هل قدمت "التربية" دعماً مالياً للجامعات الخاصة؟
نحو 19 ألف طالب حققوا معدل أقل من 65%
عمان - الانباط - فرح شلباية
حقق طلبة الدراسة الخاصة في شتوية الثانوية العامة "التوجيهي" لعام 2018،نسبة نجاح لم يسبق تسجيلها خلال السنوات الأخيرة التي مضت، حيث بلغت النسبة غير المسبوقة نحو 66.1% ، والطلبة غير المستنفدين حقهم ما بين 2014-2017 حققوا نسبة 77%،حسبما اعلن وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز في مؤتمر إعلان نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية في بداية الأسبوع الحالي.
وبلغة الأرقام ،حقق طلبة الدراسة الخاصة للدورات الشتوية في السنوات السابقة (2014،2015،2016،2017،) ،وحسب ما رصدته "الانباط" النسب التالية على التوالي: (50% ، 40.9% ، 40.2% ، 26.5% ) ،مما يدل على قفزة سريعة وكبيرة في نسبة نجاح طلبة الدراسة الخاصة لشتوية 2018 ،سيما بعدما أعلن الرزاز عن سلسلة اجراءات تطال جوهر امتحان التوجيهي ومجرياته ،وكان من أبرزها اتاحة فرص جديدة لطلبة التوجيهي الذين لم يحالفهم الحظ بالتقدم للمباحث التي أخفقوا فيها ومنعتهم من اجتياز امتحان التوجيهي والالتحاق بالمرحلة التالية.
ونتحدث هنا عن طلبة الدراسة الخاصة تحديدا،فقد ساهم قرار الفرص المفتوحة برفع نسبة النجاح نحو 10% في دورة 2018 مقارنة مع الدورة الشتوية لعام 2017 ، أي ان ذلك أتاح لمزيد من الطلبة الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي بأرقام أكبر مما كانت سابقا ،حيث بلغت أرقام الناجحين من الدراسة الخاصة لهذه الدورة 41666 مشتركا ومشتركة.
وبحسب وزارة التربية والتعليم يحق لـ 39449 طالبا وطالبة الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي ، فيما يحق لـ 2217 مشتركا ومشتركة الالتحاق بسوق العمل، وفي التفاصيل بلغ عدد الطلبة الذين حصلوا على معدل أقل من 65% ، أي الحد الأدنى لمعدل للقبول الجامعي في الجامعات الأردنية الرسمية نحو الـ 18989 من بينهم 12268 حصلوا على معدل 60-64.9 وهو معدل القبول الجامعي في الجامعات الأردنية الخاصة وفق النظام القديم.
وتجدر الأشارة إلى أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي ،وفي مؤتمر صحافي، جمعه مع وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز ،في اكتوبرالماضي، أكد على أن مجلس التعليم العالي وافق على تضمين القبول وفق مجموع 1400 ضمن اسس القبول الجامعي والتي سيقرها المجلس في شهر ايار كل عام، وقال ان الاسس اشترطت على الطالب ان يحقق حدا ادنى مقداره 50 بالمئة في كل مبحث دراسي ليكون مؤهلا للتقدم للقبول في الجامعات الاردنية الرسمية والخاصة للعام الجامعي 2018 / 2019.
وتضمنت الاسس بحسب الدكتور الطويسي تحقيق الحدود الدنيا للقبول بالجامعات الرسمية بواقع 85% في الطب وطب الاسنان بمجموع 1190 من 1400، و80% لتخصص الهندسة والصيدلة ودكتور الصيدلة والطب البيطري اي بمجموع 1120 من 1400.
وتضمنت الاسس كذلك حد ادنى بنسبة 70 % لكل من التمريض والعلوم الطبية المساندة وعلوم التاهيل والشريعة اي بمجموع 980 من 1400، في حين اشترطت الاسس حد ادنى بواقع 65 % لباقي التخصصات اي بمجموع 910 من 1400.
وفيما يتعلق بالدراسة في الجامعات الخاصة، نصت الاسس بحسب الطويسي، اعتماد حد ادنى بمعدل 80 % في تخصصات الهندسة والصيدلة بمجموع 1120 من 1400، و70 % في تخصصات التمريض والعلوم الطبية المساندة وعلوم التاهيل والشريعة اي بمجموع 980 من 1400، ومعدل 65 % لتخصصي الحقوق والزراعة اي بمجموع 910 من 1400، فيما اشترطت الاسس معدل 60 % كحد ادنى لباقي التخصصات اي بمجموع 840 من 1400.
