قيمة الحياة!
إيناس ابوشهاب
لا زال صوت ذلك الطفل الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره يرهقني، ونبرته التي تحمل بين أشجانها تعب السنين ما زالت هي الأخرى تدميني؛ فحين أرادت صديقتي تنبيهه ليكون أكثر حذراً في قطعه للطريق، لم يكترث أبدا لنصيحتها ولا لملائكة الموت التي كانت تتربص بكل نفس، وأجابها على الفور ودون أدنى اكتراث بنبرة من عرف أكثر مما كان ينبغي لأحد من جيله أن يعرف " لا عادي؛ أصلا نفسي أموت " !
قالها دون اكتراث وتركني مبعثرة بين أسئلة كانت أكثر إيلاما من أجوبتها:
هل كانت عبارته تلك صدىً لصوت أهله وذويه؟
هل يتعرض ذلك الطفل للتنمر في حياته المدرسية؟
هل أصبح الموت الملجأ الذي يحمينا من صفعات القدر؟
هل بات العالم المخفي أكثر أمانا من العالم المرئي؟
هل تلاشت من أذهاننا رهبة الموت وهيبته؟
هل فقدنا الرغبة بالحياة أم فقدت الحياة قيمتها؟
تحية للعقول التي تحاول العثور على أجوبة...//