المتطوعة الحلواني تواجه الغلاء بتوزيع الخبز يوميًا على الأسر العفيفة في العقبة

ناشدت أصحاب المخابز التعاون معها

 

العقبة – طلال الكباريتي

 

" أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام" بهذه الكلمات انطلقت المتطوعة ابنة العقبة رمزية الحلواني "أم حارث" بحديثها

حديث المتطوعة الحلواني " أم حارث" للأنباط المتقاعدة من جمعية المركز الإسلامي فرع العقبة كباحثة اجتماعية، روت قصة معاناة الاسر العفيفة في المدينة من خلال زياراتها الميدانية على تلك الأسر لمساعدتهم ضمن كشوفات  .

مركز عملها السابق كباحثة اجتماعية في جمعية خيرية، حصلت من خلاله على قاعدة بيانات حول تلك الأسر العفيفة،  وتعاملها اليومي مع واقع تلك الأسر المؤلم وفق تعبيرها جعلها تعايش واقعهم وأخذت على عاتقها بعد انتهاء خدماتها بالتقاعد، على استمرارية عملها بالتطوع وخدمة تلك الأسر، دعت العقبة لتسميتها سنبلة الخير .

تنوعت أعمال المتطوعة أم حارث، منها شخصي، ومنها بالتشارك مع أهالي الخير، كضابط ارتباط بين اهل الخير والأسر منذ عدة سوات مضت إما بتوزيع طرود تموينية، أو ملابس أو أجهزة كهربائية مستعملة زائدة عن الحاجة من أهل الخير لتغيث بها أسرة مستورة.

وبين توزيع تلك الطرود و الملابس والكهربائيات المستعملة، ابتكرت فكرة توزيع الخبز على الأسر المعوزة، لكن يبقى السؤال حائرا، كيف بدأت أم حارث فكرتها ؟

تقول المتطوعة الحلواني أن فكرتها بدأت بتنفيذها بشراء خبز قيمته خمسة دنانير صباح كل أسبوع من مخبز بسوق الخضار القديم، وتضع الخبز الذي تتبرع به في صندوق مخصص للمحتاجين احتسابا لوجه الله تعالى .

وأضافت الحلواني أنها كانت تزداد فرحا حين تجد الصندوق فارغا خلال زيارتها للمخبز الذي تبرعت فيه .

ونوهت الحلواني أن الذي أثر في نفسها وساعدها على استمرارية عملها التطوعي، رؤيتها لكثير من المتبرعين على أبواب المخابز، بالاضافة الى مشاهدتها عفيفين يأتون من بيوتهم البعيدة مشيا لشراء عدد من الأرغفة لسد رمق عيالهم .

و تابعت أنها انطلقت بتبني هذا التطوع شخصيا بعدما عممت الفكرة على عدد من صديقاتها من أهل الخير، بتخصيص ما قيمته عشرة دنانير لشراء الخبز صباح كل يوم، وتوزعه على كل بيت تعلمه بأنه أشد الحاجة في أحياء صلاح الدين والبلد والشلالة .

وذكرت أن أبرز خطوات تذليل عقبات جهدها ووقتها بعدما كانت تزور كثيرا من البيوت الأسر العفيفة بسيارتها الخاصة لتوزيعها، بتخصيص مندوبة في كل حي لتوزيع الخبز على جيرانها، بالاضافة الى تخصيص يوم لكل حي .

وزادت الحلواني أن ما ساعد فكرتها على الانتشار لتغطي أكبر عدد من الأسر العفيفة في العقبة، تضامن صاحب مخبز في منطقة الثامنة لفكرتها، بتبرعه بالخبز بقيمة مساوية لقيمة المبلغ الذي تتبرع به الحلواني في كل يوم .

 وفيما يتعلق بأعمالها التطوعية المستقبلية فقد كشفت المتطوعة الحلواني أنها تعزم خلال شهر رمضان المبارك على توزيع طرود للسحور يوميا، بواقع كل طرد للأسرة يكفيهم ثلاثة أيام، يساعدها ثلاث متطوعات من الجامعة الأردنية . 

وكشفت أيضا بأنها تعزم على تنفيذ إفطارات للعائلات المستورة بالتشارك مع متطوعات من المجتمع العقباوي .

وبخصوص أعمالها التطوعية خلال السنوات الماضية فقد ذكرت أنها نفذت مبادرة لخدمة عمال الوطن في العقبة قبل عدة شهور  بصنع سندويشتين لكل عامل وكأس ماء، خلال زيارتها لهم في الميدان .

وتابعت أن نفذت مبادرة كسوة الشتاء "فائض ما لديكم" تضمنت توزيع ملابس مستعملة حالتها جيدة على الأسر المعوزة، انطلقت خلال شهر تشرين الثاني الماضي واستمرت لثلاثة أشهر .

ولفتت الى أن هذه المبادرة اطلقتها من خلال مجموعة عبر تطبيق الواتس أب ضمت ربات البيوت من أهل الخير، تمكنت بعدها من جمع تلك الملابس وتوزيعها على أكثر من 150 عائلة مستورة .

وأعربت الحلواني عن أملها في دعم مخابز العقبة لتلك الأسر، منوهة الى أنه حال إبداء جميع المخابز استعدادهم في المشاركة في مبادرتها ستشمل جميع الأسر الفقيرة في العقبة .