وبين الدكتور الطويسي، انه لقبول الطلبة الراغبين في الالتحاق في كليات المجتمع تحقيق شرطين اساسيين وهما حد ادنى مقداره 40 بالمئة في كل مبحث دراسي وحد ادنى اي بمجموع 700 من 1400.
وبين وزير التعليم العالي، ان معدل الطلبة الذين لم يستكملوا متطلبات النجاح في الدورة الشتوية للعام الدراسي الحالي، سيحسب بالنظام المئوي كما هو مطبق سابقا، ولن يطبق عليهم نظام العلامات الجديدة.
ووفقا لما سبق،فان معدلات القبول سواء في الجامعات الأردنية الخاصة او الرسمية هي ذاتها لم تتغير بحسب القانون الجديد،وانما اختلفت آلية احتساب المعدل،وتلخصيا لما ورد فان نظام الفرص المفتوحة سيرفد الجامعات الخاصة بمزيدا من الطلبة مما يحقق بالتالي ارباحا كبيرة.
الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات يرى أن العوائد الاقتصادية للجامعات الخاصة والتي أوشك بعضها على الافلاس ،ستكون ضخمة في ظل اتاحة فرص لمن استنفذوا حقهم بالتقدم مجددا للتوجيهي، إلا أن انتشال هذه الفئة من الانجرار وراء سلوكيات غير سوية واقصاء وصف الفشل عنهم يطغى على اي شيء آخر.
وقال عبيدات لاحظنا في هذه الدورة ارتفاع نسب النجاح بشكل عام،وارتفاع المعدلات، ووفقا لاسباب فندت سابقا في مقدمتها توفير بيئة آمنة لهم وتوفير فرص مفتوحة للطلبة لحين نجاحهم في جميع المباحث واجتيازهم مرحلة "التوجيهي" بنجاح.
واشار إلى أن الفئة التي حققت معدلات ما بين 50-59.9% أو حتى معدل الـ65% تمكنوا من الحصول على ثقة مكتسبة بعد اتاحة المجال أمامهم بالتقدم للتوجيهي والحصول على ثقة المجتمع وخلق نظرة مجتمعية ايجابية اتجاههم بالاضافة لنظرة أهاليهم لهم وثقتهم بأنفسهم.
ويعتقد عبيدات ان لا سلبيات لقرار الفرص المفتوحة ،آملا أن يصل المجتمع الأردني لمرحلة يحمل فيها كافة شرائح المجتمع شهادات جامعية لغايات الرقي به ،على الرغم من دعم اقتصاد الجامعات الخاصة ،مشيرا أن لا شيء يقارن بنجاح أفراد المجتمع كافة.
وتوقع أن تشهد الجامعات الخاصة إقبالا كبيرا في الدورات القادمة مما يساهم في فتح برامج دراسية جديدة واستيعاب عمالة جديدة واستقطاب موظفين مما يساهم في رقي المجتمع.
وبين ان كلما ارتفع المستوى التعليمي للعامل زاد دخله بشكل اكبر،معتبرا أن ما حصل في الآونة الأخيرة من قرارات ومستجدات ما هو إلا ثورة بيضاء ،داعيا الوزارة إلى استكمال المسيرة ،للوصول إلى مرحلة يقق فيها فئة الـ 60-65 معدلات أعلى .
بدوره ،تساءل الدكتور فاخر الدعاس منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" ، حول قيام وزارة التربية والتعليم باجراء دراسة قبل فتح مجال الفرص المفتوحة اما الطلبة لقياس سعة سوق العمل والقدرة الاستيعابية للجامعات ومدى قدرة استقبال سوق العمل المزيد من الخريجين؟
وتحدث الدعاس عن الزيادة الضخمة في اعداد الناجحين ،حيث قال أن هذه الأرقام تضع علامة استفهام حولها ، اذ لم تقم الوزارة بتوضيح اسباب العلامات العالية التي حققها بعض الطلبة ،ومعتبرا أن احتساب 40% نسبة نجاح في المباحث المختلفة غير مبرة للأرقام التي سجلتها الوزارة في هذه الدورة.
فيما تساءل الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي "السوشال ميديا" ، عن الغاية من قرار الوزارة باعطاء فرص مفتوحة امام الطلبة للتقدم للتوجيهي،قائلين هل الغاية تحقيق مصلحة الطالب فعلا كما هو الظاهر ،أم لدعم اقتصاد الجامعات الخاصة ؟//