مسؤول أمني سابق يؤكد الحاجة إلى تشريع ينظم عملية اللجوء

أكد على أن المخطط في سوريا هو استنزاف قوى الأمة

 قرباع: الأزمة السورية ساهمت في خسارة الأردن 600 مليون دينار من "الترانزيت"

 


عمان - الأنباط - علاء علان

قال العميد المتقاعد محمد خير قرباع أن دولا عديدة في العالم كان تقييمها بأن الازمة السورية ستنتهي في غضون شهور،ولكن الاردن كان تقييمه مختلفا وقال في حينها ان الازمة ستستمر خمس سنوات فما فوق،وذلك  نظرا لمعرفة الاردن بالنظام  السوري ومن يقف وراءه،لانه ليس وحيدا بل معه ايران وحزب الله والميلشيات الشيعية العراقية والميليشيات الشيعية بالعالم كله ومعه روسيا،مضيفا ان المخطط  كان ان تستنزف الازمة السورية قوى الامة العربية كلها.

جاء ذلك خلال ورقة قدمها قرباع بعنوان " أثر موجات اللجوء على الأمن الوطني الأردني" الخميس الماضي في ختام أعمال المؤتمر الدولي الثالث "اللاجئون في الشرق الأوسط "المجتمع الدولي الفرص والتحديات"، الذي نظمه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية.

واضاف قرباع ان عدد الجنسيات التي تعيش على الارض الاردنية 60 جنسية،حيث تعتبر الاردن رقم واحد من حيث القيمة المطلقة بالنسبة لعمليات اللجوء،ومن حيث القيمة النسبية للسكان ايضا تعتبر الاردن رقم واحد في الاستضافة.

وبين قرباع ان هنالك دولا ضخمت أعداد اللاجئين لديها ولا تقوم بشطب الخارجين من عندها،مضيفا ان الاردن يسجل من يأتي ويشطب من يخرج.

واشار الى انه في العام 2011 كان عدد سكان الاردن 6 ملايين ونصف،والان يتجاوز عدد السكان 10 ملايين،مما شكل ضغطا على البنية التحتية والمواصلات والمستشفيات والتعليم ومزاحمة الاردنيين على تلك الخدمات.

وفي الجانب الاقتصادي استعرض قرباع خسارة تجارة "الترانزيت" على الأردن مبينا ان الخسارة منذ العام 2011 وللآن 600 مليون دينار عدا خسارة التجارة البينية بيننا وبين سوريا واوروبا واغلاق معبر طريبيل"نعرف من يتحكم بأن يغلق او لا يغلق".

وبين ان هنالك معاناة على  الحكومة والمواطن حيث بلغت تكلفة الطاقة التي تحملتها الدولة عندما انقطع الغاز المصري 6 مليارات دولار.

وفي حديثه عن منظومة الامن قال قرباع انه لا بد عند الحديث عن موضوع اللاجئين اخذ العديد من المعطيات لمعرفة الصورة الحقيقة،وبالنسبة للمجتمع المحلي فإن ما يهدده القضايا الجنائية والجرمية التي تهددد السلم  المجتمعي حيث ظهر من 2011 الى 2016 ارتفاع في السرقة واطلاق العيارات النارية وغير ذلك من جرائم تبين ان السوريين مشاركون بها،وفقا لقرباع.

واشار الى ان الاردن شهد موجات لجوء كبيرة والارقام تتحدث الان عن 4 ملايين و300 ألف لاجئ في الاردن من مختلف الجنسيات.

وعن سوريا قال ان الحدود السورية مع الاردن هي الاطول من اي دولة مجاورة وتبلغ 372 كيلو متر،مشيرا الى ان التداخل الجغرافي عامل خطير في بعض الاحيان ومفيد احيانا.

واضاف ان موضوع الحدود مع العراق وسوريا يشكل هوسا امنيا في الاردن،والانسان الاردني دائما شعوره امني لاننا عاصرنا ازمات مختلفة.

وعن تدفق اللاجئين السوريين في بداية الازمة قال قرباع انه كان يدخل 3 – 4 آلاف لاجئ سوري يوميا بطريق غير مشروعة وكان يجري استقبالهم،ووقتها لم يكن هنالك بصمة عين بل كان يجري تحميل اللاجئين دون معرفة خلفياتهم.

وتابع قرباع انه بعد تركيب اجهزة متطورة جرى التدقيق ومعرفة من يأتي،والمشكلة كانت مع من يدخلون دون وثائق.

وخلال حديثه استعرض قرباع قصة جرت مع احد العسكريين من حرس الحدود اثناء ادخاله للاجئين حيث تتبع احد الاشخاص وشعر انه يعرفه وبعدها طلب من احد زملائه التحدث اليه وتبين ان المشتبه به لهجته اردنية،وبعد سماع لهجة الشخص تأكد الجندي بأنه يعرفه وهو من جماعة التكفيريين الاردنيين.

 وتابع قرباع تفاصيل القصة بالقول انه بعد التأكد من الشخص قام الجندي بتبليغ الضابط وعلى اثر ذلك جرى اعتقال الشخص والتحقيق معه وعرف من هو ولأي جماعة يتبع وكان مكلفا بعملية على الاراضي الاردنية ضمن خلية نائمة في الاردن وبعد التحقيقات اعتقلت المجموعة كاملة.

وقال قرباع انه في بداية الازمة السورية كان هنالك معاناة وهي ان النظام السوري قام باطلاق سراح كل اصحاب السوابق،والاردن تعرف عليهم من خلال المعلومات.

وعن الداخل الاردني اشار قرباع الى ان هنالك اربع عمليات هزت كيان المواطن الاردني وهي عملية الركبان وعملية اربد والبقعة والكرك،مضيفا انه لو قدر للخلية 17 النجاح كان في بيت كل اردني شهيد لأن الهدف كان جامعات معاهد باصات .. الخ.

واستعرض قرباع آثار اللجوء على الاردن من الناحية الامنية والسياسية والاجتماعية.

وفي ختام ورقته قدم عددا من التوصيات هي الحفاظ على الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية والتعاون مع الاجهزة الامنية والقوات المسلحة،وتحفيز المجتمع المحلي على تحمل المسؤوليات الاخلاقية والانسانية في مساعدات اللاجئين والعمل على اشراك الجهات الخاصة والعامة وعمل تشريعات ناظمة لاننا ينقصنا تشريع لعملية اللجوء.

يشار الى جمعة اليرموك اختتمت الخميس الماضي أعمال المؤتمر الدولي الثالث "اللاجئون في الشرق الأوسط "المجتمع الدولي الفرص والتحديات"، الذي نظمه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية،حيث شارك في  أعمال المؤتمر سياسيون ودبلوماسيون وأكاديميون وأصحاب فكر من داخل المملكة وخارجها، حيث قُدّمَتْ إلى أعمال المؤتمر 36 ورقة عمل، من 20 دولة.//

شرح صورة

قرباع يتحدث بختام  مؤتمر "اللاجئون في الشرق الأوسط"