الملك: القدس "مفتاح السلام" وحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين فيها أبدي وخالـد
جلالته يلقي الكلمة الافتتاحية في القمة العربية ويترأس الوفد الأردني
القدس حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية
الفلسطينيون دعاة سلام وتمسكهم بحل الدولتين ونبذ العنف دليل واضح على التزامهم الثابت بالسلام وواجبنا جميعا الوقوف معهم ودعم صمودهم
من واجبـنا ومسؤوليتـنا المشتركـة ومن واجب المجتمع الدولي توفيـر الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار بتقديم خدماتها
عراقيًا: نشيد بالتطورات الإيجابية والنصر الذي حققه الأشقاء على تنظيم داعش الإرهابي حيث نبارك لهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم لدحر الخوارج
سوريًا: ندعم جميع مبادرات التوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة سوريا أرضًا وشعبًا ويساهم في عودة اللاجئين
عربيًا: نؤكد التزامنا بمبدأ حسن الجوار ونؤمن بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعي التصدي لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية
جلالته يلتقي الرئيس اللبناني وفائز السراج ورئيس الوزراء اللبناني والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي
الظهران – بترا
ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، رئيس القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين، أمس، الكلمة الافتتاحية في مستهل أعمال الدورة العادية التاسعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي تعقد في مدينة الظهران السعودية، بمشاركة ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء وفود الدول العربية.
وتاليا نص كلمة جلالة الملك:
"بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين،
أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسرني في البداية أن أتقدم من أخي خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة بجزيل الشكر والتقدير على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
كما أتقدم بالشكر أيضا إلى معالي الأخ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وكوادرها، على ما بذلوه من جهود خلال رئاسة الـمملكة الأردنية الهاشمية للقمة العربية الثامنة والعشرين ومتابعة قراراتها وتوصياتها.
في العام الماضي تشرفنا بحمل مسؤولية رئاسة القمة العربية، حيث أعـدنا التأكيد على ضرورة تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك، وعلى تبني خيار السلام الشامل والدائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقد بذلنا كل جهد ممكن خلال فترة رئاستنا للقمة العربية، وبالتنسيق المباشر والوثيـق مع إخواننا القادة العرب، لمواجهة التحديات التاريخية التي تواجهها أمتنا، وسخرنا وإياكم جميع إمكانياتنا وعلاقاتنا الدولية لخدمة قضايا أمتنا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
إخواني القادة،
الحضور الكرام،
لا بد لنـا من إعادة التأكيـد على الـحق الأبدي الخالـد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام في المنطقة، ولا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنـادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
إن أشقاءنا الفلسطينيين، دعاة سلام، وإن تمسكهم بحل الدولتين ونبذ العنف هو دليل واضح على التزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا جميعا هو الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمن وسلام.
وإن من واجبـنا ومسؤوليتـنا المشتركـة كمجموعة عربية ومن واجب المجتمع الدولي، توفيـر الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين، والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار بتقديم خدماتها الإنسانية والاجتماعية لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم، فإن أي إضرار بالـخدمات الهامة التي تقدمها الوكالة سينعكس سلبيا على أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة.
ثانيا: إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واجب ومسؤولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها، وسنواصل وبالتنسيق مع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعمكم ومساندتكم، حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين، والتصدي لأي محاولة تمس بهوية المدينة المقدسة، أو تسعى لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
ثالثا: لا بد من الإشادة بالتطورات الإيجابية والنصر الذي حققه الأشقاء في العراق على تنظيم داعش الإرهابي، حيث نبارك لهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم لدحر الخوارج، ونؤكد على ضرورة استكمال الانتصار العسكري، بعملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق.
رابعا: فيما يخص الأزمة السورية، وفي إطار السعي المستمر للتوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويساهم في عودة اللاجئين، قمنا بدعم جميع المبادرات التي سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض، كمحادثات أستانا وفيينا وسوتشي، مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتي في إطار دعم مسار جنيف وليس بديلا عنه.
خامسا: نؤكد التزامنا بمبدأ حسن الجوار، ونؤمن بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعي التصدي لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو إثارة الفتن والنزاعات الطائفية فيها، أو تهديد أمنها بأي شكل من الأشكال.
سادسا: لا بد لمجموعتنا العربية من تكثيف جهودها الدبلوماسية مع جميع الـمنظمات الإقليمية والدولية، لمواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها عالمنا العربي، ونؤكد على أهمية إعداد خطة عمل شاملة لتعزيز التعاون والتنسيق مع هذه المنظمات.
وفي الختام، أعلن اِختتام أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين، ويسعدني أن أدعو أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالتفضل لتسلم رئاسة مؤتمر القمة العربية في دورته التاسعة والعشرين، متمنيا لأخي التوفيق في خدمة قضايا أمتنا العربية وتحقيق تطلعاتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وسلّم جلالة الملك، بصفته رئيس القمة العربية السابقة في دورتها الثامنة والعشرين، والتي عقدت في الأردن في شهر آذار من العام الماضي، رئاسة القمة العربية الحالية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.
كما ترأس جلالته الوفد الأردني المشارك في أعمال القمة، الذي ضم رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته منار الدباس، والمستشار الخاص لجلالة الملك، علي الفزاع، والسفير الأردني في القاهرة، مندوب المملكة الدائم لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية علي العايد.
وعلى صعيد متصل عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس، على هامش أعمال القمة العربية المنعقدة بمدينة الظهران السعودية، لقاءات منفصلة مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنـي اللـيـبـي فائز السراج، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وركز لقاء جلالة الملك مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، على العلاقات الأخوية بين الأردن ولبنان، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى التطورات الراهنة في المنطقة.
وتناول اللقاء مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية، ونتائج مؤتمري روما وباريس اللذين عقدا مؤخرا بهدف دعم لبنان.
وأكد جلالة الملك وقوف الأردن الكامل إلى جانب لبنان الشقيق في جهوده للحفاظ على وحدته الوطنية وسيادته وأمنه واستقراره، معربا جلالته عن تمنياته بنجاح الانتخابات البرلمانية في لبنان، المقررة الشهر القادم.
وتطرق اللقاء إلى أعباء أزمة اللجوء السوري على الأردن ولبنان، وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الدول المستضيفة للاجئين، لتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية لهم.
كما جرى استعراض التحديات والأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية، حيث تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية لها، تعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته.
وخلال لقاء جلالة الملك مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنـي اللـيـبـي فائز السراج، تم استعراض سبل تمتين العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وأكد جلالة الملك، خلال اللقاء، حرص الأردن على تقديم جميع أشكال الدعم للجهود المستهدفة تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وبناء المؤسسات الليبية.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته.
كما التقى جلالته مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في اجتماع تناول آخر التطورات على الساحتين اللبنانية والإقليمية.
وأكد جلالة الملك، خلال اللقاء، الحرص على تعزيز التعاون الأردني اللبناني، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية.
اللقاء تناول آخر المستجدات في سوريا، وتداعياتها على البلدين، خصوصا ما يتصل بأزمة اللاجئين السوريين، حيث تم التأكيد على أهمية التنسيق بين الأردن ولبنان بهذا الخصوص.
كما التقى جلالة الملك عبد الله الثاني مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، على هامش انعقاد أعمال القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين بمدينة الظهران السعودية.
وتم خلال اللقاء، استعراض علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي، والأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وتناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة السورية، حيث تم التأكيد على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا.
كما جرى بحث التطورات المرتبطة بعملية السلام، وضرورة تكثيف الجهود الدولية لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتطرق إلى أعباء أزمة اللجوء السوري على الاقتصاد الأردني وموارده المحدودة، إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته.