احلام كبرى وتوقعات متواضعة

عمان - الأنباط – طارق أبوعبيد ونعمت الخورة

تتجه انظار العالم العربي والدولي في الخامس عشر من الشهر الحالي الى الدمام حيث انعقاد القمة العربية بحضور اغلب القادة العرب .

ويأتي انعقاد القمة في ظل اجواء مشحونة تشهدها المنطقة سواء على صعيد الملف الفلسطيني ،السوري ،اليمني وحتى الازمة الخليجية التي تراوح مكانها  .

ففي حين يحمل  الرئيس الفلسطيني الى القمة العربية  ملفات ساخنة الهبت المشهد الفلسطيني  تمثلت  بصفقة القرن ومحاولات تهويد القدس  بمباركة امريكية  ناهيك عن الاحداث الساخنة التي تشهدها غزة خاصة الانتهاكات الصريحة والواضحة من الجانب الاسرائيلي بحق المسيرات السلمية التي ينظمها الاهالي هناك تاكيدا على ان القدس فلسطينية عربية.

وكان عباس استبق  القمة العربية بدعوة الزعماء العرب التاكيد على الموقف العربي دعما للقضية  الفلسطينية 

و طالب في ذات الوقت اطلاق اسم القدس على القمة التي ستعقد في الخامس عشر من الشهر الجاري في الرياض اضافة الى  التاكيد على رفض القيادة الفلسطينية بما يسمى صفقة القرن .

ويرى مؤسس  حزب  الحياة   ظاهر عمرو  ان انعقاد القمة العربية جاء والعالم العربي مهترئا ومجزءا، ولا يوجد كلمة توحده، وهو حاليا محكوم بدولة الاحتلال اسرائيل، ومصالح اسرائيل العليا، وهذه المصالح تمنع وجود وحدة عربية حقيقية، ووجود قرار سياسي واقتصادي واحد.

واضاف في حديث للانباط ان من المشاكل التي تواجه الأمة العربية حاليا هي الموقف من القضية الفلسطينية، وهو حاليا موقف معيب ومخجل، كما ان هناك الخلاف والقطيعة بين السعودية وقطر، وهو خلاف يضرب الجسم العربي والوحدة العربية، التي كان هنالك امل كبير فيهما، ويوجد ايضا الحرب في اليمن وسوريا، كما ان اغلب دول العالم العظمى حاليا موجودة في سوريا مثل (روسيا، امريكا، الصين، فرنسا، ايران، وغيرها الكثير).

وتابع العمرو قائلا: ان الاجتماع العربي سيتم وسينتج عنه عدة قرارات جيدة ولكن الأهم هو تنفيذ هذه القرارات، وللأسف لا يوجد شيء ملموس على ارض الواقع، وحاليا من الصعب جمع الامة العربية في مصالح مشتركة، ومن المحبطات للوضع الحالي ان الامة العربية بأكملها غير قادرة على فك الحصار عن غزة، التي باتت تعيش وضعا مأساوياً صعباً.

وختم العمرو قائلا ان الامة العربية حاليا بحاجة الى قرارين هامين هما قرار اقتصادي موحد وقرار سياسي موحد، ولسنا بحاجة الى خلافة اسلامية ولسنا لجولة اسلامية او حجة عربية، لكن وحدة القرارين الاقتصادي والسياسي كافيان لوضع الامة العربية على الطريق الصحيح وسيكون لنا شأن كبير بين الأمم

وكان   رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية  وهو والذي يخوض الى جانب الغزيين معركة الكرامة والصمود بوجه الاحتلال  الاسرائيلي  وجه  رسالة  لجلالة الملك عبد الله الثاني   قبيل القمة  اعرب فيها  عن شكره  وتقديره للمواقف الاردنية المشرفة اتجاه نضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة  مهيبا بجلالته والقادة العرب جعل فلسطين ومدينة القدس المحتلة محوراً لقرارات القمة العربية القادمة".

وطالب هنية في رسالته بالعمل على تبني خطة عمل عربية "تحمي فلسطين وحق شعبها في مقاومة الاحتلال وتحرير أرضه المغتصبة"، مشيراً إلى أمله في تفعيل قرارات القمم العربية السابقة فيما يخص فلسطين.

