هل وراء إلغاء اتفاقية التجارة الحرة الاردنية التركية صفقة ؟

هل وراء إلغاء اتفاقية التجارة الحرة الاردنية التركية صفقة ؟

د. عصام الغزاوي

 

عندما كانت رسالة المدرسة تربية وتعليم، تعلمنا ان عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة، ولا أظن ان من قرروا إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا وغالبيتهم من خريجي جامعات اكسفورد وكامبريدج والسوربون وجورج تاون قد إستفادوا من هذا الدرس، سبب الإلغاء المعلن هو حماية الإقتصاد الوطني بسبب ميل الميزان التجاري لصالح تركيا، وإذا كان حقاً هذا هو السبب فإنه من الأولى إلغاء إتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي وامريكا والسعودية وغيرها التي ألحقت ضرر أكبر بالاقتصاد الوطني، وخلاف ذلك يكون سبب الإلغاء هو سياسي وليس اقتصادي، يبدو ان موقف تركيا الداعم للأردن خلال المؤتمر الإسلامي الذي دعى له الأردن للتصدّي لقرار ترامب الإعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للدولة اليهودية ونقل السفارة الأمريكية إليها، وإقرار تركيا بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس قد إستثار دولاً عربية في المنطقة تسعى للسيطرة على القرار السيادي الاردني وتمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية .. كنا ندعو الى الإنفتاح نحو الشمال والشرق حتى نجلب تحالفات تحقق لنا المناورة والتوازن وكان الموقف التركي الإيجابي مع الاردن بمثابة عصفور باليد، بينما وعود الجهات الاخرى المتذبذبة أشبه بعصافير عشرة على الشجرة، وسيعيدنا قرار التضحية بالموقف التركي الداعم للاردن الى مربع الضغوطات للإنقياد وراء سياسات نفس الجهات التي سبق وخذلتنا، قرارات خاطئة غير مدروسة أدت الى تدمير القطاع الزراعي والصناعي وقطاع الأسكان وها هي تلحق الضرر بالقطاع التجاري والخدمي، وتحرم الاردنيين من منتجات عالية الجودة بأسعار منخفضة..