ميلان يستضيف الجريح أرسنال مع ذكريات 2012

الانباط - يسعى ميلان الإيطالي إلى استعادة شيء من المجد الأوروبي الغابر عندما يستضيف ارسنال الإنجليزي اليوم على ملعب "سان سيرو"، وذلك في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" في كرة القدم.
ويعود الفريقان بالذاكرة إلى العام 2012 حين تواجها في الدور ذاته لكن في مسابقة دوري الأبطال التي اعتاد الفريقان على المشاركة فيها، إلا أن تراجع مستواهما في الأعوام الأخيرة تسبب باكتفائهما في خوض غمار "يوروبا ليغ".
وفاز ميلان في حينها برباعية نظيفة في لقاء الذهاب الذي أقيم على أرضه بفضل ثنائية للبرازيلي روبينيو وهدف من السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، قبل أن يرد أرسنال بثلاثية نظيفة في الإياب سجلها خلال الشوط الأول، ثم عجز في الثاني عن الوصول الى الشباك لتكون بطاقة ربع النهائي من نصيب الفريق الإيطالي الذي خرج لاحقا على يد برشلونة الإسباني.
ويمر الفريقان بفترة متناقضة تماما، إذ استعاد ميلان بتشكيلته الشابة ومدربه الجديد لاعب وسطه السابق جينارو غاتوزو الأمل في المنافسة على احدى بطاقات دوري الأبطال، وبلغ أيضا نهائي مسابقة كأس ايطاليا حيث يتواجه مع غريمه يوفنتوس، ولم يذق طعم الهزيمة في مبارياته الـ13 الأخيرة في جميع المسابقات.
أما بالنسبة لأرسنال الذي تواجه ايضا مع ميلان في الدور ذاته من دوري الأبطال العام 2008 وخرج منتصرا (0-0 ذهابا و2-0 ايابا)، فرفعت مجددا اللافتات المطالبة برحيل مدربه الفرنسي أرسين فينغر الذي يشرف على الفريق اللندني منذ 1996، وذلك بعد تلقيه هزيمة جديدة وهذه المرة على يد مضيفه برايتون 1-2 الأحد في المرحلة 29 من الدوري الممتاز.
وازداد موقف فينغر حرجا بعد هذه الخسارة التي جاءت اثر ثلاث هزائم متتالية محليا ضد الجار توتنهام (0-1) في الدوري، ثم مرتين بنتيجة كبيرة 0-3 أمام مانشستر سيتي في نهائي مسابقة كأس الرابطة الأحد الماضي، والخميس في مباراة مؤجلة من المرحلة السابقة.
كما مني أرسنال بأربع هزائم متتالية في مختلف المسابقات للمرة الأولى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2002، إذا ما أضيفت إلى الخسارات المذكورة، خسارته في 22 شباط (فبراير) في إياب الدور الثاني للدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" على أرضه ضد اوسترسوند السويدي (1-2 لكنه تأهله لفوزه ذهابا 3-0).
وكان فينغر مدد الموسم الماضي عقده حتى 2019 رغم المطالبة بإقالته بعد فشل الفريق في التأهل إلى دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 1998.
وخلافا للمرات السابقة التي طالبت فيها الجماهير برحيل المدرب الفرنسي الذي لم يفز بلقب الدوري الممتاز منذ 2004، صوت الإثنين 88 بالمئة من مجموعة "ارسنال سوبورترز تراست" التي تضم ألف مشجع منتسبين رسميا إلى النادي، بضرورة اقالة فينغر في نهاية الموسم الحالي.
وقال متحدث باسم المجموعة الاثنين "الردود على استطلاع الرأي اظهرت مودة واحترام كبيرين لارسين، لكنها أظهرت ايضا وجهة النظر التي تقول بأنه لم يعد يتقدم بأرسنال الى الأمام"، مضيفا "رسالتنا للنادي هي أنهم يجب أن يكونوا استباقيين وأن يأخذوا القرار (باقالة فينغر) عاجلا وليس آجلا".
واعترف فينغر نفسه الخميس بعد الخسارة الثانية أمام سيتي، ان "هذا الموسم أسوأ من الموسم الماضي لأن الموسم الماضي فزنا بكأس انجلترا وحصدنا 75 نقطة. لا يمكن أن نكون في حالة نكران، لكن سنحلل الأمور في نهاية الموسم. لا تقلقوا، بإمكاني التعايش مع الواقع (امكانية رحيله)".
وفي ظل وجوده في المركز السادس بفارق 13 نقطة عن المركز الرابع الأخير المؤهل ألى دوري الأبطال، والذي يحتله جاره توتنهام، انحصر طموح "المدفعجية" بمسابقة "يوروبا ليغ" التي تشكل مفتاحهم لخوض دوري الأبطال الموسم المقبل، والأمر ذاته بالنسبة لميلان الغائب عن البطولة، المتوج بلقبها سبع مرات، منذ 2014 (خرج من ثمن النهائي على يد اتلتيكو مدريد الإسباني).
وعاد ميلان للمشاركة القارية هذا الموسم للمرة الأولى منذ أن اكتسحه اتلتيكو 5-1 بنتيجة مباراتي الذهاب والإياب، كما أنه يخوض المسابقة الأوروبية الثانية للمرة الأولى بصيغتها الجديدة "يوروبا ليغ"، إذ شارك بالمسابقة للمرة الأخيرة موسم 2008-2009 وخرج من ثمن النهائي على يد فيردر بريمن.
وسيكون ميلان الذي قد يجدد الموعد مع اتلتيكو كون الأخير وصل ايضا إلى ثمن نهائي المسابقة التي انتقل اليها من دوري الأبطال، أفضل حالا من أرسنال على الصعيد البدني ايضا بعد إرجاء مباراته المحلية الأحد ضد جاره اللدود انتر ميلان بسبب وفاة قائد فيورنتينا الدولي دافيدي استوري.