"التربية" تعود لتطبيق قرار ألغي منذ عقدين
اجتماع طارئ للجنة التربية النيابية اليوم
توقعات برفض "ثانوية" الأردن لخلوها من المواد العلمية
قرارات التربية الأخيرة لم تنتصر لـ"الفيزياء" كما يجب
عمان-الأنباط-فرح شلباية
نشرت "الانباط" ،يوم الاثنين الماضي، في عددها رقم 4604، تقريرا يحمل عنوان "أم العلوم تلفظ أنفاسها الاخيرة بعد تصريحات الوزير"،وكان مضمونه شكاوى تقدم بها فيزيائيون حول جعل المواد العلمية مواد اختيارية لطلبة الفرع العلمي ،سيما أن المتضرر الأكبر هو مبحث الفيزياء لما يشاع عنه من صعوبة بين الطلبة على مر السنوات،وبعض المواد الأدبية لطلبة الفرع الأدبي، فيما كثر الحديث في الاوساط التربوية والاكاديمية عن ضبابية القرارات.
وزارة التربية والتعليم اصدرت بعد مضي يومين من نشر التقرير ،قراراتها المتعلقة بالتوجيهي للعام 2018-2019 ، جاءت مجيبة على الكثير من التساؤلات المطروحة في التقرير ،تحديدا عن مصير المواد العلمية وآلية اختيار المواد بما يتوافق مع التخصصات الجامعية التي يرغبون بدراستها.
بدوره فصل مجلس التربية والتعليم الجزئيات التي تتعلق بالطلبة الراغبين في الالتحاق بالحقل الطبي والصحي،حيث اشترط دراسة مباحث (الفيزياء، والكيمياء، والعلوم الحياتية)، أما الطلبة الراغبون في الالتحاق بالحقل الهندسي فيمكنهم اختيار ثلاثة من مباحث الفيزياء، والكيمياء، والعلوم الحياتية، وعلوم الأرض والبيئة شريطة أن يكون مبحث الفيزياء واحداً منها.
وبما يتعلق بالطلبة الراغبين في الالتحاق بالعلوم البحتة يمكنهم اختيار ثلاثة من مباحث الفيزياء، والكيمياء، والعلوم الحياتية، وعلوم الأرض والبيئة، ويدخل في المجموع العام أعلى مبحثين منها شريطة أن يكون مبحث الفيزياء واحدا منها اذا رغب الطالب دراسة مبحث الفيزياء في الجامعة.
وفي اتصالات أجرتها "الانباط" مع فيزيائيين وتربويين،كشف رئيس جمعية الفيزيائيين الاردنيين الدكتور مروان الموسى عن نية لجنة التربية النيابية بعقد اجتماع طارئ ،اليوم الأحد ،بدعوة من رئيس اللجنة النائب مصلح الطراونة والعضو النائب هدى العتوم بمشاركة كل من وزارتي التربية والتلعيم والتعليم العالي ونقابة المعلمين ودكاترة واساتذة فيزيائيين ومندوبين من الجمعية، لبحث القرارات الاخيرة والمضي قدما نحو الهدف المراد تحقيقه.
وقال الموسى ان قرارت التربية الاخيرة حققت انتصارا جزئيا لمادة الفيزياء على وجه الخصوص بجعلها مادة الزامية لطلبة التوجيهي الراغبين بدراسة التخصصات الطبية والهندسية ،إلا أن الانتصار الحقيقي المكتمل يكمن بالعودة لجعل جميع المواد العلمية اجبارية والزامية لطالب الفرع العلمي.
وتساءل الموسى عن كيفة خلو شهادة طالب علمي من مبحث الفيزياء أو أي مبحث علمي آخر ،لا سيما ان شهاداته سترفض في حال رغب الطالب الالتحاق بجامعات أجنبية وعربية خارج الأردن ،وأضاف أن هذا القرار يضعف شهادة الثانوية العامة الأردنية، بالاضافة لاضمحلال الطلب على الكوادر الاردنية مستقبلا والمعروفة بكفاءتها وقدراتها المرتفعة والمتميزة.
وقال ان اجتماع اليوم سيناقش الكثير من الجوانب ،مقترحا خلق مسارين لمادة الفيزياء وهي المعضلة الأكبر لطلبة العلمي، حيث يحتوي المسار الأول على مادة فيزياء متخصصة للراغبين بدراسة التخصصات الطبية والهندسية،والمسار الثاني فيزياء مبسطة لطلبة العلمي الراغبين بدراسات تخصصات غير ذلك ،مع رفضه الشديد لشطب الفيزياء من برنامج طالب العلمي.
وتابع القول بأن أي مجتمع يرغب بالنهوض والتقدم يجب ان يكون لديه المام بالمواد العلمية لا تهميشها ،مشددا على عدم السماح تحت اي ظرف من الظروف وحرصا على المصلحة الوطنية الغاء اي مادة علمية أو جعلها مادة اختيارية، في حين أن هنالك تطلعات لتحقيق انتصار كلي متمثل باعادة جميع المواد العلمية اجبارية لطالب العلمي دون اتاحة الاختيار فيما بينها وبعيدا عن الالتفاف على القرار.
