وبساله للمؤمرات الصهيونية التي استهدفت النيل من مقدسات الاسلاميه والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وذلك انطلاقا من وصايته على المقدسات في القدس الشريف ما مكنه من التصدي للمؤامرات الصهيونية للعبث في المسجد الاقصى واقتراف الانتهاكات في ساحته وعبث المتطرفين اليهود وغلاة المستوطنين بمقدساته حيث استصدر مئات القرارات الدولية التي تدين الانتهاكات الصهيونية بحق الاقصى كما تمكن من استصدار قرارات بالغه الاهمية من الامم المتحده والهيئات الدولية والاقليمة ذات الصله وابرزها القرارات التي اتخذتها منظمة اليونسكو باعتبار القدس وقفا اسلاميا خالصا لا علاقه لليهود به وكل ما في القدس من اثار وحضارة وتراث يعتبر تراثا اسلاميا خالصا يعود للعرب والمسلمين فهو قرار بالغ الاهمية تمكن الاردن من استصداره من منظمة اليونسكو ذات الصله بالحفاظ على التراث التاريخي والحضاري والحفاظ على التاريخ الاسلامي ورعايه المواقع الحضارية والاسلامية
ثمة انجازات عديده حققها الاردن خلال ادارته للقمة العربية الماضية التي عقدت في البحر الميت الا ان رئاسه القمة لم تحقق العديد من الانجازات حيث لم تنظر في ازمة الخليج والخلافات بين اقطاره لان اعضاء مجلس التعاون الخليجي لم يرغبوا في ان تنهي رئاسة القمة الخلافات بين اعضائه واثرت ان يكون الحل لهذه الازمة من خلال اعضاء المجلس.
كما ان الاختلاف في المواقف بين الدول العربية قد اضعف موقف رئاسة القمة العربية من توحيد المواقف ومواجهه العدو الصهيوني الامر الذي قد ينعكس سلبا على مجمل القضية الفلسطينية او ما يسمى بصفقة العصر التي يسعى الرئيس الامريكي الى تمريرها بعد ان طرح موضوع مشروعه المرفوض وغير المقبول على الاطلاق الذي يعتبر القدس عاصمة للكيان الصهيوني الامر الذي من شانه اسقاط حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية
وتمارس الادارة الامريكية ضغوطا كبيرا على الفلسطينيين بتمرير صفقة العصر التي تقضي بتطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني مقابل حل الخلافات الفلسطينية الاسرائيلية وتنازل الفلسطيينين عن القدس واسقاط حق العودة للاجئين والغاء منظمة الاونروا التي تجسد رمزا لقضية الفلسطينين وحقهم التاريخي في العودة!!!//