إيران تتجاوز "خطا أحمر" إسرائيليا ببناء قاعدة صواريخ

الصراع الاكبر   بين اسرائيل وايران قادم

إيران تتجاوز "خطا أحمر" إسرائيليا ببناء قاعدة صواريخ

 

الانباط - مامون العمري

يبدو ان المناوشات  المتقطعه والتصريحات الاتهامية ما بين اسرائيل وايران  قاربت على الانتهاء ، وبالوقت الذي يبدو محور الصراع في سوريا لكن العلاقة المتوترة ليست وليده اللحظة السورية فحسب بل تتجاوزها الى اعماق تاريخية ، وفي الانباط افتح الملف  بحتا ومتابعة ، ونحن نستشرف مع تطور الاحداث الى مواجهة مفتوحة عسكريا ، في مسعى من كلا الطرفيين في  فرض نفسه شرطيا لمنطقة الشرق الاوسط التي ما عرفت السكون والهدوء منذ عقود .

البعض قد لا يتفق مع هذا الرأي والرؤية ، ويجد  ان هناك اتفاق بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى يسمح لإيران بالتمدد واستعداء العرب للتخفيف من العداء العربي لاسرائيل. بعبارة أخرى هناك اتفاق بين اسرائيل وإيران على تقاسم العداء مع العرب، فبدلاً من أن تظل إسرائيل البعبع والعدو الوحيد للعرب في المنطقة تتقاسم العداء مع إيران بحيث يخف الضغط على إسرائيل، ولهم في ذلك ايضا مبررات وادلة وبراهين قد لا نتوافق معها  بالمجمل لكننا ندرك  وكما يقول الاعلامي والكاتب السوري  فيصل القاسم في مقالة له "هناك اتفاق بين اسرائيل وإيران على تقاسم العداء مع العرب، فبدلاً من أن تظل إسرائيل البعبع والعدو الوحيد للعرب في المنطقة تتقاسم العداء مع إيران بحيث يخف الضغط على إسرائيل. ولو نظرنا الآن لوجدنا ثمرات هذا الاتفاق على الارض. ألم يصبح غالبية العرب ينظرون إلى إيران على أنها أخطر عليهم من اسرائيل؟ وبالتالي، فإن كل العداء هذا الظاهر بين الصفيوني والصهيوني مجرد ضحك على الذقون. أما الخوف الإسرائيلي من الوجود الإيراني في سوريا ولبنان فقد أصبح نكتة سمجة لم تعد تنطلي على تلاميذ المدارس.

كيف سهّلت أمريكا وإسرائيل لإيران الخمينية أن تتمدد حتى تصل إلى حدود إسرائيل. ألم يرفع الإمام الخميني عند وصوله إلى السلطة في إيران في نهاية سبعينيات القرن الماضي قادماً من بلاد الغرب «اللعين»، شعار محاربة الشيطان الأكبر، ألا وهي أمريكا وكل الجهات المتحالفة معها في الشرق الأوسط؟ ألم تكن إسرائيل على رأس قائمة الجهات التي استهدفتها القيادة الإيرانية الجديدة التي استلمت مقاليد الحكم بعد الثورة؟ ألم نسمع وقتها كيف بدأ الإيرانيون الجدد يرفعون شعار تحرير القدس وإغراق الصهاينة بالماء

وبما أن النظام الإيراني الجديد رفع منذ بداية الثورة شعار القضاء على الصهيونية، فكيف سمحت له إسرائيل وأمريكا أن يتغلغل في سوريا جارة «الصهيونية» المباشرة بهذا الشكل الرهيب، بحيث أصبحت سوريا على مدى عقود بعد الثورة الإيرانية (عدوة الامبريالية والصهيونية)، أصبحت مربط خيل إيران في المنطقة؟ يبدو أيضاً أن الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية أثناء التغلغل الإيراني في سوريا والهيمنة عليها كانت نائمة، ربما بسبب التعب، أو بعد تناول وجبة ثقيلة من الأسماك، فاستغلت إيران الغفوة أيضاً، ووصلت إلى حدود «الكيان الصهيوني» لتهدده مباشرة. وها هو الحرس الثوري الإيراني الذي يريد أن يدمر الصهاينة يصول ويجول الآن في سوريا حتى وصل إلى تخوم الجولان، وإسرائيل «المسكينة» غافلة عنه."

