"واشنطن بوست" تسخر من مناورات ترامب التجارية بشأن الانسحاب من سوريا

تسريبات امريكية :- معارضة  واسعة لسياسة ترمب  الانسحاب من سوريا

 

 

الانباط – عواصم ووكالات :- مامون العمري

تبدو  خطوات واعلان الرئيس الامريكي دونالد ترمب  نيته الانسحاب من سوريا، تشكل خطوة في اتجاه  اتساع قاعدة معارضته المثيرة للجدل  نتيجة هذه السياسات التي يجدها العسكريون والمدنيون بانها سياسات تعارض النهج الامريكي  وسياساتها  التاريخية  منذ عدة ادارات  سابقة ، الانباط  في عددها اليوم ، وهي تطالع المشهد السوري في الادارة الامريكية ، وتطورات الموقف الامريكي ، تجد من الواجب اطلاع قراءها  على هذه التطورات ومواقف  قيادات الجيش وتخوفاته  من الانسحاب  المزمع  من سوريا ، مقابل تصاعد الدور لمحور موسكو – انقرة – طهران ، وكنا في الانباط اشرنا لذلك  في عدد الانباط  الاربعاء الماضي ونحن نحلل ونكتب في اعادة انتاح المحور الروسي – التركي – الايراني .

وكانت  وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في كانون اول  الماضي، بوجود 2000 جندي أمريكي في سوريا،وذكر مسؤولون أن ترمب لم يصدر بعد أمرًا رسميًا بخصوص سحب القوات، ولم يقدم جدولًا زمنيًا لعملية الانسحاب للرأي العام، غير أنهم أكدوا أن الرئيس طلب انسحاب القوات قبل انتخابات الكونغرس.

 وكان ترمب، قد قال في وقت سابق، إن قوات بلاده «ستغادر سوريا قريبًا جدًا، ونترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر، سنترك سوريا بعد أن هزمنا داعش 100%. لقد هزمناهم بوتيرة سريعة».

في تواصل لمسلسل التسريبات في البيت الأبيض وإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تكشفت، السبت، تفاصيل المواجهة بين الرئيس الأميركي وكبار قادة الجيش الأميركي أثناء الاجتماع الحاسم في غرفة تقدير الموقف بالبيت الأبيض حول مسألة سحب أو بقاء القوات الأميركية في سوريا، وانتهى الموقف المتوتر بخضوع ترمب لرأي قيادة الجيش واستمرار الوجود العسكري الأميركي في سوريا.

ويزيد من خطورة التسريب أن غرفة تقدير الموقف هي أكثر بقاع البيت الأبيض سرية ورقابة، وهو ما يعني أن السرية نزعت بالكامل عن إدارة ترمب.

وبحسب 5 مسؤولين تحدثوا إلى وكالة أسوشيتد برس، بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، فإن الصدام الأكبر في هذا الاجتماع، الذي انعقد الثلاثاء الماضي، كان بين ترمب، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الذي أعلن خلال الاجتماع السري أن موقف الرئيس الأميركي الداعي للانسحاب من سوريا لن يكون فعالا على الأرض.

وعقد ترمب قمة في غرفة تقييم الموقف في البيت الأبيض هذا الأسبوع حول كيفية الخروج من سوريا، وبدأ الرئيس الأميركي الاجتماع بكلمة اعتبر فيها أن التدخل العسكري الأميركي لم يحقق شيئا مقابل حصد أرواح أميركيين وإهدار الأموال. وقيل إن ترمب ردد كلمة "لا شيء" عدة مرات في هذا السياق.

وندد ترمب في كلمته بالإدارات الأميركية السابقة واتهمها بإهدار "7 تريليون دولار في المنطقة على مدى السنوات الـ 17 الماضية".

وحضر الاجتماع وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية، مايك بومبيو.

ووفقا للتسريبات، فإن كلمة ترمب ولهجته "أثارت الدهشة والقلق" بين صفوف كبار المسؤولين الأميركيين.

وذكرت المصادر أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال البحري جوزيف دانفورد، لم يحتمل كلمة ترمب، وسارع إلى إعلان موقفه علنا بحسم. وقال الجنرال تحديدا للرئيس إن معالجته للموقف في سوريا لن تسفر عن نتائج، واستخدم تحديدا تعبير not productive، أي غير منتج أو فعال. وطالب الرئيس بإصدار تعليمات محددة حول ما يريده في سوريا.

