أقسام الطوارئ في المستشفيات: بين ضغط العمل والوعي المجتمعي

أقسام الطوارئ في المستشفيات: بين ضغط العمل والوعي المجتمعي

 

اربد- الانباط

قال رئيس قسم الاسعاف والطوارئ في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي الدكتور رامي الجهماني ان القسم يعتبر من اهم الاقسام في المستشفيات، فهو القسم الوحيد الذي يفتح ابوابه للمجتمع ولا يغلقها خلال النهار وطوال ساعات الليل، لذلك تكرس المستشفيات كل طاقتها البشرية والمادية من اجل تحسين الخدمة في أقسام الطوارئ.
واضاف ان إدارة المستشفى تبذل جهودا حثيثة ومتواصلة لتقديم الرعاية الصحية التي يتوقعها المراجعون و تعد فتره الانتظار التحدي الأكبر لأقسام الطوارئ بشكل عام، وفي مستشفى الملك المؤسس يبذل الطاقم قصارى جهده للمحافظة على معدل فتره الانتظار ليكون ساعتين في حدّه الأقصى وهذا يعتبر وقتا مماثلا لمعدل الانتظار في المستشفيات العالمية.
وقال الجهماني إن إجراءات متابعة المريض وإسعافه في أقسام الطوارئ تمر بمراحل مدروسة وسياسات متبعة تنفذ بدقة متناهية ومهنية عالية، تبدأ بدخول المريض الى القسم حيث يقوم ممرض ذو خبره عالية يسمى "ممرض الفرز" بتصنيف الحالة بمقتضى شدتها وسرعة التعامل معها، مثلا حالات الرشح من المتوقع أن تنتظر ساعتين حتى تتلقى العناية الطبية اللازمة، بينما حالات آلام الصدر تتلقى العناية الصحية خلال دقائق، وهذا الوقت مقارب للوقت الذي ينتظره المراجع في مستشفى فكتوريا الملكي في المملكة المتحدة Victoria Royal Hospital.
من ناحية أخرى فإن لدى قسم الطوارئ في مستشفى الملك المؤسس سياسة خاصه في التبليغ عن حالات التأخير، حيث يتم إعلام مدير عام المستشفى مباشرة بكل حالة تأخير تزيد عن الست ساعات، كما ويتم إعلام رئيس قسم الطوارئ بكل حاله يزيد انتظارها عن الاربع ساعات، على الرغم من فترات الانتظار المتفاوتة لا بد هنا من الإشارة أن هذا الانتظار لا يجب ان يؤثر سلبا على صحة المريض في أي حال من الأحوال. وهذا أمر أساسي وأولية قصوى لا يجب التهاون به، وقد تبدو فتره الانتظار التي قد تصل في معدلها الى ساعتين وتتجاوز الاربع ساعات في بعض الاحيان طويلة لكثير من الناس وحتى لكثير من الاطباء. ولكن هذا الشعور لا يلبث أن يزول إذا قام الطبيب المعالج بإخطار المريض المراجع بان الوقت اللازم لتحليل عينه الدم لفحص وظائف الكلى والكبد يستغرق ساعة ونصف، إضافة إلى الوقت اللازم لفحص المريض ومعاينته من قبل الطبيب، وعمليه سحب الدم ونقلها، ناهيك عن الوقت اللازم لإجراء صور شعاعيه وطبقيه ورنين في حال كانت حالة المريض تستدعي ذلك، في الولايات المتحدة الأمريكية اجريت دراسة خاصه لفحص فعالية وسرعه اقسام الطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية، كان معدل الوقت اللازم لإدخال المريض هو 6 ساعات ، نشرت هذه الدراسة تحت عنوان "اداء اقسام الطوارئ في الولايات المتحدة من حيث طول الانتظار ومده الزيارة.

وقال الجهماني إن قسم الطوارئ في أي مستشفى هو قسم معني بعلاج الحالات الطارئة وتعريف الحالة الطارئة هي الحالة المرضية الحادة التي إذا لم يتم علاجها بشكل سريع فهناك احتماليه عالية ان تشكل خطرا على حياه المريض، سهوله الوصول الى قسم الطوارئ وقله الوعي المجتمعي بمفهوم الحالة الطارئة، تجعل القسم مقصداً لكل شخص يبحث عن العناية الطبية سواء كانت طارئه ام لم تكن، الأمر الذي يؤدي للأسف بأن يتحول قسم الطوارئ الى صيدلية لصرف الدواء، أو عياده سريعة لعلاج الحالات المزمنة، أو طريقه للحصول على موعد طبي قريب، أو مكاناً لغيار الجروح، أو مقصداً للمتمارضين الراغبين في الحصول على إجازات غير مستحقة، هذا الضغط غير المبرر على أقسام الطوارئ يجعل فاعلية هذه الأقسام اقل ويضاعف عمل الكادر الطبي والتمريضي والفني ويزيد من فتره الانتظار للمريض ذي الحالة الطارئة الفعلية الذي يحتاج أولوية الرعاية المباشرة والسريعة.
مبينا إن ضعف الوعي المجتمعي بطبيعة عمل قسم الطوارئ وعدم معرفه المرضى بواجباتهم وحقوقهم يفاقم المشكلة ويجعل من قسم الطوارئ مكاناً للكثير من المشادات والتجاذبات، والتي في كثير من الاحيان تنتهي بعواقب لا يحمد عقباها، فطبيعة عمل أقسام الطوارئ مهمة صعبه بسبب خصوصيتها وخطورتها، نظراً لاحتكاك الكوادر العاملة المباشر مع المرضى وذويهم في أصعب مراحل حياتهم وهي مرحله الإصابة بالألم، حيث تجد المراجعين منفعلين ومتوترين لجهلهم بطبيعة واليه عمل قسم الطوارئ والتي تصل أحياناً إلى العنف اللفظي أو الجسدي ضد الكادر. يزيد الامر سوءا صعوبة السيطرة على عدد المرافقين للمريض الواحد التي قد تصل الى العشرات في كثير من الاحيان مما يربك العمل ويعمل حاله توتر عند الكادر الطبي والمرضى أنفسهم.
وختاماً فإن نشر الوعي المجتمعي وتعريف الناس بآلية عمل قسم الطوارئ والحقوق والواجبات التي لهم وعليهم يعد ضرورة لسير عمل قسم الطوارئ، ويوفر الجهد والوقت ويتيح الفرصة للكادر الطبي والفني ليعمل بكفاءة عالية مما ينعكس ايجابيا على خدمه المريض//.