 ومؤخرا نطالع في صحيفة الديلي تلغراف تقريرا من القدس لراف سنشيز بعنوان "إيران تتجاوز ‘خطا أحمر‘ إسرائيليا ببناء قاعدة صواريخ".

وتفيد التقارير بأن صور أقمار اصطناعية تظهر أن إيران أنشأت قاعدة خارج العاصمة السورية دمشق لتكون بها صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل، بحسب معد التقرير.

وقال سنشيز إن ذلك يعد تجاوزا لـ"خط أحمر" بنظر الحكومة الإسرائيلية التي تحاول جاهدة منع الإيرانيين من تعزيز وجودهم في سوريا.

وأردف أن الصور التي التقطتها شركة أقمار اصطناعية إسرائيلية تظهر، في ما يبدو، مستودعي صواريخ في القاعدة، مشيراً إلى أنها تبعد 8 أميال من شمال غرب دمشق، وأنها تدار من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفقا لما نقلته فوكس نيوز.

وتابع بالقول إنه إذا ثبت وجود أسلحة إيرانية في هذه القاعدة، فإن ذلك سيزيد من حدة التوترات بين إسرائيل وإيران بشأن سوريا التي تفاقمت في الفترة الأخيرة.

وأشار سنشيز إلى أن هذه التوترات تفاقمت في بداية شهر فبراير/شباط جراء سقوط مقاتلة إسرائيلية من طراز أف -16 وحديث إسرائيل عن إسقاط طائرة إيرانية دون طيار داخل الأراضي الإسرائيلية.

وأوضح أن الدبلوماسيين الغربيين والأمم المتحدة لطالما حذروا من أن حوادث مماثلة قد تتطور بسهولة إلى صراع كبير، وهو ما قد يجعل إسرائيل تواجه إيران وحلفاءها في لبنان وسوريا.

وقال إن أحد الخطوط الحمراء الإسرائيلية يتمثل في منع إيران من استخدام تحالفها مع الرئيس السوري بشار الأسد لبناء قواعد عسكرية دائمة في سوريا.

وذكر بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر من قبل من أن إيران تتجاوز "هذه الخطوط الحمراء".

 

ويبدو أن إسرائيل عازمة على إجبار الجهات الفاعلة الرئيسية على الاعتراف بأن مصلحتها تكمن في الحد من الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وذلك من خلال ضرب القوات والمنشآت السورية المضادة للطائرات التي يتمركز فيها الأفراد الإيرانيون.

 وإذا تجاهل القادة الإيرانيون هذه المصلحة، فإنهم يهددون بجر [المنطقة] إلى تصعيد عسكري سريع.

وفي إسرائيل، صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والعديد من القادة العسكريين مراراً وتكراراً أن مصدر قلقهم الرئيسي هو منع “ترسيخ” الجيش الإيراني على حدودهم الشمالية الشرقية.

وخلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، حذّر نتنياهو من أن إسرائيل لن تقبل قيام طهران بتطوير قدراتها الإنتاجية للصواريخ المتقدمة في سوريا ولبنان، وأنها “ستعمل على منع إيران من إنشاء قواعد عسكرية دائمة في سوريا، لقواتها الجوية والبحرية والبرية”.

وفي الوقت الذي يوجّه فيه «حزب الله»، الوكيل الرئيسي للجمهورية الإسلامية، أكثر من 100 ألف صاروخ باتجاه إسرائيل، تتزايد المخاوف من قيام جبهة مشتركة بين لبنان وسوريا.