وعلى الفور، وتحت وطأة الانتقادات، زاد ترمب من حدة لهجته مطالبا بسحب فوري للقوات الأميركية من سوريا، بل وإيقاف أي برامج للمساعدات خاصة البنية التحتية التي دمرتها الحرب في سوريا.

وواجهت رغبة ترمب في الانسحاب السريع من سوريا معارضة جماعية من هيئة الأركان المشتركة، ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ووزارة الخارجية، ووكالات المخابرات، والتي جادلت جميعها بأن إبقاء 2000 جندي أميركي حاليا في سوريا أمر أساسي لضمان عدم قيام تنظيم داعش بإعادة تنظيم صفوفه.

وأفادت المصادر أن كبار قادة الجيش الأميركي عرضوا مذكرات على الرئيس تناقش أمرين: البقاء أو الانسحاب من سوريا. وفي حين عرضوا عدة بدائل للبقاء، تعاملوا مع الانسحاب على أنه خطوة واحدة، وحذروا من الفراغ الاستراتيجي الذي يمكن أن يخلفه، والذي سيكون في صالح روسيا وإيران. في نهاية المطاف، اختار ترمب بقاء القوات في سوريا.

ووفقا لسيناريو الاجتماع المتوتر، لم يتراجع ترمب عن موقفه إلا بعد حديث وزير الدفاع ماتيس الذي أعلن أن الانسحاب الفوري من سوريا قد يكون كارثيا، ومن المستحيل لوجستيا أن يحدث دون المخاطرة بعودة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية في المناطق المحررة حديثا. وطرح وزير الدفاع إمكانية لانسحاب تدريجي على مدى عام.

وفي نهاية الاجتماع، وقبل أن يغادر ترمب الغرفة، أبلغ القادة شفاهة أن أمامهم من 5 إلى 6 أشهر لاستكمال مهمة تدمير داعش.

وأوضح لهم أنه لن يقبل أن يحل تشرين الأول القادم دون اكتمال المهمة والمطالبة بتمديد بقاء القوات الأميركية في سوريا.

وأشارت شبكة "سي أن أن" إلى أن مستشاري ترمب أبلغوه خلال الاجتماع أن مغادرة سوريا ستصب في مصلحة روسيا وتركيا وإيران، والتي تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.

من جانب آخر، قال المتحدث باسم البنتاغون كينيث ماكينزي -في بيان صحفي الخميس- إن سياسة الجيش الأميركي بشأن قتال تنظيم الدولة في سوريا لم تتغير.

وأضاف "لطالما اعتقدنا أنه مع بلوغنا النهاية ضد تنظيم الدولة في سوريا، سنقوم بتعديل مستوى وجودنا هناك، وبالتالي لم يتغير أي شيء في ذلك الموضوع".

توجهات البنتاغون وكبار القادة الاميركيين، تصب في خانة بقاء القوات الاميركية في سوريا، لان شبح الانسحاب من العراق وما خلّفه من نتائج كارثية، لا يزال يخيّم على واشنطن. اضافة الى ذلك، لا يقوم الاميركيون بدور قتالي بارز في سوريا، بل هم اشبه بالمستشارين ويتفادون قدر الامكان المواجهات القتالية المباشرة كي لا تقع خسائر بشرية يدفع ثمنها ترامب وادارته في الولايات المتحدة.

كلام الرئيس الاميركي عن الرغبة في سحب القوات الاميركية، يصب ايضا في خانة استعادة بعض الثقة الشعبية، اذ لا يحتاج الامر الى الكثير من التفكير لمعرفة توجهات الشعب الاميركي المؤيد بقوة لعودة الجنود وعدم خسارة اي منهم خارج اميركا، وهو ما كان واضحاً عند انتشار خبر وفاة جندي اميركي في منبج ولو ان العملية التي قتل فيها كانت أمنيّة وليست عسكرية.

