طابا أُنموذجا..
طابا أُنموذجا..
د. عصام الغزاوي
لا يكفي أن تكون صاحب حق بل يجب أن تُحسن الدفاع عنه وبالأسلوب الذي يفهمه الآخرون ومسلحا بعناصر القوة الاقتصادية والقانونية والعسكرية ... رغم أن مساحة طابا بالكاد تتجاوز الدونم ببضعة أمتار، إلا أن مصر أثبتت للعالم أجمع أنها لا تتخلى عن أي قطعة من أراضيها أيا كانت مساحتها، ولا تساوم على سيادتها أيا كانت المبررات، كانت مصر واثقة من حقها التاريخي في طابا، تم تشكيل فريق وطني كامل ومتنوع من خيرة رجالها عكفوا على إعداد الدفوع والحجج القانونية اليقينية والوثائق الدامغة والخرائط، وخاضوا معركة قانونية فريدة كان خلالها أداؤهم على مستوى عال من الكفاءة والمقدرة، اتبعوا سياسة النفس الطويل فى مواجهة المناورات الإسرائيلية، واستخدموا كافة الوثائق الدبلوماسية والقانونية واستطاعوا تقديم المخطوطات النادرة لإثبات حقهم، حتى نجحوا في الحصول على قرار هيئة التحكيم الدولية في 27 ايلول 1988 لصالح مصر وأحقيتها فى ممارسة سيادتها على كامل ترابها رغم قيام اسرائيل خلال فترة التحكيم ببناء فندق سياحي ضخم لفرض الامر الواقع، وتم رفع العلم المصري على طابا فى 19 آذار 1989، والغريب أنه بعد النطق بالحكم لصالح مصر ذكر أحد أعضاء الفريق الإسرائيلي " إننا كنا نعرف منذ البداية أن طابا مصرية ، ولكننا كنا نشك في إرادة المفاوض المصري على الإستمرار حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد".//