يقول ديفيد ماكوفسكي هو زميل “زيغلر” المميز ومدير مشروع عملية السلام في تحليل نشره معهد واشنطن:

على الرغم من أن إسرائيل لا تسعى إلى التصعيد العسكري في سوريا، إلّا أنها عازمة على عدم السماح لإيران بتطوير قدرتها العسكرية التي من شأنها تغيير المعادلة على حدودها الشمالية. ولا شك في أن المسؤولين الإسرائيليين سيحافظون على هذا الموقف حتى لو اضطروا إلى مواصلة التصرف بمفردهم، وإن كان ذلك بمساعدة غير مباشرة من موسكو وواشنطن.

وهذا يعني أن الجهود الإيرانية المستمرة لتعزيز وجودها العسكري في سوريا قد تترافق على الأرجح مع ضربات إسرائيلية متزايدة.

وفي مرحلة ما، قد تؤدي الجهود الإيرانية المتواصلة إلى إقناع إسرائيل بأن عملية الردع قد فشلت. إن التنبؤ بهذه المرحلة أمر صعب، ولكن إذا حصل ذلك، ستصبح احتمالات التصعيد في سوريا، وربما حتى الصراع الإسرائيلي – الإيراني المباشر، أكثر ترجيحاً.

لقد جذبت الاشتباكات التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي اهتماماً دولياً، وذلك لأسباب متنوعة. فقد شكّلت أول سابقة يتم فيها إسقاط طائرة مقاتلة إسرائيلية فوق الأراضي السورية منذ مطلع الثمانينيات. وعلاوة على ذلك، كانت تشكّل الطائرة المعنية جزءاً من عملية استهدفت مركزاً للقيادة الإيرانية داخل قاعدة سورية – وهي خطوة غير مسبوقة نظراً لأن الغارات الإسرائيلية في سوريا تركّز عادة على القوات المتميزة لـ «حزب الله».

وقد جاءت تعليمات القصف الجوي من مركز القيادة في أعقاب تسلل طائرة استطلاع إيرانية داخل إسرائيل، وبالتالي، فإن تبادل الهجمات قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد وأياً كان الحال، يقول “ديفيد ماكوفسكي” يبدو أن إسرائيل حريصة على بعث رسائل إلى عدّة جهات فاعلة:

نظام الاسد

على الرغم من مزاعم انتصار الأسد في سوريا، بدعم من إيران، لا يصب في مصلحة إسرائيل الاستراتيجية أو المعنوية، إلّا أنّه يبدو أنّ تل ابيب  تدرك أنها لا يمكن أن تؤثر بشكل حاسم على حصيلة الحرب. لذلك، فقد زادت التركيز على تغيير دور إيران هناك. وتحقيقاً لهذه الغاية، تريد من دمشق أن تدرك ثمن السماح لإيران بإيواء أفرادها العسكريين في القواعد السورية.

ويقيناً، أن بشار الأسد يدين بالفضل للإيرانيين لمساعدتهم على إنقاذ حكمه. لذلك، وبكل بساطة، لا يمكنه إملاء الأوامر عليهم. ولكن، إذا استمرت إسرائيل بالتسبب في وقوع خسائر عالية التكاليف بسبب انخراط إيران، فقد يضطر الأسد أن يطلب – سواء بشكل مباشر أو عن طريق روسيا – أن تتراجع إيران عن وجودها.

وفي هذا السياق، أظهر النظام السوري بالفعل علامات تدل على محاولته إقناع طهران بهذا الخصوص؛ ووفقاً لما ذكره مسؤولون إسرائيليون، فخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الأركان الإيراني لدمشق، ظلّ منتظراً لأن الأسد تأخّر في توقيع أي التزامات عسكرية طويلة الأجل.

وعند الإشارة إلى دمشق، يبدو أن قوات “جيش الدفاع الإسرائيلي” تميز بين الأنشطة العسكرية المحلية لنظام الأسد ودور إيران في دعمها. وقد بعث كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين رسائل إلى الأسد عبر أطراف ثالثة تشير إلى أنهم لا يعارضون تمديد نطاق سيادته في سوريا بمفرده، ولكنهم سيعتبرون الوضع مختلفاً جداً إذا فعل ذلك مع إيران و «حزب الله» والميليشيات الشيعية الأخرى.

