انتقائية الموت والدمار
انتقائية الموت والدمار
عامر الحباشنة
ها نحن ندخل عامنا الثامن من عصر الدمار العربي الشامل للحجر والبشر، ومنذ بدء متتالية الاحداث والعبث في أحلام وطموحات الشعوب، اي منذ امتطى شر الفرسان خيول أحلام الشعب العربي بالتغيير ومنذ بدأت الخطط تصنع في دوائر عواصم القرار لتقسيم المقسم وإعادة تعريف الشعوب وتفكيك الدول وتدمير الحواضر.. ونحن منقسمون حول ما جرى ويجري، تقودنا النزوات والعصبيات والعناوين الفرعية طائفيا ومذهبيا وسياسيا، منقسمون ليس لاننا كذلك بل لاننا اصبحنا أدوات تحركها مفاعيل الإعلام الموجه بكل اصنافه فضائيا وتواصلا اجتماعيا... واصبحنا كل طرف يقود ما يرى انها معركته ويعبد اصنامه الإعلامية والخبرية تحت شعارات التوحيد والوحدة والفرق الناجية وهلم جرا...
نمارس العمى والحول والانتقائية بوعي وعلى الاغلب بدونه..فسقط العقل واستفحل النقل وهكذا دواليك فكل حزب بما لديهم فرحون.. فنظرة مراجعة وجردة حساب لعناوين وحملات الإعلام والتعاطف الإلكتروني منذ حرق البوعزيزي نفسه...نجد أننا دخلنا دوامة لسنا صناعها ولسنا من يمتلك تفاعلاتها...دوامة نحن ضحاياها ناهيك عن ضحاياها الكثر من مشردين ومقتولين ومدمري الحرث والنسل.
فعلى رقعة الشطرنج العربية لا فرق بين الابيض والأسود ما دام الجميع تحركه أدوات خارجية.. لذلك اصبحنا أدوات وفقط يستخدمون غرائزنا ويثيرون عواطفنا ويعبثون باقدس مقدساتنا ونحن منجرفون في ذاك المخطط الممنهج والمعد لتدمير كل شي لا لشيء إلا الحفاظ على الكيان المصطنع جوارنا.
انتقائية الموت... انتقائية الشماتة والتعاطف.. من بنغازي تباد وحتى الغوطة تباد مرورا بكل الابادات في بغداد والموصل وتكريت والفلوجة وحلب وحمص والرقة وصنعاء وتعز وسرت ورابعة وخامسة و..السلسلة تطول.
تبكي حلب ولا تبكي عفرين..تبكي الرقه ولا تبكي الغوطه، تبكي تعز ولا تبكي صنعاء، تبكي صنعاء وتنسى بنغازي، تبكي بغداد وتنسى الموصل، تبكي الفلوجة وتنسى سنجار...
هذا بكاء المصالح الموجه وليس بكاء الألم.والتضامن . فالدماء واحدة والضحايا واحدة والمشردون والمهجرون كذلك... نعم نحن انتقائيون حتى في الموت والدمار...لاننا ببساطة تحركنا ادواتهم...ادوات القتلة بكل ادواتهم والوانهم وأسمائهم وشعاراتهم.. فهم لا يرون فينا إلا أدوات لهم ولا يرون في الضحايا إلا فروق حسابات وتصريف لصفقاتهم.
نهاية القول أقول أننا جميعا نباد اننا امة تباد...وبعيدا عن كل التفاصيل والشعارات الرنانة ما زال مشروع تصفية الدول المركزية قائما في بغداد ودمشق والقاهرة خدمة للكيان المصطنع وللأسف يتم بأدوات عربية قبلت بذلك تمهيدا لمشروعها الاكبر وصفقتها الاصل صفقة القرن...
لذلك اما ان تصحو أو نوفر صياحنا ودموعنا على القادم الأكبر.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.//