وأكد هنية، على ضرورة "رفض كل محاولات العدو الالتفافية على القرارات العربية والدولية المناصرة لقضية الشعب الفلسطيني، وحماية اللاجئين الفلسطينيين من خلال رفض مشاريع التوطين والوطن البديل".

الملف السوري الذي شهد خلال اليومين الماضيين مذابح بلا دماء نفذها النظام السوري ضد العزل من الاطفال  والشيوخ والنساء في الغوطة الشرقية بدمشق باستخدام  مواد كيماوية سامة  مدرج على اعمال القمة العربية ففي حين طالب وفد من المعارضة السورية امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط خلال لقاء جمعهم في اذار الماضي ان تضع القمة العربية في اولوياتها الملف السوري وعرض الرؤية الكاملة للوفد الذي كان برئاسة نصر الحريري رئيس الهيئة العليا وخطة التحرك والرغبة في الخروج من الدوائر المعقدة التي تحاصر الازمة السورية .

يرى المحلل السياسي عامر السبايلة ان الملف السوري سيكون الابرز خصوصا في رغبة المملكة العربية السعودية في اعادة النظر في طبيعة مواقفها من الملف السوري ورغبتها ايضا بلعب دور اكبر على المستوى العربي، لهذا سيكون الملف السوري هو الابرز والاكثر نقاشا بين المسؤولين السعوديين في الفترة الأخيرة.

واضاف ان موضوع القدس لا بد ان يكون موجودا في اجندة المباحثات والنقاشات على طاولة الزعماء العرب لأننا نعلم ان القضية الفلسطينية كانت ولا زالت هي من الاولويات في مختلف الاجتماعات العربية، ونقطة ارتكاز في اي مشروع قادم اذا ما افترضنا ان هناك رغبة سعودية في محاولة اعادة الحديث عن مبادرة السلام العربية لذلك لا بد للقدس من ان تكون حاضرة في المناقشات .

.

استبعاد الازمة الخليجية من جدول الاعمال

قال  المتحدث الرسمي باسم الخارجية  القطرية  ان  مناقشة الازمة الخليجية  لن تكون مدرجة على جدول اعمال القمة العربية التي ستعقد في الرياض على الرغم من ترؤس امير قطر  تميم بن حمد ال ثاني  للوفد المشارك بالقمة الا ان المتحدث الرسمي للخارجية  عاد واكد انه في حال فتح الحوار حول الازمة ستكون قطر ملتزمة بالحوار في سبيل حل الازمة

بدوره  اكد امين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط في تصريحات صحفية ان هذا الموضوع لم يطرح في أي بند من بنود جدول الأعمال، على مدى الاجتماعات الوزارية الأخيرة، بما فيها اجتماع 7 مارس (آذار) الماضي، الذي أقر جدول أعمال القمة".

وأردف: "الموضوع بكامله تُرك سياسيا لأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ودولة الكويت، وهم يتفاعلون ويتعاملون معه، وبذلوا جهدا، وتقديرهم أن الأمر يحتاج لوقت".

الملف اليمني

يبدو ان الملف اليمني سيكون حاضرا بقوة على طاولة القمة العربية حيث صرح الوزير المفوض محمود عفيفي  المتحدث الرسمي باسم  الامين العام  للجامعة العربية ان إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع من قبل الحوثيين على الأراضي السعودية سيحظى باهتمام خاص خلال القمة العربية ، باعتباره تصعيدا خطيرا ومقلقا للغاية ليس بسبب استهدافه الصريح للمملكة العربية السعودية فقط ولكنه ينطوي أيضا على توسيع دائرة الصراع خارج اليمن وهو ما بدا واضحا خلال الآونة الأخيرة.

وكانت اخر صواريخ سقطت من الحوثيين على الرياض في الخامس والعشرين من الشهر الماضي حيث تصدت المملكة العربية السعودية لسبعة صواريخ  راح ضحية  هذه الصواريخ  مقيم مصري واصابة اخرين .//