•إيران:

كان المقصود من هذه الضربات أيضاً أن تكون بمثابة تحذير بأن “جيش الدفاع الإسرائيلي” لن يقبل بالأنشطة العسكرية الإيرانية أو المنشآت التي تهدد إسرائيل. وخلافاً لما ورد في بعض التقارير، لا تشكل هذه الضربات رداً على عقود الفوسفات الإيرانية الأخيرة أو غيرها من التحركات الاقتصادية في سوريا.

وبالأحرى، يهدف المسؤولون الإسرائيليون إلى عرقلة تطوير الهياكل الأساسية العسكرية الكبرى مثل الموانئ، والمطارات، والقواعد التابعة لوحدات «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني، أو مرافق إنتاج الصواريخ الدقيقة التوجيه التابعة لـ «حزب الله».

وقد شنت إسرائيل غارات أخرى في الأشهر الأخيرة لتثبت أنها لا تقبل ببعض حالات الترسيخ المحددة ولتؤكد على [عدم تجاوز] خطوطها الحمراء. وفي أيلول ، أفادت التقارير أن إسرائيل أصابت منشأة بالقرب من بلدة مصياف في شمال غرب سوريا، حيث أفاد مسؤولو “جيش الدفاع الإسرائيلي” بأنها تُستخدم بهدف تطوير الصواريخ القديمة بشكل كبير.

وفي كانون الأول ، قصفت إسرائيل ثكنة تابعة للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في مدينة الكسوة التي تبعد 50 كيلومتراً عن حدود الجولان. وقد اتخذت مراراً إجراءات انتقامية ضدّ «حزب الله» لانتهاكه منطقة تخفيف التصعيد في جنوب سوريا.

•الولايات المتحدة:

 في أعقاب الغارات الأخيرة، أصدرت إدارة ترامب بيانات تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لم تقدم أي مساعدة عسكرية (على الأقل علناً) للعمليات ضد القوات الإيرانية في سوريا. وفي هذا الصدد، أعلنت واشنطن أنها تعتزم إبقاء نحو ألفي جندي شرقي نهر الفرات في شمال وشرق سوريا. ولا تزال مهمتهم غير واضحة المعالم، باستثناء هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وركزت الإدارة الأمريكية أيضاً على إدارة التوترات التركية -الكردية، من خلال زيارة كل من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت رايموند ماكماستر إلى أنقرة مؤخراً.

وفي المقابل، هناك بعض المؤشرات الملموسة على الأرض بأن واشنطن تحاول جاهدة الحدّ من النشاط الإيراني في سوريا، فضلاً عن التصريحات العامة التي أدلى بها تيلرسون ومفادها أن استمرار الوجود العسكري الأمريكي يهدف جزئياً إلى كبح نفوذ طهران المحلي.

وقد أعرب بعض مسؤولي “جيش الدفاع الإسرائيلي” عن أملهم في أن الانتقادات المتكررة للرئيس ترامب تجاه طموحات طهران في المنطقة قد تنذر بإمكانية القيام بجهد عسكري أمريكي أوسع نطاقاً ضد النشاط الإيراني في سوريا، ولكن البعض الآخر لا يزال متشككاً.

وعلى أقل تقدير، قد يساعد الوجود الأمريكي على طول الحدود السورية -العراقية على منع إيران من نقل الأسلحة إلى «حزب الله» وغيره من الجهات الفاعلة عن طريق البر. بيد أنه بسبب مجموعة من الحساسيات السياسية، من المرجح أن تكون إسرائيل حريصة على عدم استدراج واشنطن إلى القيام بعمل عسكري مباشر ضد المواقع الإيرانية.

