الملك محذرًا المسؤولين: أراقب تواصلكم مع الشارع الأردني

الملك محذرًا المسؤولين: أراقب تواصلكم مع الشارع الأردني

 

حسين الجغبير

 

للمرة الثانية، وخلال فترة وجيزة سارع جلالة الملك إلى توجيه رسالة هامة لأي مسؤول لا يقوم بواجباته تجاه المؤسسة التي يديرها، بتأكيد جلالته خلال لقائه عددا من وجهاء بني صخر ومتقاعدين عسكريين أول من أمس أنه يراقب أداء هؤلاء المسؤولين في كافة مواقعهم، وأن من لا يريد الخروج من مكتبه ليتحدث إلى المواطن في الشارع فليغادر موقعه.

تأكيد جلالته على أن الاحتكاك بالشارع ومعرفة هموم المواطنين واحتياجاتهم ومتطلباتهم، هو السبيل الحقيقي لتأدية واجب خدمة المواطن اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، فمن غير المعقول أن "يتقوقع" المسؤول خلف كرسية يتمتع بدفء الشتاء، وبرودة الصيف، تاركا وراءه ملفات لن تحل إلا من خلال لمس نبض الشارع.

إن المفهوم الدارج لدى أغلب المسؤولين في الأردن، أن المنصب عبارة عن وجاهة ومشيخة وسلطان، وهذا ما أفقد المواطن ثقته بكافة المسؤولين الذين باتوا بنظرهم يشكلون عبئا على الدولة، خصوصا أولئك الذين لا يقدمون أفكارا تطويرية، ونهضوية، لدفع عجلة التقدم إلى الأمام، تلك العجلة التي ينعكس تحركها على المواطن.

في حديث جلالته، الذي بدأ أمس زيارة هامة إلى الهند، مع طلبة الجامعة الأردنية مؤخرا، أكد على العمل الميداني، ضاربا مثلا على ذلك بتأكيده على أهمية أن ترسل الحكومة أسبوعيا وفدا إلى الهند، على سبيل المثال، لفتح آفاق الاستثمار معها، كلمات عابرة ألقى بها جلالته، وها هو يضرب خير مثال على ضرورة تحرك المسؤول بتوجهه إلى الهند لبحث العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين وسبل النهوض بها لما لذلك من فائدة اقتصادية قد تعود على الوطن.

الملك لم يتخذ من أريكة مكتبه وسيلة للراحة والسبات، ولم يدر المملكة من وراء طاولة خشبية، تحتضن هاتفا وجهاز كمبيوتر، بل تجده يوميا في زيارات ميدانية وجولات تفقدية يلتقي كافة شرائح المجتمع شمالا وجنوبا، وشرقا وغربا، يستمع إليهم، يهمس في آذانهم، يتبادل وإياهم الأمل بغد أفضل يعم المملكة، يقف على احتياجاتهم، ويوجه بتوفير كافة السبل لحلها.

الملك أشار خلال اللقاء أول من أمس، إلى الجهود الحثيثة الدافعة بالمسؤولين إلى العمل وبأسلوب قاسٍ أحياناً بقوله جلالته "أنا أصبح قاسياً جداً  على مسؤولي الدولة وأقول لهم عندكم أسابيع أو شهور لتسيروا من (أ) الى (ب) أو تروحوا".

قسوة جلالة الملك هذه، هي مطلب كل أردني، شيخا، أو طفلا، أو شابا، أو إمرأة، فهي الأمل الأخير نحو دفع كل مسؤول تجاه القيام بواجباته تجاه الموقع الذي يعمل به، خدمة للوطن، وتحقيقا لأهداف الإصلاح الاقتصادي، والاجتماعي، الذي بتحقيقه نكون قد وصلنا لأردن أفضل.

نأمل من كل مسؤول الاستماع لحديث الملك، وتطبيقه على أرض الواقع، لأن جلالته واضح، فهو يراقب بتمعن ما يجري ولا شك لدينا نحن الأردنيين بأنه في النهاية ذاهب إلى محاسبة كل من تسول له نفسه الاستكانة والطمأنينة على موقعه، فحديث الملك ليس ذر رماد في العيون.//