صورة تحمل في طياتها قصصا وحكايات وطن لا تنتهي

د. عصام الغزاوي

 

زار جلالة الملك المعظم مضارب الحويطات معزياً بالشهيد المقدم سليمان الركيبات، قائد كتيبة حرس الحدود السادسة، واسى جلالته أبناء الفقيد ولسان حاله يقول لهم بحزن ان فقدتم أنتم الاب فأنا فقدت الاخ ورفيق السلاح، ظهر ذلك في نظرة الحزن العميق في عيني جلالته وهو ينظر في عيونهم، نظرة الأب الرحيم لأبنائه المكلومين، لقد تملكني الحزن ايضاً وانا انظر الى ثياب وأحذية أبناء المقدم الفقيد وقد يكونوا ارتدوا أفضل ما لديهم في حضرة الملك، نظافة يدي الفقيد كانت ظاهرة على مستوى لباس ابنائه، هذا هو مستوى معيشة ابناء العسكر الذين يقضون حياتهم كلها في الصحارى وعلى الحدود من اجل ان يذودوا عن الحمى ليبقى الاردن قلعة تتحطم على صخرتها القوية كل احلام الطامعين، وحتى ينعم ابناء الوطن بالطمأنينة والأمان، ابناء العسكر حُرموا من الجلوس مع ابائهم ايّاما وأسابيع وأشهرا لإنشغال الاباء في الواجب الوطني على الحدود، من الصورة واضح انه هناك فعلاً معاناة وضيق عيش سببه السياسات الإقتصادية الفاشلة، ولصوص سرقوا كرامة هذا الشعب، ولا يمكن مقارنة حياتهم مع حياة البذخ والترف التي ينعم بها ابناء المسؤولين، رحم الله الشهيد وحمى الله الوطن واطال عمر سيد الرجال ابي الحسين المعظم. //