وقد تعهد البيت الأبيض يوم الأربعاء بـ"نهاية سريعة" للمهمة الأميركية في سوريا، لكنه لم يحدد موعدا زمنيا للانسحاب. وتقود الولايات المتحدة منذ أواخر 2014 تحالفا عسكريا دوليا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

 

 

"واشنطن بوست" تسخر من مناورات ترامب التجارية بشأن الانسحاب من سوريا

 

 

سخر الكاتب بصحيفة "واشنطن بوست" إيشان ثارور من مناورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وابتزازه التجاري، عندما طالب بسحب قوات بلاده من سوريا ثم تراجع ووافق على بقائها لأمد غير معلوم.

ووصف الكاتب البيانات الصادرة عن إدارة ترامب بشأن سوريا بأنها "شيزوفرينيا"، متضاربة وغامضة. ففي الوقت الذي اجتمع فيه أهم اللاعبين بالعاصمة التركية أنقرة أشارت تقارير عن تحضير الولايات المتحدة لبناء قاعدتين عسكريتين في شمال سوريا، حيث يتمركز هناك حوالي ألفي جندي أمريكي.

وقال ثارور إن ترامب لم يخف رغبته في التخفيف من التزامات أمريكا العسكرية والمالية في الشرق الأوسط. فقبل أسبوع تفاخر أمام تجمع جماهيري بولاية أوهايو "بسحق داعش" مضيفاً "سنترك سوريا قريباً جداً". وفي مؤتمر صحافي عقده يوم الثلاثاء بالبيت الأبيض تحدث متحسرا عن 7 تريليونات دولار أنفقتها أمريكا في الشرق الأوسط. وهو رقم مبالغ فيه للحروب التي خاضتها أمريكا في العراق وأفغانستان وسوريا وتم نهب أكثر من نصفها بعمليات فساد وتزوير.

ذهنية "التاجر"

ويقول ثارور إن الطريقة التجارية أو التعاقدية التي تسيطر على ذهنه غالباً ما تقوده للحكم على الأمور وفق مبدأ الربح والخسارة المادية. فقد كرر هذا الأسبوع ضرورة مساهمة الدول العربية مثل السعودية وتعويض الولايات المتحدة عن بقاء قواتها في سوريا، وكأن القوات الأمريكية "مرتزقة" للإيجار. وفي يوم الأربعاء وبعد اجتماع مع قادته قرر ترامب أن المهمة الأمريكية في سوريا في طريقها للنهاية خاصة أن تنظيم الدولة تم تدميره تقريباً. وأضاف بيان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيظلان ملتزمين بمحو أي وجود لتنظيم الدولة في سوريا. ويعلق ثارور أن البيان لم يتحدث عن الاستقرار وترك مهمة بناء السلام في سوريا للآخرين.

وكما ورد في تقرير مراسلة الصحيفة كارين دي يونغ "فقد قسمت الخلافات رغبة ترامب بخروج سريع، وأثارت قلق الجيش من ترك فراغ في سوريا" من خلال "انسحاب مشروط" مرهون بتدمير تنظيم الدولة ولم يحدد تاريخاً للانسحاب حيث ترك مساحة للنقاش وتعريف ماهية "تدمير تنظيم الدولة". إلا أن كلام البيت الأبيض لا يزال متناقضاً مع تصريحات المسؤولين البارزين ممن لهم علاقة بالحملة ضد تنظيم الدولة. مثل الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الذي تحدث يوم الثلاثاء في معهد السلام بواشنطن عن الجزء الأصعب في العملية الذي لا يزال "أمامنا" وتحدث عن "بناء الاستقرار بالمناطق وتعزيز الإنجازات وإعادة المهجرين إلى بيوتهم ومواجهة القضايا الأخرى مثل إعادة الإعمار والتي يجب عملها" مضيفاً "هناك دور عسكري في هذا".

أما بريت ماكغيرك، من الخارجية والمبعوث الخاص لدول التحالف ضد تنظيم الدولة فقد قال: "لم ننته بعد" و"علينا العمل على عدد من القضايا الصعبة" مثل وضع حد للحرب الأهلية.

