الاتحاد الأوروبي يدعم بريطانيا في قضية تسميم الجاسوس وروسيا ترد

 بروكسل – ا ف ب

عبر الاتحاد الأوروبي امس الاثنين عن "تضامن مطلق" مع بريطانيا في هجوم بغاز أعصاب وجهت فيه المسؤولية لروسيا، فيما يزور خبراء دوليون من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بريطانيا لأخذ عينة من العنصر الكيميائي لاجراء تحاليل.

وتواجه روسيا ضغوطا غربية في قضية تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في 4 اذار/مارس في مدينة سالزبري في انكلترا بغاز اعصاب.

وقال الوزراء ال28 في بيان مشترك خلال اجتماعهم في بروكسل "إن الاتحاد الأوروبي يعبر عن تضامنه المطلق مع المملكة المتحدة ودعمه لها، بما في ذلك جهود المملكة المتحدة لاحضار المسؤولين عن هذه الجريمة أمام العدالة".

وأثارت هذه القضية أزمة في العلاقات بين لندن وموسكو.

ورفض الرئيس فلاديمير بوتين الاتهامات للدولة الروسية ووصفها بأنها "مجرد هراء وتفاهات وكلام فارغ".

والاثنين حذر المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف بريطانيا ودعاها إلى تقديم "أدلة" تثبت الاتهامات او "الاعتذار".

وقال بيسكوف "عاجلا ام آجلا يجب الرد على هذه الاتهامات التي لا اساس لها: اما عبر دعمها بالأدلة المناسبة او الاعتذار".

ولا يزال سيرغي سكريبال الجاسوس الروسي السابق الذي باع اسرارا إلى بريطانيا وانتقل إليها ضمن صفقة تبادل جواسيس في 2010، في حالة حرجة مع ابنته يوليا بعد العثور عليهما فاقدي الوعي على معقد في حديقة في 4 آذار/مارس.

ومن المتوقع ان يصل خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى بريطانيا الاثنين لأخذ عينات من غاز الأعصاب المستخدم.

وسيلتقي الخبراء بمسؤولين من مختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع القريب من سالزبري وحيث تم تحديد نوع الغاز نوفيتشوك.

وسيجتمعون ايضا بالشرطة قبل إرسال نماذج إلى مختبرات دولية لتحليلها، ومن المتوقع أن يستغرق صدور النتائج اسبوعين على الأقل بحسب مسؤولين بريطانيين.

- مجرد هراء -

الاسبوع الماضي عبّر قادة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا عن تأييدهم لاعلان بريطانيا عن مسؤولية روسيا عما تعتقد الشرطة البريطانية إنه محاولة قتل سكريبال.

ويعتقد إنه أول هجوم بغاز أعصاب على اراض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

وحضت الدول الثلاث روسيا على الكشف بشكل كامل عن تفاصل برنامجها المتعلق بالغاز نوفيتشوك، لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأيد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين هذا المطلب.

وفي أول تعليق مباشر له على القضية بعد فوزه بولاية رئاسية رابعة في روسيا الاحد، قال بوتين أمام أنصاره "إنه مجرد هراء وتفاهات وكلام فارغ أن يسمح أحد ما في روسيا لنفسه بالقيام بشيء كهذا قبيل الانتخابات وكأس العالم".

وأكد "لقد قمنا بتدمير كافة الاسلحة الكيميائية" مضيفا إن روسيا مستعدة للمشاركة في التحقيقات.

- تصرف خبيث -

لكن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ولدى وصوله بروكسل امس الاثنين للمشاركة في اجتماعات مع الحلفاء في الاتحاد الأوروبي قال "لم يعودوا قادرين على خداع أحد بعد الآن".

واضاف أن "النفي الروسي المتكرر يزداد عبثية، ان محاولة اخفاء (...) الحقيقة في (...) الاكاذيب والتشويش هي استراتيجية روسية تقليدية".

والاحد اتهم جونسون موسكو بتخزين غاز الاعصاب الذي طوره السوفيات، في انتهاك للمعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية.

وقال "لدينا أدلة بالفعل خلال السنوات العشر الماضية بأن روسيا لم تكن تحقق فقط في تسليم غازات أعصاب لتنفيذ اغتيالات، بل أيضا كانت تقوم بتصنيع وتخزين نوفيتشوك".

وأعلنت بريطانيا الاسبوع الماضي طرد 23 دبلوماسيا روسيا، مما أثار ردا مماثلا من موسكو. وأعلنت بريطانيا أيضا مقاطعة أفراد من العائلة الملكية ووزراء في الحكومة حضور نهائيات كأس العالم التي تستضيفها روسيا هذا الصيف.

لكن موسكو اتهمت لندن بالتسرع في توجيه الاتهام، والمح سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير شيجوف في نهاية الاسبوع الماضي إن بريطانيا نفسها ربما تكون مصدر العنصر الكيميائي.

وأشارت بريطانيا إلى قضية مماثلة في الماضي القريب تتعلق بتسميم الجاسوس السابق والمعارض للكرملين الكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006 بالبولونيوم المشع.

وشددت لندن أيضا على ما تعتبره نمطا من العدوانية الروسية ومنها ضم القرم والتدخل المفترض في أوكرانيا وهو ما أدى إلى فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات قاسية.

وقال جونسون امس الاثنين "نادرا ما تجد بلدا على الطاولة هنا في بروكسل لم يتعرض في السنوات الاخيرة الى شكل من اشكال السلوك الروسي الخبيث والمخرب".

شرح الصورة

وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بروكسل