وفي الوقت الراهن، من غير الواضح ما إذا كانت المخاطر التي تشكلها الغارات، التي شُنّت في نهاية الأسبوع الماضي، سوف تحفّز واشنطن على تغيير سياستها بأي طريقة تراها مناسبة. على سبيل المثال، هل سيؤدي خطر اتساع رقعة النزاع بين إسرائيل وإيران إلى جعل الإدارة الأمريكية أكثر حذراً إزاء التصعيد، وأكثر نشاطاً في متابعة محادثات السلام في جنيف بشأن ترتيب سياسي جديد في سوريا، وأكثر استعداداً لتنسيق التدابير الأمريكية في المنطقة مع تركيا وإسرائيل؟

•روسيا:

 في إسرائيل تعتبر روسيا أملها الأكبر في الحد من أنشطة إيران في البلد المجاور، على الأقل في المدى القريب. وليس من قبيل المصادفة أنّ نتنياهو زار الرئيس فلاديمير بوتين سبع مرات خلال العامين ونصف العام، منذ أن بدأت موسكو تدخلها في سوريا. ونظراً للمنافسة بين روسيا وإيران بشأن سوريا ومخاوف موسكو من توسيع الحرب، يأمل المسؤولون الإسرائيليون بأن تنظر موسكو إلى ضربات “جيش الدفاع الإسرائيلي” بمثابة تحقُّقْ مرحب به بشأن نفوذ إيران.

ويعتقدون أيضاً أن دمشق تحتاج إلى روسيا أكثر من حاجتها إلى إيران، خاصة بعد تحقق هدف الحفاظ على حكم الأسد.

وفي هذا الصدد، يقول “ديفيد ماكوفسكي” أظهرت روسيا استعدادها للتسامح مع الغارات الإسرائيلية، التي توفر وسيلة أسهل بكثير للحدّ من وجود إيران في سوريا بدلاً من أن تقوم موسكو بذلك. كما أن كبار مسؤولي “جيش الدفاع الإسرائيلي” مسرورون جداً لأن روسيا لم تسمح لإيران ببناء بنية تحتية عسكرية جديدة بالقرب من المنشآت الروسية في ميناء طرطوس في سوريا أو “قاعدة حميميم الجوية”، وهو أمر لطالما رغبت طهران بالقيام به بهدف ردع الهجمات الإسرائيلية أو أي جهات فاعلة أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، امتنعت روسيا عن استخدام أنظمتها المتقدمة المضادة للطائرات من طراز “S-400” للتصدي للضربات الإسرائيلية.

وعلى الرغم من أن بوتين يبدو مستعداً لتقييد عمليات طهران في سوريا ورفض طلبات [إقامة] قاعدة لها هناك، إلا أنه لم يتخذ أي إجراءات عسكرية ضد المنشآت الإيرانية هناك. وفي الوقت الراهن، لا يزال التحالف مع طهران يخدم المصالح الإقليمية لروسيا، كما أنّ أهداف الكرملين هي أكثر تماشياً مع إيران من اتساقها مع إسرائيل. وتُعتبَر الجمهورية الإسلامية مشترياً كبيراً للأسلحة الروسية، وقد تضافر كلا البلدين مع «حزب الله» ليحولوا دون إسقاط الأسد.

ويقول “دينيس روس” المفارقة الكبرى فهي أن ترامب لم يضع بعد أي سياسات عملية تتناسب مع أقواله. صحيح أنه صنّف كيانات إيرانية كمنظمات إرهابية من أجل فرض عقوبات مالية عليها، وكذلك فعل أوباما.

 

نيويورك تايمز: شبح حرب إيرانية إسرائيلية في سوريا يلوح بالأفق

 

 ونعود الى تعزيز ما ذهبنا اليه في هذه المادة التحليلية  الى قراءة ما نشرته نيويورك تايمز الأمريكية  مؤخرا إن "شبح حرب إيرانية إسرائيلية في سوريا يلوح في الأفق"، وذلك عقب إسقاط طائرة إسرائيلية من نوع إف 16 إسرائيلية فوق سوريا، مؤكدة أن العديد من القوى التي تتصارع فوق الأراضي السورية يمكن أن تتقاطع وتسهم في اندلاع مواجهة كبيرة.

