الشارقة تعرض تجربة القصة الإماراتي ورسوم كتب الأطفال أمام القارئ الفرنسي

خلال مشاركتها ضيفاً مميزاً في معرض "باريس للكتاب"

 

باريس-الشارقة-الانباط

 

نظم جناح الشارقة المشارك في معرض باريس للكتاب ضمن فعاليات اختيار الإمارة ضيفاً مميزاً على المعرض، ندوتين ثقافيتين، الأولى بعنوان " القصة وما حولها "، والثانية جاءت تحت عنوان "فكر بصرياً".

وشارك في الندوة الأولى، التي أدارتها الروائية لولوة المنصوري، كل من القاص إبراهيم مبارك، والكاتب والسينمائي ناصر الظاهري، والقاص محسن سليمان، حيث قدموا قراءة في تحولات المشهد السردي في الإمارات، وعرضوا مسار تطوره التاريخي.

وأستهل الندوة الكاتب ناصر الظاهري، بتقديم رؤيته الخاصة في السرد القصصي، إذ قال: "القصة هي في البدء ولن تنتهي، وكل شخص يحمل حكاية ما ويريد سردها وهذا ما فعلته في تجربتي"، مشيراً إلى أن تنوع عمله في الكتابة وتجربته بين الصحافة اليومية والرواية والنثر والقصة والسيناريو، أغنى تجربته الإنسانية ونظرته إلى الحياة.

وانتقد الظاهري "بعض التجارب الشابة اليوم"، مؤكداً أن بعض الأصوات الشابة لا تملك تجربة واضحة وعميقة في كتابة القصة، ويهرعون إلى كتابة الرواية لأنها بالنسبة إليهم نوع سهل، عكس القصة القصيرة التي تحتاج إلى تجربة عميقة واشتغال ابداعي متراكم.

من جهته، تحدث القاص إبراهيم مبارك، عن تجربته في تسجيل يوميات الصيادين ومجتمع السواحل، موضحاً أن هذه العوالم أثرت فيه شخصياً وجعلته يتجه بشكل أعمق إلى القصة القصيرة.

وعبّر الكاتب محسن سليمان عن احباطه بعض الشيء من عدم وجود أصوات شابة تكتب القصة القصيرة، وأن غالبية التجارب الأدبية اليوم في الإمارات تتجه إلى كتابة الرواية، لافتاً إلى أن تجربة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في تأسيس "نادي القصة" أثرت التجربة الإبداعية الإماراتية وقدمت لها عدداً من الأصوات الشابة عبر ما ينظمه النادي من ورش وفعاليات دورية.

وجمعت الندوة الثانية التي أدارتها الكاتبة والتشكيلية علياء الشامسي، الرسام والقاص الفرنسي لويك غوم، والرسام المصري وليد طاهر، حيث قدم كل منهما إضاءات على مفهوم القصة المصورة للأطفال، وتأثير المرئي على النص المقروء.

وتحدث غوم، عن كتابة القصة للأطفال وعن العلاقة القائمة بين الرسم والكتابة. مؤكداً وجود علاقة قوية تربط الرسم بالكلمات، وأن هذه العلاقة تزيد من ارباك الكاتب في عمله، حول ما هو أهم الرسم أم الكلام؟، لافتاً إلى أنه يعمد في تجربته إلى التفكير بالقصة من خلال بيئة الطفل وأنه يستوحي الكثير من قصصه من خلال أطفاله وورش الرسم التي يعطيها للصغار.

 أما وليد طاهر، فأكد أنه يرسم قبل أن يكتب، منتظراً تلك اللحظة التي وصفها بـ"المتفجرة" التي ستخرج كل الحكاية، قائلاً: "لا قصة بالنسبة لي قبل أن يكتمل رسمها. الكلام يأتي لاحقاً. وسيأتي في السياق خادماً فكرة الرسم".

وأوضح كل من الكاتبين على الرغم من اختلاف تجربتهما، أن الرسم للأطفال يحتاج إلى تفكير بصري يجذب الأطفال، مؤكدين أنه لا يوجد قصة للأطفال بلا رسوم في عالم مليء بالشخوص والألوان.