مجلس النواب

لا تمر جلسة في مجلس النواب دون صراخ و(هوشة), وأحيانا منازلة يتخللها (التحجيز ) والتهويش...ولا يمر يوم دون أن تعرض المواقع الإخبارية , تسجيلا خاصا لوقائع المنازلة بين النائب فلان والنائب فلان..

صارت المسألة مجرد جزء مهم من وقائع أي جلسة, فبالإضافة لجدول الأعمال وما يستجد من أعمال لابد من المرور على هوشة وأنا أقترح إدارج بند في جدول الأعمال يحمل مسمى ما يستجد من هوشات...حتى تصبج القصة نظاما داخليا للمجلس.

الغريب أن مجموعة من النواب احترفوا (التحجيز) فبعضهم صار متخصصا في الأمر , ومن المكن تشكيل لجنة ممن يقومون (بالتحجيز) في المجلس لها أمين سر ومقرر ورئيس , وتكون وظيفتها (التحجيز) المتقن لدى اندلاع أي هوشة.

ونسأل أحيانا برسم القلق , لماذا صار المجتمع عنيفا إلى هذا الحد ولماذا صارت المشاجرات, حدثا يوميا عابرا ينقل على مواقع التواصل والمواقع الإخبارية , نسأل أيضا هل الصراخ في هذه اللحظة الحاسمة من حياتنا من الممكن أن يكون حلا ناجعا لأزماتنا ؟

الغريب أن هنالك أيضا مجموعة من النواب وظيفتهم المصالحة فبالإضافة لمن يقومون (بالتحجيز), هناك أيضا فئة.. تمارس إصلاح ذات البين , فبعد كل جلسة تجمع (المتهاوشين) وتقوم بإصلاحهم..ومن ثم تعلن المواقع عن (صلحة) تخللها تقبيل اللحى وطوي الصفحة.

وأنا أيضا أقترح تشكيل لجنة للمصالحات , مكونة من أمين سر ومقرر, ورئيس... وحتما ستكون لجنة فاعلة ومؤثرة.

في تاريخ الحياة التشريعية الأردنية , التي امتدت من العشرينيات وحتى المجالس الاستشارية في الثمانينات لم تورد الأخبار, عن مشاجرة حدثت أو خلاف بين النواب...كانوا مثلا في تناول شؤون البلد السياسية, ونصح الحكومات..بل كان المجلس محطة تنوير سياسي, تتعلم منه الحكومة..أشكال الخطاب وأنماطه, وطرق الحوار.. ألسنا بحاجة لإعادة النظر في الأداء, وكم استهلكنا من وقت المجلس في الهوشات..علما بأن المنطق يحتم عليهم, أن يخصصوا جل وقتهم في المجلس لتناول قضايا الناس وهمومهم...وليس للمشاجرات.

ونسأل لماذا صارت الشراسة والقبضات والصراخ..نمطا من أنماط حياتنا ؟

الرأي