د. عصام الغزاوي

تقع محمية الغزلان في دبين ضمن احدى اكبر المحميات الطبيعية في الاردن التي تمتد على مساحة 8.5 كيلومتر مربع من أحراش عجلون، تأسست المحمية عام 2001 على مساحة 200 دونم فيها ثلاثة ابراج مراقبة وتسعة حراس عدا الإداريين وحوالي خمسمائة غزال كما يفترض ان يكون، أمهات الغزلان من النوع النادر كانت هدية من استراليا لجلالة الملك عبد الله الثاني، المحمية بقي فيها 162 غزالا، وعدد الغزلان المفقودة يتزايد بعد كل جرد، لست في صدد الحديث عن الغزلان المفقودة ، لكني أود توجيه الشكر للجندي المجهول الذي لم يقبل ضميره الحي السكوت عن فقدان الغزلان في المحمية الغائبة عن المتابعة والرقابة على طول الفترة الممتدة قبل قدومه، والإبقاء على الحال كما كان عليه منذ تأسيس المحمية بغزلانها الـ100، في زمن تاهت فيه الأمانة وتاه الإنتماء للوطن، وأصبحنا نبحث بصعوبة عن نماذج حية لمسؤولين نزيهين يتعاملون بشفافية وصدق، أُقدر الجهود الشخصية الخيرة لمدير زراعة جرش الدكتور عبد الحافظ ابو عرابي، في الكشف عن هذه القصة منذ استلامه لوظيفته في بداية العام الحالي، الدكتور ابو عرابي، قامة وطنية وابن عشيرة جل رجالها شرفاء أحرار  يغارون على وطنهم، قام بما يبعث في نفوسنا الطمأنينة ويحمل لنا الأمل انه ما زال على هذه الأرض رجال غيورون شرفاء يشعرونك انك ووطنك بخير وبأيد أمينة، ألف تحية وشكر لك من أبناء وطنك، وسيبقى وطننا بخير طالما بقي بيننا رجال نشامى أمثالك، شرفاء ديدنهم الصدق والأمانة ويغارون على وطنهم، وأخيراً اتمنى كما يتمنى الأردنيون ان نسمع قريباً أخبارا مفرحة عن مصير الغزلان المفقودة والكشف عن أسماء سارقيها ومن يقف خلفهم.//