وكانت طائرة إسرائيلية قد تعرضت لنيران أرضية في أثناء مهمة لها فوق الأراضي السورية لاستهداف مواقع تابعة لإيران وأخرى لقوات النظام السوري؛ ما أدى إلى سقوطها داخل فلسطين المحتلة.

الأحداث المتسارعة التي جرت السبت فوق سوريا تهدد، حسب الصحيفة، بزيادة الأزمة، خاصة في حال تحولت أرضها إلى ساحة للصراع الإيراني الإسرائيلي.

ويقول روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، إن التصعيد الأخير يثير المخاوف من صراع مباشر بين إسرائيل وإيران في سوريا، وهو وضع خطر ينسف كل الخطوط الحمراء المتبادلة التي كانت سائدة من قبل.

ويضيف ساتلوف: إن "لروسيا وتركيا وأمريكا قوات في سوريا ما يجعل جبهات القتال متعددة ومختلفة العناوين، وهو ما يعني زيادة التعقيدات، خاصة مع مطاردة بقايا فلول تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتشددة".

وشهد الأسبوع الماضي سقوط ثلاث طائرات مختلفة؛ إحداها روسية على يد فصائل سورية معارضة، والثانية إسرائيلية بنيران سورية (النظام)، وأخرى تركية خلال العملية العسكرية في عفرين.

وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل نفذت عشرات الضربات الجوية داخل سوريا خلال السنوات الماضية، واستهدفت -في العديد منها- ما قالت إنها مخازن أسلحة متقدمة أو قوافل تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني، كما هاجمت عدداً من المرافق العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد، إضافة إلى قاعدة إيرانية تحت الإنشاء.

ويرى محللون أن مواجهة السبت هي "أول مواجهة مباشرة بين القوات الإيرانية المتمركزة في سوريا وإسرائيل، ما يفتح المجال واسعاً أمام سيناريوهات عديدة خلال الفترة المقبلة".

تحطم الطائرة شكل ضربة قاسية لهيبة إسرائيل، كما أنه يمكن أن يشكل تغييراً كبيراً بعد سنوات من العمل ضد أهداف في داخل سوريا، حسب ما قالت الصحيفة.

أضافت: "سبق لدمشق أن ادعت أنها أسقطت مقاتلة إسرائيلية ليتبين كذب هذا الادعاء بعد ذلك، إذ إن آخر طائرة إسرائيلية أسقطت بنيران سورية كانت في ثمانينات القرن الماضي".

وفيما يتعلق بوجهة نظر "حزب الله" فإن إسقاط الطائرة يعد بداية مرحلة استراتيجية جديدة، ستحد من استغلال إسرائيل للمجال الجوي السوري، وهذه التطورات تعني أن المعادلات القديمة انتهت بشكل قاطع.

واعتبرت الصحيفة أن "هذه هي المرة الأولى التي تفي بها الحكومة السورية بوعودها بإسقاط طائرات إسرائيلية بعد سنوات من التهديدات".

ويرى ستيفن سيمون، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في كلية "امهرست"، أن هذا الحادث "سيتم احتواؤه في الوقت الحالي، لكن يبقى الوضع في المنطقة متقلباً للغاية".

ويشير سيمون إلى أن الأوضاع في الشرق الأوسط "تغلي"، متسائلاً: "هل سيسعى البيت الأبيض إلى اتباع سياسة ضبط النفس؟ ".

ويضيف: "الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تُفكرا بطبيعة عملياتهما في سوريا، فإذا كانتا تريدان تطبيق نظرية المطرقة والسندان ضد الوجود الإيراني في سوريا، فسنشهد تصعيداً في جبهات القتال المختلفة".

وتنقل الصحيفة الأمريكية عن عاموس يادلين، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والمدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قوله إن إسرائيل لديها القدرة على تدمير المشروع الروسي الإيراني في سوريا.

أما ستيفن سليك، العضو السابق في المخابرات الأمريكية، فيرى من جهته عدم وجود "حافز لدى الإيرانيين أو الروس أو السوريين لجر إسرائيل إلى مواجهة عسكرية؛ لأن ذلك لن يكون بمصلحة أي أحد منهم"