ويرى الكاتب أن ترامب لا يلام إن أراد الخروج من سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة، في ضوء الواقع الصعب الذي تمليه الحرب السورية. إلا أن عدداً من حلفاء ترامب يدعونه للبقاء ومنهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي حث ترامب على عدم الخروج. وفي تصريحات أدلى بها لمجلة "تايم" اعتبر الخروج الأمريكي انتصاراً لإيران. ويرى ثارور أن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية تدعو للخروج وبشكل سريع. وبحسب افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" فإن "سحب ألفي جندي قد يسمح لتنظيم الدولة الذي يسيطر على نسبة 7% من أراضي سوريا بالعودة" و "بالتأكيد سيسمح لإيران بالسيطرة على شرق سوريا وبناء جسر بري من طهران إلى دمشق وبيروت بشكل يزيد الخطر على إسرائيل حليفة واشنطن الأقرب".

ويشير الكاتب إلى ما كتبه المعلق الذي ينتمي لليمين المحافظ إيلي ليك وكيف تحدث عن المخاوف من إيران إلا أنه ادعى أن "السبب الأفضل" للبقاء في سوريا هو "إنساني".

ولكن ترامب قد لا تحركه هذه المشاعر "الإنسانية"، فقد قامت إدارته الأسبوع الماضي بتجميد 200 مليون دولار من ميزانية دعم سوريا، على الرغم من تدمير القوات الأمريكية نفسها نسبة 80% من مدينة الرقة، التي كانت العاصمة الفعلية لما أطلق عليها الدولة الإسلامية.

ويقول ثارور إن الحجم الكلي للضحايا المدنيين في القتال لم يعرف أو يكشف عنه بعد، إلا أن عمال الإغاثة الإنسانية يتحدثون عن رائحة الجثث المتعفنة والمدفونة  تحت الأنقاض. وما بين فبراير ومارس الماضيين تم إخراج نحو 300 جثة، وهناك مخاوف من انتشار الأمراض مع اقتراب موسم الصيف. ومهما قدم الأمريكيون من دعم فلن يكفي لأن المدينة مدمرة على حد قول أحد عمال الإغاثة.

وبالعودة الى قراءة أخرى لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا سيوجّه طعنة في الظهر للمعارضة التي يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، ويجعلها لقمة سائغة لتركيا التي ترغب في استئصالها.

وقالت واشنطن بوست، في تقرير، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أدهش مستشاريه بإعلانه خلال مهرجان الأسبوع الماضي أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا، واصفة ذلك بأنه هدية للأعداء، وفق شبكة "الجزيرة".

وزعمت أن انسحاب القوات الأميركية حاليا سيسمح بعودة تنظيم الدولة، والقضاء على مكاسب سنوات من القتال الصعب، ويوقف منع إيران وروسيا من التخندق بسوريا على حساب حلفاء أميركا مثل إسرائيل والأردن.

كما أشارت إلى أن الانسحاب الأميركي لن يساعد تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولن يساعد في منع المزيد من الكوارث الإنسانية وموجات اللجوء المزعزعة لأوروبا.

ووفقًا للصحيفة، فإن الانسحاب الأميركي يمثل هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو أمر غير مستغرب من ترمب الذي أبدى حبا مستمرا لبوتين، لكن تعزيز الوجود الإيراني في سوريا على حساب إسرائيل يدمر أحد أركان سياسة ترمب الخارجية.

وكانت إسرائيل أعلنت أنها لن تسمح بوجود قواعد إيرانية على حدودها الشمالية، وانسحاب القوات الأميركية سيزيح إحدى العقبات على المزيد من التوسع العسكري الإيراني في سوريا، وستكون النتيجة النهائية لذلك حربا إسرائيلية-إيرانية تدمر سوريا ولبنان وإسرائيل نفسها.

واختتمت واشنطن بوست بأن ترمب قال الأسبوع الماضي "دعوا الآخرين يهتمون بسوريا الآن"، معلقة بأن هذا التصريح يدل على أن الرئيس الأميركي لا يهتم بأن "هؤلاء الآخرين" حريصون على الإضرار بالمصالح الأميركية.

في المقابل، قالت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، إنه رغم رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب فوري للقوات الأميركية من سوريا، فإنه لم يحدد جدولا زمنيا لذلك لأسباب عدة من بينها الحرب ضد التنظيمات التي تصفها واشنطن بالإرهابية والوضع السياسي في المنطقة.

وإن برر ترمب بقرب انتهاء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية رغبته في سحب القوات الأميركية من سوريا بسرعة، إلا أن حلفاء ترمب والمسؤولين الأميركيين امتنعوا عن اتخاذ قرار من هذا النوع، وفق "فرانس برس".

وقال بريت ماكغورك مبعوث واشنطن إلى التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة، إن "مهمتنا لم تنته، وسنكمل هذه المهمة".

وحذر دبلوماسي أوروبي مؤخرا من أن المقاتلين لم يهزموا تماما بعد. وقال "نشهد عودة مقاتلين، وإذا لم ينتبه التحالف، فهناك تهديد حقيقي بأن يقوم تنظيم الدولة باستعادة أراض".

في كانون الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، قبل أن يقيله ترمب، إن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري في سوريا.

وربط بين هذه القضية وبين إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد، مع أن ذلك ليس هدفا رسميا للمهمة الأميركية.

وقال تيلرسون إن "الانسحاب الكامل للقوات الأميركية في هذا الوقت سيمكن الأسد من مواصلة معاملته الوحشية لشعبه، بينما ستؤدي مغادرة الأسد من خلال عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة إلى خلق الظروف لإحلال سلام دائم في سوريا والأمن على حدودها".

لكن هذه العملية توقفت. وفي هذه الأثناء أكدت الإدارة الأميركية كذلك على ضرورة إحلال الاستقرار في المناطق "المحررة" من سيطرة تنظيم الدولة.

وقال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل "بالطبع يوجد دور عسكري في ذلك، خاصة في مرحلة إحلال الاستقرار".

في يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، قبل أن يقيله ترمب، إن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري في سوريا.

وربط بين هذه القضية وبين إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد، مع أن ذلك ليس هدفا رسميا للمهمة الأميركية.

وقال تيلرسون إن "الانسحاب الكامل للقوات الأميركية في هذا الوقت سيمكن الأسد من مواصلة معاملته الوحشية لشعبه، بينما ستؤدي مغادرة الأسد من خلال عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة إلى خلق الظروف لإحلال سلام دائم في سوريا والأمن على حدودها".

لكن هذه العملية توقفت. وفي هذه الأثناء أكدت الإدارة الأميركية كذلك على ضرورة إحلال الاستقرار في المناطق "المحررة" من سيطرة تنظيم الدولة.

وقال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل "بالطبع يوجد دور عسكري في ذلك، خاصة في مرحلة إحلال الاستقرار".

وبالنسبة إلى تركيا، فإنها تعتبر كذلك مصدرا كبيرا للقلق بالنسبة لواشنطن. وتركيا هي حليف غربي يدعم مقاتلي المعارضة السورية.

غير أن الرئيس رجب طيب أردوغان انضم إلى روسيا وإيران في عملية سلام في سوريا تجري بموازاة مع عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة.

وتهدد تركيا بالوصول إلى مدينة منبج التي تتمركز فيها قوات أميركية، لتطهيرها من ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK).

وفي الوقت الحالي يبدو أن الأميركيين يميلون إلى تعزيز مواقعهم في منبج.

 

نشرت مجلة "أتلانتك" مقالا للصحفي كريشناديف كالامور، يقول فيه، "هذه كانت أخبارا جديدة بالنسبة لفريق الأمن القومي في إدارته، خاصة أن القوات الأمريكية كانت تخطط في الوقت ذاته لإرسال عشرات الجنود الإضافيين إلى سوريا، وبالتأكيد لم يشر المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف العالمي لمكافحة تنظيم الدولة بريت ماكغيرك، إلى أي خطط لسحب القوات قريبا، عندما قال يوم الثلاثاء: (نحن في سوريا لقتال تنظيم الدولة، وتلك هي مهمتنا، ومهمتنا لم تنته بعد، ونحن سننهي تلك المهمة)".

ويشير كالامور في مقاله إلى أنه في الوقت الذي كان يصرح فيه ماكغيرك بهذا، فإن رئيسه كان على بعد أميال يقول: "أريد أن أخرج، أريد أن أعيد قواتنا إلى الوطن، لقد حان الوقت، لقد كنا ناجحين جدا ضد تنظيم الدولة".

