اهلا بالعراق
د. عبدالمهدي القطامين
يوم امس كان حافلا بوصول وزير النقل العراقي وسفيرة العراق في عمان للعقبة للتشاور ورسم الخطط في مستقبل العلاقة بين المملكة والعقبة تحديدا والبعد الاستراتيجي التاريخي للمملكة العراق الشقيق وكان حديثا بعيدا عن بروتوكولات السياسة ودهاليزها حديثًا صريحًا وواضحًا قاله الزائر الضيف كما قاله المعزب رئيس سلطة العقبة الخاصة فعلاقة الاردن بالعراق علاقة تاريخية طويلة وكلاهما يشكل للاخر بعدا استراتيجيا وما خلفته الحروب التي نهشت في جسد العراق طويلا كان الاردن اول المضمدين لتلك الجراحات وكان الحضن الدافيء لكل العراقيين الذين ضاقت بهم الدنيا .
وزير النقل العراقي قال ان العراق صادق في مشاعره نحو الاردن وهو يدرك انه يواجه العديد من المصاعب مثلما ان العراق ايضا يواجهها وان مسألة التعاون الاقتصادي اصبحت ضرورة حتمية لكلا البلدين وان اعتماد العراق على الاردن وعلى موانيء الاردن في مستورداته ضرورة حتمية وذات جدوى اقتصادية لكلا البلدين الشقيقين .
ربط المملكة بالعراق بالسكك الحديدية وانبوب النفط العراقي الذي سيمر عبر الاراضي الاردنية وشركة الجسر العربي التي هي نتاج تعاون مشترك بين الاردن والعراق ومصر هي كلها طموحات واقعية يمكن تحقيقيها وفي ذلك جرى الحديث الشيق الذي كان نابعا من القلب للقلب بين الزائر والمضيف .
العقبة اذن مقبلة على نهضة شاملة تجارية واقتصادية وحين يتحرك الميناء فإن عجلة الاقتصاد تدور بشكل جيد فالدورة الاقتصادية التي يشكلها هذا الدوران تعد رافدا للاقتصاد الوطني ومحركا تنمويا لكل القطاعات وحين تتم توأمة العقبة والبصرة التي تشكل خاصرة العراق البحرية الرئيسة فإن المدينتان تعبران الى فضاءات اقتصادية واسعة تتيح لكل منهما لعب دور اقتصادي مهم في اقتصاديات كل دولة على حده .
نتطلع بشوق وترحاب إلى أن نرى الشاحنات العراقية تصل مقاصدها النهائية في العقبة مثلما يسرنا أن نرى الشاحنات الأردنية تعبر الحدود إلى مقاصدها النهائية في مختلف مدن العراق وفي تلك الحركة الكثير من الخير والبركة للشعبين الشقيقين .
الخير قادم وعلى المتشائمين أن يخفوا قليلا من تشاؤمهم المزمن والذي له أسبابه لكن أسباب الفرح القادم أقوى ولنعلن قليلا هدنة مع التفاؤل ألم يقل الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل