رائحة الحرب تفوح في سوريا
مخاوف من اتساع الضربة الأمريكية بمساعدة عربية
العتوم: العدون الأمريكي على سوريا لن يكون له تداعيات على الأردن
الزعبي: الضربة ستكون بالصواريخ ولا دور للطائرات فيها
عمان – الأنباط – طارق أبوعبيد
يكثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشاوراته مع إدارته العسكرية والاستخباراتية اضافة الى مسؤولين عن الأمن القومي الأمريكي بشأن ما يجب فعله في سوريا، ملوحا صراحة بأنه لا يمكن ترك الهجوم الكيماوي في دوما السورية يمر دون رد، ومهددا برد قريب ضد دمشق.
هذا التهديد الذي يرى مراقبون للشأن السوري انه لن يكون قريبا جدا، وانه وفقا لتقديرات عسكرية لن يكون خلال الايام العشرة القادمة على اقل تقدير، حيث ان مثل تلك التجهيزات بحاجة الى وقت كبير وهو ما تفقده الادارة الامريكية في الوقت الحالي.
ويبدو هذه المرة أن التهديدات الامريكية جدية، ويعتقد عدد من المحللين السياسيين ان تكون ضربة امريكية "محدودة" على دمشق والنظام السوري، حيث نذكر الضربة الأمريكية قبل عام لمطار الشعيرات، والتي باركها عدد كبير من الدول العربية.
والأخطر من ذلك، ومن ضمن السيناريوهات المتوقعة ان تتحول الضربة العسكرية الأمريكية لضربة اوسع قد تمتد لعدة ايام والتي قد تطال العاصمة دمشق نفسها، ومن المتوقع ان تتم بمشاركة عربية قطرية وسعودية وهما في الاصل يدعمان مثل هذا التوجه. وهنا سيتحول العدوان الامريكي الى قضية اكبر واوسع من مجرد تأديب للنظام السوري.
كما يدرك الأمريكان مخاطر هذه التوسعة في الضربة العسكرية، فهنالك الحليف الايراني القوي اضافة الى الدب الروسي، وبالتالي فإن هذه الضربة العسكرية وبهذه المعطيات ستؤدي الى سيناريو اكثر واقعية وعقلانية، يتمثل بتوافق روسي امريكي على ضربة عسكرية "محدودة" بضمان صمت "روسي، ايراني، سوري"، وان تتم ضمن صفقة روسية امريكية قد يتبعها لاحقاً خروج امريكي من سوريا في الوقت الذي ستتم فيه تبرئة النظام السوري من تهمة الكيماوي في "دوما".
ضربة محدودة
وفي ذات السياق اعتبر المحلل السياسي حسام العتوم، التصرف الامريكي تجاه سوريا احاديا وقد تشترك معه بريطانيا و فرنسا، وهو غير مجد بنهاية المطاف ولن يكون له اي تأثير على الاردن او المنطقة بشكل عام، وان الضربة العسكرية ستكون على نقاط محددة في الاراضي السورية، مستبعدا ان تكون هذه الضربة ذات جدوى لأي طرف من الأطراف، وقد تكون أقرب للخطيئة.
واضاف ان بعض التكهنات تشير الى ان الضربة العسكرية الامريكية قد تكون في العاصمة السورية دمشق، ولكنها لا زالت تكهنات او توقعات ولا يمكن البت فيها مالم تصدر عن مصدر عسكري رسمي، وفيما يتعلق بموضوع الكيماوي في (دوما) فهو لا يعالج بهذه الطريقة، فهناك لجان تقصي حقائق موجودة على ارض الواقع يمكنها التأكد من هذه المعلومات، وبدلا من مماحكة امريكا لروسيا وايران وتركيا يمكنها الحوار معهم وانهاء القضية.
ويعتقد العتوم ان هذه المماحكات الامريكية بالاتجاه الروسي موجودة وهي طويلة المدى وممتدة منذ العهد السوفيتي بين الدولتين روسيا وامريكا وان الامور تسير الى السراب، مشيرا الى ان الجلوس على طاولة الحوار هو كاف لحل القضية والهيجان لا يحل بهيجان مثله.
وعلق العتوم على تغريدة الرئيس الأمريكي امس الاربعاء التي قال فيها (روسيا تتعهد بإسقاط جميع الصواريخ التي تطلق على سوريا. استعدوا يا روسيا، لأن الصواريخ قادمة، صواريخ جميلة وجديدة وذكية !)، ان هذه تصريحات غير مسؤولة وهدفها مماحكة روسيا لا اكثر ولا اقل علما ان روسيا متفوقة على امريكا من ناحية السلاح العسكري. وان العالم الان اصبح عالم الاقطاب المتعددة ولم يعد عالم القطب الواحِد.
عدوان على الشعب السوري
من جانبه قال المحلل العسكري ناجي الزعبي ان الضربة الامريكية تأتي في سياق العدوان المستمر على الشعب السوري منذ سنوات لأنه يأخذ اشكالا مختلفة منها ادوات عربية عربية وادوات اخرى إرهابية، والآن نحن امام حرب مباشرة، رغم استبعادها من الناحية المنطقية، لكن يبقى هناك "جنحة" للجنون الامريكي، واعتقد انها ستقتصر على ضربة بالصواريخ دون استخدام سلاح الجو، لسبب ان الاجواء السورية مغطاة بشبكة ومنظومة دفاع جوي محكمة، بالاضافة الى تواجد الحلفاء للسوريين الموجودين في الاجواء، ايضاً هناك انباء عن وجود صواريخ (S400) و(S600)، وهي تغطي الاجواء هناك، لهذه استخدام سلاح الجو مستبعد وفقا لهذه المعطيات، ويبقى الخيار هو صواريخ البحر ارض او صواريخ ارض ارض، كما علينا الاخذ بعين الاعتبار وجود البوارج الامريكية في البحر المتوسط على عين الاعتبار.
وحول تأثير هذه الامور على الاردن من شأنه ان يعمق الخلاف بين الاردن وسوريا، والاردن سيجد نفسه مضطرا ان يفتح الافاق امام العمق العربي الاستراتيجي في مقدمته سوريا، والا سنجد انفسنا في عزلة من اصدقاء واشقاء الامس. كما ان الهزيمة التي حصلت للمشروع الامريكي، وتمكن الجيش السوري من استعادة الغوطة، وهو ما يعتبر نصرا للنظام.
وعلق الزعبي على تغريدة ترامب، ان هذا يعيدنا الى الخطاب الذي قام به الرئيس الروسي بوتين قبل فترة، بأن روسيا تسبق امريكا في تكنولوجيا التسليح بقرابة الـ30 عاما، وهناك فارق جوهري حيث ان روسيا دولة عظمى واثبتت ذلك على ارض الواقع واعادة الاعتبار للدبلوماسية المتمكنة، لكن امريكا تفكر بعقلية رجعية معتقدين انهم لا زالوا يسيطرون على العالم، وهو ما اوقفته روسيا، اضافة الى ارباك في الداخل الامريكي، حيث ان البيت الابيض على خلاف دائم مع الكونغرس ويعتقد ان يدفع ترامب كرسي الرئاسة ثمنا لهذه الضربة العسكرية.//
شرح صورة
نصب السيف في ساحة الأمويين وسط دمشق