الأب بدر: غصن الزيتون في الشعانين رمز لسياسة اللاعنف في المجتمع والعالم
عمان-الانباط
احتفلت كنيسة اللاتين في ناعور ومزار سيدة لورد فيها بأحد الشعانين المبارك، الذي يسبق عيد الفصح المجيد. وبعد الدورة الاحتفالية، التي ترأسها كاهن الرعية الأب رفعت بدر، انتقلت الجماهير إلى القداس الإلهي في داخل الكنيسة، وهناك تم إحياء إنجيل الآلام وقدّاس أحد الشعانين.
وألقى الأب بدر عظة القداس وقال فيها: إن عيد الشعانين الذي فيه ترفع الجماهير أغصان الزيتون يمثل اجمل تعبير عن سياسة اللاعنف والتواضع التي أتى بها السيد المسيح إلى البشرية. وقال إن اللاعنف الذي يتبع حاليًا في العديد من دول العالم قد أصبح نهجًا ذا دلالة وذا ثمار يانعة في صنع السلام والعدالة بين الشعوب.
وأضاف إن مجتمعنا الأردني الذي يزخر دائمًا بالمحبة والعطاء قد برزت فيه في الآونة الأخيرة بعد مظاهر الإجرام والعنف واستخدام السلاح، إلا أن ذلك بأحد الشعانين يدعونا إلى الصلاة من أجل أن يعود مجتمعنا سالمًا غانمًا ومستقرًا كما هو شأنه في كل السنوات السابقة.
وقال: إن سياسة اللاعنف التي تأتي بها بشرى الشعانين لتعبّر عن دعوة إلى كل إنسان في العالم بأن يكون شعاره غصن الزيتون، وبأن تكون عقليته عقلية لا عنيفة تدعو إلى التسامح والألفة بين جميع أبناء البشر، وبيّن أبناء الأسرة الواحدة، وبين زملاء العمل، وبالأخص في هذه الأيام في الدعوة إلى المحبة والاحترام في داخل أسوار المدارس والجامعات العزيزة.
وأضاف مترئس الاحتفال: بأن أحد الشعانين هو كذلك دعوة إلى التفاؤل والأمل، ودعوة إلى بثّ روح الحماس والنشاط لدى الشباب والشابات، لأن عيد الشعانين أيضًا هو عيد الشبيبة في العالم. وقال: بأن هنالك دعوة أحيانًا إلى أن يسقط الشاب والشابة في بئر اليأس العميق، وذلك من خلال بعض الأخبار التي تأتي هنا أو هناك في رغبة الشباب أو قيامهم بالانتحار وإفناء حياتهم. وأكد أن الله الذي نتشارك في عبادته مع اخوتنا البشر هو إله الحياة، وليس إله الموت، وإن عيد الشعانين هو عيد الأمل، وهو عيد الحماس والنشاط الشبابي الذي تمثل في صراخ الجماهير وفرحهم في استقبال المسيح المخلص في مدينة القدس.
وتابع: إن دخول السيد المسيح إلى هذه المدينة المقدسة يذكرنا بأعز أيام السنة، وفي اليوم الذي يحتفل به المسيحيون السائرون على التقويم الغربي بأحد الفصح المجيد، أو القيامة، وأيضًا هو أحد الشعانين التي فيها يدخل السيد المسيح متواضعًا إلى مدينة القدس الشريف، وهي دعوة للصلاة من أجل هذه المدينة المقدسة، لكي تصان حقوقها، ولكي يعمل المجتمع الدولي على تنفيذ القرارات الدولية في الأمم المتحدة بخصوص سلامة القدس الشريف، لتبقى أيضًا عاصمة روحية لجميع المؤمنين، ولكي تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مصليًا من أجل جلالة الملك عبدالله الثاني الذي لا يوفر أي جهد في سبيل الحفاظ على قدسية المدينة وصون مقدساتها، كونه الوصي الشخصي والمباشر على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وختم الأب بدر كلمته بتقديم التهنئة لجميع الأخوة المسيحيين المحتلفين اليوم بأحد القيامة وكذلك المحتلفين بأحد الشعانين، متمنيًا أن تبقى الأعياد علامة وحدة بين الأسرة الواحدة، مؤكدًا على ثناء الاسرة الاردنية الواحدة غلى تهنئة جلالة الملك لرؤساء الكنائس المسيحية قبل أيام بعيد فصح مبارك وأحد شعانين مباركة بإذن الله.
والتف الأطفال حول المذبح في الكنيسة، ورفعوا أغصان الزيتون مرنمين ترنيمة السلام من أجل استتباب العدل والسلام في المنطقة العربية، وفي العالم أجمع.