كوريا الجنوبية توفد الاثنين مبعوثين خاصين الى كوريا الشمالية

كوريا الجنوبية توفد الاثنين مبعوثين خاصين الى كوريا الشمالية

سيول – ا ف ب

قرر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان ايفاد مبعوثين خاصين بينهم رئيس جهاز الاستخبارات اليوم الاثنين الى كوريا الشمالية لمناقشة سبل تعزيز الحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن بشأن الأسلحة النووية.

وقال المتحدث باسم الرئيس يون يونغ تشان امس الاحد ان مدير جهاز الاستخبارات الوطني سو هون ضمن الوفد الخاص الذي يضم عشرة اشخاص برئاسة كبير مستشاري مون الأمنيين تشانغ اوي يونغ، موضحا ان "المبعوثين الخاصين سيجرون مباحثات مكثفة بشأن قضايا ... تتضمن اجراء حوار بين الشمال والولايات المتحدة".

ويعتبر ارسال هذا الوفد الحلقة الأخيرة من مسلسل التقارب بين البلدين الذي بدأ خلال الألعاب الأولمبية الشتوية التي اختتمت في 25 شباط/فبراير وتميزت بعرض مشترك بين الكوريتين تحت راية موحدة.

لكن الركيزة الأساسية في حملة التقارب بين الكوريتين كانت مشاركة شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ في حفل الافتتاح، وهي الشخصية الأولى من العائلة الحاكمة في بيونغ يانغ التي تزور الشطر الجنوبي منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953.

وسعى مون من خلال الألعاب الاولمبية الى فتح حوار بين الشمال وواشنطن في خطوة تهدف الى خفض التوتر الناجم عن برامج كوريا الشمالية النووية والبالستية وتداعياتها على أمن المنطقة والعالم.

وقال المتحدث باسم رئيس كوريا الجنوبية ان مون اختار خمسة من كبار المسؤولين للمشاركة في الوفد بينهم سو هون الخبير في التعامل مع الشمال والمعروف بمشاركته في مفاوضات تنظيم القمتين الكوريتين السابقتين العامين 2000 و2007.

وسيجري الوفد الذي يغادر سيول بعد ظهر اليوم الاثنين ويعود الثلاثاء، محادثات حول ايجاد الظروف المناسبة لاجراء حوار بين بيونغ يانغ وواشنطن "من اجل نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وتحسين العلاقات بين الكوريتين"، وفق ما افاد يون يونغ الصحافيين.

ويضم الوفد كذلك نائب سو في جهاز الأمن القومي وتشون هاي سونغ نائب الوزير في وزارة الوحدة التي تعنى بمسائل الحدود.

وسيلتقي "كبار المسؤولين في كوريا الشمالية" ثم يسافر الى الولايات المتحدة لعرض نتائج مهمته، وفق يون.

- تخفيف الشروط -

نفذ الشمال السنة الماضية أقوى تجاربه النووية وأجرى عدة تجارب صاروخية بينها على صاروخ قادر على بلوغ البر الأميركي، بحسب خبراء، في تحد للعقوبات الدولية.

وتبادل الزعيم الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب التهديد بشن الحرب وشتائم شخصية متسببين بزيادة التوتر قبل فترة من الهدوء سبقت الألعاب الشتوية.

والاسبوع الماضي، قال مون الذي يدعو الى الحوار مع الشمال ان على واشنطن ان "تخفف شروط الحوار". لكن الولايات المتحدة رفضت اي حوار قبل أن ينزع الشمال سلاحه النووي وشددت العقوبات على نظام كيم الشهر الماي.

والسبت، دعا المتحدث باسم وزارة خارجية بيونغ يانغ الولايات المتحدة الى التخلي عن شروطها المسبقة للحوار، واصفا اصرار الولايات المتحدة على فرض شروط بانه "سخيف".

واضاف المتحدث الذي لم يذكر اسمه، "لدينا نية لحل القضايا بطريقة دبلوماسية وسلمية من خلال الحوار والمفاوضات، لكننا لن نتسول الحوار".

وأكد الشمال انه لا يعتزم التخلي عن السلاح النووي الذي يعتبره كيم "سيف العدالة الثمين" لحماية بلاده في وجه اجتياح اميركي محتمل.

- الظروف المناسبة -

وجهت كيم يو جونغ خلال زيارتها للجنوب الشهر الماضي دعوة للرئيس مون لزيارة بيونغ يانغ وعقد لقاء قمة مع شقيقها.

لكن مون رد بالتاكيد على ضرورة ايجاد "الظروف المناسبة" للحوار، مقترحا اتخاذ خطوة باتجاه نزع السلاح النووي نزولا عند طلب واشنطن.

وقد يكون الوفد الى كوريا الشمالية خطوة أولى باتجاه خلق هذه الظروف، وفق تشيونغ سيونغ تشانغ، المحلل لدى معهد سيجونغ.

وقال تشيونغ "لا يمكن أن تتوقع منهم التوصل الى اي اتفاق مهم خلال هذه الرحلة وحدها، ولكن ربما يتمكنون على الأقل من مناقشة طرق تفضي الى وقف اجراء الشمال تجارب جديدة على الصواريخ البالستية العابرة للقارات".

تقدم تجارب بيونغ يانغ الصاروخية مؤشرا على تطور سريع في تكنولوجيا الصواريخ أثارت قلق الولايات المتحدة ودفعت البعض في واشنطن الى اقتراح شن هجمات استباقية على الشمال.

وقال تشيونغ "ربما يمكنهم البدء من هذه النقطة في مسعى لمناقشة امكان تعليق أنشطة الشمال النووية والصاروخية في المستقبل".

شرح الصورة

الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان وزوجته كيم جونغ سوك وابنة الرئيس الأميركي ايفانكا ترامب والجنرال الكوري الشمالي كيم يونغ شول وقائد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية