أمير قطر في السعودية وسيناريوهات لعودة دمشق ومفاجأة أردنية مرتقبة
مفارقات القمة العربية القادمة تبدأ مبكرًا
تميم يعلن رئاسته لوفد بلاده إلى الرياض وتباين سعودي – إماراتي
دعوة سورية على الطاولة بانتظار السيناريو الأمثل
عمان - الأنباط – قصي أدهم
قليلة هي القمم العربية التي تحمل مفارقات او ترقبّات مثيرة , ولعل القمة القادمة في السعودية بدأت مبكرا في اثارة هذه الترقبات , بعد اعلان امير قطر تميم بن حمد رئاسة وفد بلاده الى القمة , كاسرا بذلك حصار السعودية لبلاده وفارضا حضوره السياسي داخل اروقة القمة بشكل يحرج المنظمين كثيرا , فالعلاقات القطرية – السعودية مقطوعة رسميا وثمة تحت رمادها ما هو اكثر من القطيعة .
الاعلان القطري المبكر عن الوفد وطبيعته وحجم التمثيل السياسي الحاضر فيه , يكشف مدى الاستعداد القطري لكسر الجمود في علاقة الامارة الصغيرة مع محيطها الخليجي , ويكشف اكثر عن رغبة قطر في انهاء هذه القطيعة , مستفيدة من التباينات التي تحتاج الى كثير تدقيق بين الموقفين السعودي والاماراتي وتحديدا في ملف اليمن , ولعل الرئاسة القطرية التي تراقب عن كثب هذه التباينات وجدت في القمة فرصتها للولوج مجددا الى محاولة فكفكة الازمة وإذابة القطيعة , بالاضافة الى استمزاج مبّكر لرد الفعل السعودي على هذه الخطوة المباغتة والتي تحمل من الذكاء السياسي الكثير .
مراقبون لا ينكرون ذكاء الخطوة لكنهم بالمقابل يرون في زيارة ولي العهد السعودي الاخيرة الى واشنطن وتاليا الى بعض العواصم الاوروبية سببا في الخطوة القطرية الجريئة, حيث يلمح المراقبون الى ان القيادة القطرية التقطت اشارات ايجابية من تلك العواصم حيال احتمال فكفكة الازمة من خلال استثمار القمة التي سترأسها السعودية, وبالتالي يكون الحل كريما للسعودية ولقطر في آن واحد ويجنب المنطقة المقبلة على منعطفات حرجة الكثير من المآزق والأزمات, فالسعودية تسعى الآن كما قال رجلها القوي محمد بن سلمان الى تقليم اظافر ايران وليست معنية بإضافة قطر الى تلك الاظافر .
شهية المفارقات تنفتح اكثر وسط احاديث هامسة عن اعادة سوريا ونظامها الحالي الى جامعة الدول العربية وفق مسارين , الاول ان يفاجئ محمد بن سلمان الجميع ويقوم بدعوة سوريا مباشرة بعد عقد جلسة لمجلس جامعة الدول العربية لالغاء قراره السابق بتجميد عضويتها وهذا يتطلب سرعة في انجاز هذا الملف او انتظار اعلان الملك سلمان رفع الحظر عن النظام السوري خلال اعمال القمة وأخذ موافقة الزعماء العرب على ذلك , الذي يجمع عليه المراقبون ان الحظر على سوريا قد انتهى وفق تفاهمات سعودية امريكية روسية , والجميع ينتظر السيناريو لاخراج هذا القرار .
اردنيا ورغم الاستعدادات الاردنية الكثيفة للمشاركة في القمة العربية القادمة في السعودية وما قد يسبقها من تغييرات في اروقة الديوان الملكي , الا ان اصواتا هامسة تتحدث عن امكانية ان يشارك الاردن في القمة بتمثيل حكومي رفيع , لكن اجواء التحضيرات ورقاع الدعوة التي قام بها الديوان الملكي لرؤساء تحرير الصحف اليومية وكتاب صحفيين تشي بعكس ذلك ، الا ان مصدرا سياسيا يرى امكانية رئاسة الوفد الاردني لرئيس الوزراء امر قائم , رغم الحساسية في ذلك لكنه يستند في رأيه الى كثير من المسارات التي تجعل من وجهة نظره قابلة للتحقيق , على عكس سياسي ثقيل يرى ان امكانية رئاسة الوفد الاردني حكوميا هو امر مستبعد خاصة وان القمة التي شهدها البحر الميت في اذار من العام الماضي شهدت تمثيلا سعوديا على اعلى المستويات// .