منتخب الاسود الثلاثة يغيب عن المنصات لسنوات طويلة

 

لندن – وكالات

 

 

يقترن اسم الإنجليز دائما بأنهم مهد كرة القدم في العالم، وأصحاب الفضل في انتشار الساحرة المستديرة في العصر الحديث، إلا أنهم لا يملكون سوى إنجازا يتيما طوال 14 مشاركة في المونديال، عندما حصدوا اللقب في النسخة التي استضافوها عام 1996، بفوز مثير للجدل على ألمانيا الغربية بنتيجة 4-2، وسط 97 ألف متفرج بملعب ويمبلي. ساهم في هذا الإنجاز الوحيد للمنتخب الإنجليزي عدة نجوم، يبرز منهم بوبي تشارلتون الذي يعد حالة استثنائية بين نجوم جيل الستينيات والسبعينيات، بينما يأمل "الأسود الثلاثة" في إنجاز جديد بمونديال روسيا، الذي سيشهد المشاركة الأولى لنجم توتنهام وهداف الدوري الإنجليزي هاري كين.

"سير الكارثة" توج بوبي تشارلتون بالعديد من الألقاب المحلية بقميص مانشستر يونايتد، الذي تدرج بين فرق ناشئيه وشبابه حتى تم تصعيده للفريق الأول، وكان ضمن اكتشافات فريق الجواهر "باسبي بيبيز" الذي كونه المدرب الشهير مات باسبي. كما كان التتويج بلقب بطولة أوروبا للأندية بمسماها القديم عام 1968، من أبرز إنجازات بوبي تشارلتون مع المانيو خلال الفترة من 1956 إلى 1973. إلا أن كل هذه الإنجازات خرجت من رحم معاناة شديدة، وكارثة لن ينساها تشارلتون أو العالم بأكمله، حيث كان لاعب مانشستر يونايتد وأسطورته ضمن الأفراد الناجين من كارثة تحطم طائرة الفريق في ميونخ عام 1958 وراح ضحيتها عددا كبيرا من الجيل الذهبي للشياطين الحمر. وعلى مستوى كأس العالم، ظهر أسطورة مانشستر يونايتد في 4 نسخ متتالية من 1958 إلى 1970، وسجل 4 أهداف منها هدف في لقاء التتويج بالكأس الوحيدة عام 1966. كما فاز بوبي تشارلتون، الذي نال لقب "السير" بجوائز فردية عديدة، أبرزها الكرة الذهبية لأفضل لاعب في مونديال 1966 والكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم بالعام ذاته. كما كان تشارلتون الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي ومانشستر يونايتد، قبل أن يحطم واين روني هذين الرقمين قبل رحيله إلى إيفرتون مطلع الموسم الجاري، حيث امتاز الأسطورة الحية بالقوة البدنية والتسديد والانطلاقات السريعة من مركزه في وسط الملعب. هداف العالم هاري كين، الملقب من الصحافة البريطانية بالأمير، هو نجم توتنهام الأول، وهداف الدوري الإنجليزي في الموسمين الماضيين، كما يتقاسم صدارة اللائحة بالموسم الجاري متساويا مع محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول.

ولد كين في يوليو/تموز 1993، وبدأ مسيرته ناشئا صغيرا بفريق مغمور (ريدجواي روفرز) ومر على آرسنال لموسم وحيد، ثم خاض تجربة قصيرة مع واتفورد حتى استقر به الحال مع السبيرز منذ عام 2004. ورغم ظهوره متأخرا في أغسطس/آب 2011، إلا أن المهاجم الإنجليزي الشاب بات من نجوم توتنهام وأيقونة للفريق، ولكنه اكتفى بالعديد من الإنجازات الفردية دون إهداء ناديه اللندني أي بطولة.