وتوضيحا لمفهوم الالتفاف ،قال الموسى أن بعض الطلبة سيدرسون العلمي الخالي من مادة الفيزياء ويحصلون علامات مرتفعة في المواد المختارة ،وفي فترة الجامعة سيسعى الطالب لتحصيل تقدير ممتاز وتحقيق معدل عال لغايات التحويل إلى تخصص الطب أو الهندسة.
واختتم حديثه بالتشديد على ضرورة دراسة المواد العلمية كافة بما فيها الفيزياء،بغض النظر عن التخصص الذي يرغب الطالب دراسته في المرحلة الجامعية ،كون الفيزياء تدخل في جميع مناحي الحياة.
استاذ الفيزياء،ومؤسس تجمع معلمي الفيزياء حسن جبرين، أكد على ضرورة وجود التشاركية والتعاون بين أصحاب الشأن ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ،في ظل غياب واضح لذلك.
وقال أن العلاقة بين المعلمين ووزارة التربية و التعليم، وهي الممثل الأول عنهم، من المفترض أن تكون علاقة ودية لا ندية،مشيدا بدور وزارة التربية في السعي نحو النهوض بالتعليم،داعيا لأخذ مقترحاتهم بعين الاعتبار،والمتمثلة باجبارية المواد العلمية بعيدا عن الاختيارية.
ودعا اصحاب الشأن لمشاورة المعنيين والاستماع لما لديهم من محاذير ونقاط وتطلعات لعلها قد تغيب عن الوزارة، مؤكدا أن الرسالة لم تكتمل بشكل كلي وذلك لغموض تنسيق التعليم العالي،مشيرا في حديثه إلى أهمية المواد العلمية لطلبة العلمي والمواد الادبية لطلبة الأدبي .
واعتبر أن توجهات الوزارة في جعل المواد العلمية اختيارية من شانها أن تلحق الضرر بشكل واضح وملموس على المدى القريب في العملية التعليمية،مع ازدياد ظاهرة اقالة الكثير من معلمي الفيزياء في مدارس المملكة.
من جهته، عبر منسق الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، الدكتور فاخر الدعاس عن اسغرابه من العودة إلى قرار طبق عام 1997 واستمر لعام 1999 إلا انه أثبت فشله على مدى ال3 سنوات ،وتم التراجع عنه ،مستدلا بعدد المتقدمين الضئيل لمبحث الفيزياء وقتئذ ،والبالغ نحو 400 طالب وطالبة على مستوى المملكة من اصل 100000 ألف متقدم في السنة الواحدة،أي بواقع 1200 متقدم للفيزياء من اصل 300000 طالب وطالبة في 3 سنوات وخلال تطبيق قرار اختيارية الفزياء.
واستهجن عدم ابلاغ لجنة التربية النيابية وادارة الامتحانات بقرار الاختيارية من بين بعض المواد،حيث تم الكشف عن القرار في لقاء تلقزيوني مع وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز،بحسب الدعاس.
وقال ان القرار الأخير بالزامية الفيزياء للتخصصات الهندسية والطبية ، هو بمثابة خديعة من وزارة التربية لتمرير قرارها المتعلق بالاختيارية ومحاولة للتحايل ،بعدما سببت القرارات احتجاجا كبيرا من قبل الاكاديميين والاساتذة .
وأضاف أن اعادة النظر في الفروع والتخصصات الجامعية لا يجوز تطبيقه على طالب التوجيهي بل هذا القرار يجب ان يطبق في المراحل الاعدادية ،مع ضرورة أن يكون القرار ناتجا عن ترتيبات وتغذية راجعة واعادة نظر متكررة واستراتيجيات ولقاءات بالتعاون مع كافة الجهات المعنية لا من خلال مقابلة تلفزيونية في ظل غياب مشاورة لجنة التربية النيابية،واصحاب الشأن و الاختصاص.
واعترض الدعاس على جعل التوجيهي دورة واحدة من منطلق أن جميع دول العالم تعتمد على نظام الدورات المعتددة لتسهيل اجتيار "لتوجيهي"،قائلا أن الدورات التكميلية تحتاج لامكانيات مادية كبيرة جدا.
وحول اختيارية المواد العلمية،قال أنه لا يمكن اعتبار الفرع العلمي علميا مع وجود قرار اختيارية المواد ،متوقعا رفض الشهادات الاردنية من قبل الجامعات العربية والاجنية كما حصل منذ 19 عاما.
وفي ذات السياق لاقي الفيديو المنشور من قبل وزارة التربية والتعليم الشارح عن القرارات الأخيرة والمتعلق بطلبة التوجيهي 2018/2019 رواجا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي ،فيما شهد ترحيبا بين الطلبة من منطلق التخفيف عن كاهلهم زخم مادة الفيزياء ،حيث قال البعض أن لديهم تخوفات من الالتحاق بالفرع العلمي بسبب المبحث ذاته ، وبعد جعله مادة اختيارية سيقبلون على التخصص العلمي.//