ترامب يقيل تيلرسون ويعين بومبيو خلفا له

 واشنطن – ا ف ب

أقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب امس وزير الخارجية ريكس تيلرسون وعين المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) مايك بومبيو مكانه، لينهي بذلك مساراً صعباً خاضه قطب النفط الذي همشه الرئيس المتقلب على الساحة الدولية.

وزير الخارجية المقال الذي عاد فجر الثلاثاء من جولة في أفريقيا، لم يتحدث الى الرئيس قبل إعلان اقالته، ولم يتم ابلاغه بسبب اقالته المفاجئة، بحسب مسؤول اميركي بارز.

وصرح مسؤول بارز في البيت الابيض ان الرئيس اراد تغيير فريقه استعدادا لبدء محادثات مع كوريا الشمالية بعد الاعلان المفاجئ الاسبوع الماضي عن لقاء بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون.

ولم يغدق ترامب الكثير من المديح على وزيره السابق الذي انتشرت شائعات منذ زمن عن قرب اقالته.

وقال ترامب "لقد تم انجاز الكثير في الاشهر ال14 الماضية وانا اتمنى له ولعائلته التوفيق".

الا انه وفي تصريحات للصحافيين قبل توجهه الى كاليفورنيا، تحدث ترامب صراحة عن خلافاته مع تيلرسون، الرئيس السابق لشركة اكسون النفطية، بما فيها خلافات حول الاتفاق النووي مع ايران.

وفي شرح لقراره اقالة تيلرسون، قال ترامب "كنا متفقين بشكل جيد لكن اختلفنا حول بعض الامور"، مضيفا "بالنسبة الى الاتفاق (النووي) الايراني اعتقد انه رهيب بينما اعتبره (تيلرسون) مقبولا واردت إما الغاءه او القيام بأمر ما، بينما كان موقفه مختلفا بعض الشيء، ولذلك لم نتفق في مواقفنا".

وفي اعلانه اقالة تيلرسون في وقت سابق من الثلاثاء، اغدق ترامب المديح على بومبيو العسكري السابق وعضو الكونغرس الذي قاد السي اي ايه لنحو 14 شهرا، وقال انه يقوم ب"عمل رائع".

واضاف ان بومبيو "سيواصل برنامجنا باعادة مكانة اميركا في العالم وتقوية تحالفاتنا، ومواجهة خصومنا، والسعي الى نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية" واصفا الوزير الجديد بأنه "الشخص المناسب لهذه الوظيفة في هذا المنعطف الحاسم".

ودعا ترامب الى الاسراع في تأكيد تعيين بومبيو استعدادا لمرحلة من المحادثات الحساسة.

وعين ترامب جينا هاسبل، مسؤولة الاستخبارات المثيرة للجدل، على رأس وكالة الاستخبارات المركزية لتصبح اول امرأة تتولى هذا المنصب.

وتردد ان هاسبل اشرفت على "الموقع الاسود" التابع للسي اي ايه في تايلاند حيث تم تعذيب ابو زبيدة، المشتبه بأنه من تنظيم القاعدة، بالايهام بالغرق عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر.

- تيلرسون اراد البقاء في منصبه -

واتسمت فترة عمل تيلرسون في وزارة الخارجية بالاضطراب.

واجبر مرارا على نفي خلافه مع ترامب، وتعهد بالبقاء في منصبه رغم المعلومات التي تسربت عن وصفه مرة ترامب ب"الغبي".

وتيلرسون (65 عاما) هو شخصية مرموقة في عالم النفط. وخلال توليه مهامه على رأس الخارجية الاميركية واجه انتقادات من معارضي ترامب ودبلوماسيين سابقين ومن نخبة واشنطن السياسية.

وخلال عمله واجه مجموعة استثنائية من تحديات السياسة الخارجية من تهديدات كوريا الشمالية النووية الى الملف الروسي والهجوم على دبلوماسيين اميركيين في كوبا.

الا انه في اغلب الاحيان كان يعمل على التخفيف من وطأة اسلوب ترامب غير الدبلوماسي ومجموعة التغريدات التي يطلقها وتتسبب في توترات عالمية.

وكان تيلرسون بعيدا الاف الاميال ويقوم بجولة في افريقيا عندما اتخذ ترامب قراره المفاجئ بلقاء كيم، وعلق جولته بحجة انه "يشعر بتوعك".

وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الدبلوماسية ستيف غولدشتاين في سلسلة تغريدات

ان تيلرسون "كان يعتزم البقاء بسبب التقدم الملموس الذي تم احرازه في قضايا الامن القومي الحساسة. وقد أقام علاقات مع نظرائه".

وتابع أن الوزير "سيفتقد زملاءه في وزارة الخارجية، واستمتع بالعمل مع وزارة الدفاع التي أقام معها علاقة قوية استثنائية"، في اشارة الى العلاقات الوثيقة بين تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس.

شرح الصورة

صورتان لوزير الخارجية الاميركي السابق ريكس تيلرسون في 15 شباط/فبراير 2018 والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو في 12 كانون الثاني/يناير 2018