بيان الظهران تشخيص جيد.. ولكن

بيان الظهران تشخيص جيد.. ولكن

 

وليد حسني

 

انتهت قمة القدس في مدينة الظهران السعودية دون ان تحدث أي ضجيج مفتعل، دخل الزعماء العرب الى بيت القمة السعودية الرابعة، والأولى التي تنعقد في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وسط غيابات بعضها سياسي خلافي بامتياز" أمير قطر، تميم بن حمد، والرئيس السوري بشار الأسد"، وبعضها صحي "الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقه، والملك المغربي محمد السادس، وسلطان عمان قابوس بن سعيد، ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد".

البيان الختامي لقمة الظهران لم يترك أية قضايا تشغل الجغرافيا العربية دون ان تكون لها مكانتها فيه، وباستثناء الأزمة القطرية الخليجية ، فقد بدا البيان الختامي لقمة القدس السعودية شاملا وجامعا لكل عناوين الصراع والخلاف العربي ــ العربي، والخلاف العربي الإقليمي.

وانا اقرأ مسودة البيان شعرت بالإطمئنان قليلا لشمولية العناوين التي تضمنها البيان، لكنني بادرت بطرح عشرات الأسئلة على نفسي، لأن معظم تلك الخلافات العربية ــ العربية يمكن تجاوزها تماما في حال قرر العرب الخروج من خنادق الاستقطاب، ومهنة صناعة الأعداء.

يملك العرب مجتمعين في الملف الفلسطيني القدرة الكافية على فرض أجندتهم ومطالبهم التي وردت في البيان الختامي"المبادرة العربية على الاقل "، إلا ان الإرادة السياسية السليبة تجعلنا كأمة خارج أي دور أو فعل.

وكذلك الحال في ملف الأزمة السورية، فبالرغم من ان البيان الختامي اكد على الحل السياسي للملف السوري، فإن هذا الحل يمكن للعرب أنفسهم أن يصنعوه في حال رفعوا أيديهم عن دمشق، وقدموا لها الدعم الذي يجفف تمويل العصابات المتمردة.

 

ولا يبتعد الملف الليبي عن الملف السوري، وكذلك الملف اليمني الذي ياخذ كل أشكال الصراع الطائفي والمذهبي، وكما هو الحال في سوريا، فإن الصراع مع ايران ووكلائها ياخذ مكانته الكاملة في الملف الصراعي السعودي في اليمن.

وإيران الحاضرة في كل ملفات الصراع والخلاف العربي العربي، فإن التفاني في إشعال هذا الملف وتسخينه لا يفيد العرب أبدا، وإنما سيزيد من ازماتنا المحلية والإقليمية، فايران حاضرة تماما في كل الملفات الإقليمية التي تطرق بيان الظهران لها" البحرين، جزر الامارات الثلاث المحتلة، سوريا، اليمن..الخ "، مما سيبقي ايران عنوانا في صراعاتنا وخلافاتنا العربية ــ العربية.

على العرب في الفترة المقبلة إنقاذ أنفسهم من تداعيات واستحقاقات استمرار الصراع في المنطقة والإقليم، وعلى العرب أن يذهبوا لصناعة الأصدقاء حتى يتحقق الامن والرخاء، بدلا من البقاء في خندق المواجهات الدائمة والصراعات التي تستهلك كل مقدراتنا، وتقتل مستقبلنا.

وحتى تكون الأمة العربية مقبلة غير مدبرة فعلى السعودية بصفتها رئيسا للقمة العربية المبادرة الى تفكيك كل ازمات الإقليم بدءا بجنوبها المحترق في اليمن، وانتهاء باقصى شمالها الملتهب في سوريا، مرورا بجارتها الأقرب قطر، وبجارتها الأبعد ايران، هناك يمكن تفكيك كل ازمات الاقليم دون ان تخسر السعودية قطرة دم واحدة.

بيان قمة القدس في الظهران بدا جيدا ومقبولا كوصفة طبية من طبيب عام لأنه وضع معظم ازماتنا على الطاولة لكنه لم يقدم أية وصفات معالجة متخصصة لها..//