باريس سان جيرمان يستعد لحقبة توخل

الانباط - اسمه ليس لامعا، أحرز القليل من الألقاب ولم يشرف على نجوم كبار، إلا أن وسائل الإعلام الالمانية والفرنسية تجمع على أن توماس توخل سيخلف الاسباني أوناي إيمري في تدريب باريس سان جرمان الفرنسي.
يبدو أن سان جرمان المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية منذ العام 2011، قد استقر على التعاقد مع ابن مدينة كرومباخ البالغ 44 عاما، لرفعه الى موقع أعلى في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. حتى ان موقع "سبورت بازر" الألماني أعلن عن تعاقد لموسمين وخيار موسم إضافي.
أما في فرنسا، فقد ذكرت صحيفة "ليكيب" الرياضية انه "من المبكر تأكيد التوقيع على عقد"، إلا أن "الإعلان عنه لم يعد سوى مسألة وقت"، ومن دون شك في نهاية الموسم الحالي، مع نهاية عقد الاسباني مع باريس.
أما صحيفة "لو باريزيان"، فاعتبرت ان قدوم مدرب ماينتس وبوروسيا دورتموند سابقا "يرتسم قليلا في كل يوم"، علما ان توخل سيكون، في حال اتمام التعاقد، أول مدرب ألماني في تاريخ نادي العاصمة الفرنسية.
اللاعب المتواضع سابقا في شتوتغارت كيكرز (درجة ثانية) واولم (ثالثة) في تسعينيات القرن الماضي، كان محط "اهتمام" قطري مباشر.
فبحسب ما أوردت "ليكيب"، كان اسمه محل توصية من القنصلية القطرية في ألمانيا للشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية والشقيق الأصغر لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. أوكل الشيخ جوعان الملف إلى "صديقه ورئيس النادي ناصر الخليفي" لحسمه بعد "زيارة لتوخل إلى الدوحة قابل خلالها أمير البلاد"، بحسب الصحيفة الفرنسية.
بقي توخل عاطلا عن العمل منذ 2017 بعد رحيله الملتبس عن دورتموند اثر تباينات في وجهات النظر مع ادارته، خصوصا بعد حادثة تفجير استهدف حافلة الفريق في 11 نيسان (ابريل) 2017 والتي أصيب نتيجتها مدافع الفريق الاسباني مارك بارترا بيده، قبل مواجهة موناكو الفرنسي في دوري أبطال أوروبا في دورتموند.
طرق بايرن ميونيخ بابه لسد الفراغ بعد رحيل مدربه المخضرم يوب هاينكس في نهاية الموسم، إلا أن المحاولات باءت بالفشل "لأنه تعاقد مع ناد آخر" بحسب الرئيس التنفيذي لبايرن كارل-هاينتس رومينيغه.
اهتمام من ناد أوروبي كبير يظهر المكانة التي وصل اليها توخل الذي لم يخسر في سنتين على أرضه مع دورتموند، على رغم رصيده القاري والمحلي المتواضع، إذ حل ثانيا في الدوري الالماني في 2016 ونال لقب الكأس في 2017 مع دورتموند. يرجع ذلك جزئيا إلى استساغته التكتيك لدرجة وصفه نظيره نيكو كوفاتش بالـ"وحش"، وقدرته على تطوير الناشئين في نادي إقليم الرور.
يحظى توخل بتقدير كبير لدى الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي المنتقل هذا الموسم من دورتموند إلى برشلونة. ارتقى اليافعان الأميركي كريستيان بوليسيتش ويوليان فايغل تحت جناحيه في دورتموند الذي قدم أسلوبا استعراضيا في ولايته. وفي طريقه لإحراز كأس المانيا، تخطى الفريق الأصفر بايرن ميونيخ 3-2 في مباراة جنونية في نصف النهائي.
تذكر مواصفات الرجل التكتيكي القائد الذي يوصف بأنه متطلب ومستبد بعض الشيء، بالاسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الانجليزي المملوك إماراتيا واللاهث أيضا وراء اللقب القاري.
لكن غوارديولا أحرز لقب المسابقة الأولى مع برشلونة واثبت قماشته مع بايرن ميونيخ في الدوري الالماني، بينما لم يتخط توخل ربع نهائي دوري الأبطال.
في المقابل، بقي سجل ايمري متجمدا عند ثلاثة ألقاب في المسابقة الرديفة "يوروبا ليغ" مع اشبيلية الاسباني قبل وصوله إلى فرنسا. لم ينجح الاسباني في باريس وبقي أحد رموز "الريمونتادا" الشهيرة التي دفع ثمنها سان جرمان أمام برشلونة الموسم الماضي (4-0 ذهابا و1-6 ايابا).
إحدى معوقات المدرب الباسكي مع متصدر الدوري الفرنسي كانت نقص خبرته في غرف الملابس في إدارة اللاعبين النجوم. إلا أن السؤال عينه يطرح على توخل الذي أشرف على تقلبات المهاجم بيار-ايمريك اوبايميانغ في دورتموند. إلا أن الغابوني كان النجم الكبير الوحيد في تشكيلته، بينما يتوافر هؤلاء النجوم بكثرة في سان جرمان.
تردد أن نيمار ومعسكره دفعوا باتجاه استقدام مدرب برشلونة السابق لويس انريكي، الذي اشرف عليه في 2015 عندما توج الفريق الكاتالوني بلقب دوري الأبطال. سيتم ترقب رد فعل الدولي البرازيلي على التعيين المحتمل لتوخر، كما بالنسبة الى "القدامى" البرازيلي تياغو سيلفا أو الإيطالي ماركو فيراتي المرحبين بعودة الايطالي كارلو انشيلوتي الوارد اسمه في بورصة المرشحين.
بحسب "سبورت بازر" بدأ الالماني بالعمل، ولا وقت لديه كي يضيعه لاثبات افضليته على لوران بلان (أقصي في ربع نهائي دوري الأبطال) أو إيمري ورد الثقة التي قد يمنحه اياها فريق العاصمة.