ويتساءل الكاتب: "هل ستغادر القوات قريبا أم إنها لن تغادر؟ وهل انتهت مهمة قتال تنظيم الدولة أم لم تنته؟ كان يجب أن يكون الجواب على هذه الأسئلة مباشر، إلا أن البيان الصادر عن البيت الأبيض يوم الأربعاء، الذي كان يهدف لتوضيح الأمور، ترك الالتباس كما هو، وهذا هو البيان كاملا:

(المهمة العسكرية لاجتثاث تنظيم الدولة من سوريا وصلت إلى نهاية سريعة، حيث تم تدمير تنظيم الدولة بالكامل تقريبا، وتبقى أمريكا وشركاؤنا ملتزمين بالقضاء على الوجود الصغير لتنظيم الدولة في سوريا، الذي لم تجتثه قواتنا إلى الآن، وسنستمر في التشاور مع حلفائنا وأصدقائنا بخصوص الخطط المستقبلية، ونتوقع من دول المنطقة وخارجها، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، العمل نحو تحقيق السلام، والتأكد من عدم ظهور تنظيم الدولة ثانية)".

ويعلق كالامور قائلا: "بعبارة أخرى، فإن الألفي جندي أمريكي الموجودين في سوريا، سيبقون لمقاتلة ما تبقى من تنظيم الدولة، لكن ما هي المدة؟ لا أحد يعلم".

ويلفت كالامور إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في تقرير لها في آذار: "قام الرئيس بالتوقيع على الخطة قبيل أعياد الميلاد، (وهو ما لاقى ارتياحا كبيرا لدى الجنرالات)، خلال اجتماع في غرفة كندي للمؤتمرات في البيت الأبيض، ولن تصبح الخطة رسمية إلا بعد منتصف شهر كانون الثاني/ يناير، عندما يصادق عليها وزير الخارجية وقتها، ريكس تيلرسون، في خطاب له في كاليفورنيا، لكن كان قد تم تقريرها قبل ذلك بأشهر تحت إشراف ماتيس، بمساعدة قوات النخبة الخاصة الذين قادوا المعركة ضد تنظيم الدولة في سوريا، ومرة أخرى نزل ترامب عند رغبة مؤسسة الأمن القومي، كما فعل على مستوى أوسع مع أفغانستان الصيف الماضي".

ويقول الكاتب إنه "كان من بين دعاة البقاء في سوريا لفترة أطول تيلرسون وماكماستر، أما تيلرسون فإنه غادر الإدارة، وماكماستر سيغادرها الأسبوع القادم، ويبقى وزير الدفاع جيمس ماتيس، وقد يجد حلفاء له في هذا الموضوع، متمثلين في وزير الخارجية القادم مايك بومبيو، وخليفة ماكماستر جون بولتون المستشار للأمن القومي، وكلاهما دعا في السابق لموقف أقوى لأمريكا في سوريا".

ويبين كالامور أن "الحرب الأهلية السورية، التي بدأت قبل سبعة أعوام، تدخل فيها خليط معقد من الدول والحركات المتطرفة، التي تعمل متعاونة في بعض المناطق وضد بعضها في مناطق أخرى، ومعظمها تقف ضد تنظيم الدولة، لكن كثيرا منها تعارض بعضها، ويبقى رئيس النظام السوري بشار الأسد في منصبه، بمساعدة من روسيا وإيران وحزب الله، وكلهم يعارضون تنظيم الدولة بالإضافة إلى مجموعات أخرى تهدف إلى الإطاحة بالأسد، وفي حملتهم ضد تنظيم الدولة فإن أمريكا وحلفاءها يعملون فعليا ضد الأسد وروسيا وإيران، بدعمهم لجماعات الثوار المعادية للأسد".

ويختم كالامور مقاله بالإشارة إلى قول الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يرأس القيادة المركزية للجيش، يوم الثلاثاء، متحدثا إلى جانب ماكغيرك: "لقد كان الجانب العسكري لهذا الأمر من عدة نواح هو الجزء الأسهل.. إن ما بعد عملية إعادة الاستقرار وإعادة الحكم وكل شيء من هذه الأوضاع، هو ما يكون أصعب وأكثر تحديا على المدى الطويل".