غواتيمالا تنقل سفارتها الى القدس !!!

  فارس شرعان

 

 

في خضم الموجه التي اتبعها الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني رفضت غالبية  دول العالم خلال تصويتها في مجلس الامن هذه الموجه بعد ان هدد ترامب الدول التي تصوت للقدس كاصمة لفلسطين بحرمانها من المساعدات الاقتصاديه ومن اجل ذلك صوت بعض الدول الصغيرة التائهه في بحار العالم ومحيطاته لصالح الكيان الصهيوني وبالتالي لصالح القرار الامريكي .

بل ان ثمة دول اخرى لم تكتف بالتصويت لصالح الكيان الصهيوني بل ان بعضها قرر نقل سفارته في اسرائيل من تل ابيب الى القدس بعد سبعين عاما من انشاء هذا الكيان وليس ادل على ذلك من جمهوريه غواتيمالا وهي احد جمهوريات الموز في امريكا اللاتينيه الواقعه الى جوار هندوراس والسلفادور وبنما انها سته دول في امريكا اللاتينيه او الوسطى تطلق عليها اسم جمهوريات الموز لكثرة ما يجود زراعة الموز فيها حيث يصدر الانتاج بكامله الى الولايات المتحده وهي بمجملها دول فقيره تعتمد اقتصادياتها على المساعدات الامريكيه وعلى المساعدات التي تقدمها الاساطيل الامريكيه لعمالها وتبلغ المساعدات التي تتلقها غواتيمالا من الولايات المتحده نحو 300.000.000 مليون دولار سنويا وهي كافيه مع واردتها من الموز على تلبية احتياجات هذه الجمهوريه وتلقب هذه الدول بجمهوريات الموز بسبب حاجتها المواد الخام وعدم وجود اقتصاديات قوية لها بحيث ان هذه الدول او احدها لا يمكنها مواجهه اي ازمة اقتصاديه وغير قادره على مواجهه اي كارثه طبيعية كثوره احد البراكين او مواجهه اعصار كذلك الذي يضرب بعض الولايات الامريكية الساحلية على الشرق او الجنوب وفي حال وقوع بعض هذه الظواهر فان حالة الطوارئ ينبغي ان تسود وان تعلن في البلاد

ويشير هذا المصطلح ( جمهوريات الموز ) الى الدوله التي تتبنى النظم الديكتاتوريه او التي تتسم بقدر كبير من الفساد كانتشار الرشوة والمحسوبية وقد ادرجت كوبا ضمن هذه الدول الا ان ثوره الكوبيه التي حررتها من السيطره الامريكية قد ازالت عنها هذه الصفه .

كانت غواتيمالا ولا تزال احدى جمهوريات الموز في امريكا اللاتينية التي تتلقى مساعدات امريكية مقابل ان تتنكب الخطى الامريكية في سياستها الخارجية وقد وعدت بنقل عاصمتها في اسرائيل من تل ابيب الى القدس الغربية وان تسير على الخطى الامريكية بهذا الصدد بعد ان قرر ترامب اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ووعد بنقلها في الرابع عشر من شهر مايو ايار المقبل اي بذكرى قيام الكيان الاسرائيلي وهكذا وعدت غواتيمالا وكلها امل بالحصول على مساعدات اقتصادية ومالية امريكية .

واذا كانت الاتصالات الامريكيه الاسرائيليه جاريه على قدم وساق للاحتفال بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس فان مثل هذه الاستعدادت قائمة على قدم وساق بين غواتيمالا والكيان الصهيوني لاقامة احتفال بهذه المناسبة بذكرى مرور سبعين عاما على زرع الكيان الصهيوني في خاصره الوطن العربي في فصل المشرق العربي عن مغربه وتكريس الكيان الغاصب كجسم غريب على الوطن العربي وهو ما اتفق عليه المشروعان الصهيوني والاستعماري الغربي بعد الحرب العالمية الاولى وانهيار الدول العثمانيه التي كانت تضم بلاد الشام والعراق وسواحل الجزيرة العربية وهي اخر ما كانت تسيطر عليه الدول العثمانية الاحتفال الذي سيقام في فلسطين المحتله في الرابع عشر من شهر ايار المقبل بمناسبة نقل السفاره الامريكية من تل ابيب الى القدس الغربية سيرافقه احتفال اخر بنقل سفاره غواتيمالا من تل ابيب الى القدس الغربية بحضور الرئيس الغواتيمالي وربما الرئيس الامريكي لان نقل السفارتين الامريكية والغواتيماليه يتزمنان مع الذكرى السبعين لنكبه فلسطين .

كما ان نقل السفارتين الامريكين والغواتيماليه يعني عيدا قوميا اسرائيلا باعتبار القدس عاصمة اسرائيل ويهود العالم بما يعنيه ذلك من كارثه فلسطين حيث سيطرت الحركه الصهيونية على ارض فلسطين وشردت شعبها واستولت على مقدسات فلسطين الاسلامية والمسيحية فيما تتنكر دول العالم بقرارات القانون الدولي التي تنص على حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير مصيره واقامه دولته المستقله على ترابه الوطني والقدس الشرقية عاصمتها .