عملية "سيناء 2018".. رسائل وتساؤلات ... تجيب عليها نتائج تطهيير جيوب الارهاب

عملية "سيناء 2018".. رسائل وتساؤلات ... تجيب عليها نتائج  تطهيير  جيوب الارهاب

عواصم - وكالات - الانباط  – مامون العمري

قبل نحو اسبوعين تقريبا بدأت القوات المسلحة المصرية عملية عسكرية في صحراء سيناء ، تهدف الى تطهيرها من بؤر الارهاب  وصقت بانها عملية شاملة على الاتجاهات الاستراتيجية، في شمال ووسط سيناء ومناطق بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، في إطار مهمة القضاء على العناصر الإرهابية الذي  بات هاجسا يهدد  مصر والمصريين في أمنها واستقرارها ،وترافقت تلك الإجراءات المفاجئة مع رفع مستشفيات سيناء ومدن القناة درجة الاستنفار القصوى في المستشفيات، وانتداب عدد كبير من الأطباء في ثلاث محافظات؛ القاهرة والجيزة والغربية.

 العملية التي بدأت في التاسع من هذا الشهر (شباط 2018)  ترصدها الانباط في قراءة لابرز اهدافها ، ونتائجها  حتى اللحظة ، وقد دأبت  القوات المسلحة المصرية الى اعلانها بشكل يومي ، واذا عدنا الى البديات   نطالع أبرز المعلومات طبقا للبيانات الرسمية الصادرة عن القوات المسلحة الآتى:

-              العملية الشاملة سيناء 2018 بمشاركة قوات الجيش والشرطة

-              العملية الميدانية بدأ تنفيذها صباح 9 فبراير 2018

-              سبق التنفيذ فترة إعداد وجمع معلومات ونشر قوات فى المناطق المحددة

-              مناطق تنفيذ العملية الشاملة تضمنت شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل

-              تمثلت أهداف العملية فى إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية

-              تضمنت النتائج المبدئية للعمليات استهداف القوات الجوية لبعض البؤر والأوكار ومخازن الأسلحة والذخائر التى تستخدمها العناصر الارهابية كقاعدة لاستهداف قوات إنفاذ القانون والأهداف المدنية بشمال ووسط سيناء".

-              تقوم عناصر من القوات البحرية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحرى بغرض قطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية

-              تشدد قوات حرس الحدود والشرطة المدنية من إجراءات التأمين على المنافذ الحدودية

-              تشديد إجراءات التأمين للمجرى الملاحى

-              تقوم عناصر مشتركة من الجيش والشرطة بتكثيف إجراءات التأمين على الأهداف والمناطق الحيوية فى شتى أنحاء الجمهورية

وكان من أبرز الإجراءات التي تم تنفيذها خلال هذه المرحلة:

 قيام أجهزة جمع المعلومات بتنفيذ خطة مكثفة لأعمال الرصد الدقيق لتحديد والكشف عن مناطق اختباء البؤر الإرهابية خاصة في شمال ووسط سيناء بالتعاون مع أهالي سيناء الي جانب تحديد مصادر التهديد الأخري.

-              إعداد تنظيم وتشكيل وتدريب عناصر من الجيش والشرطة المدنية متخصصة في أعمال مكافحة الإرهاب وتحديد المهام الخاصة بها على الأرض داخل قطاعات فرعية ومناطق وتحت إشراف مراكز قيادة وسيطرة ميدانية.

- تنفيذ مخطط تدريب واقعي ومكثف علي الأرض وتنظيم التعاون بين قوات الجيش والشرطة المدنية علي المهام الأمنية والعملياتية المخططة.

-              رفع جاهزية الارتكازات الأمنية وتوفير الحماية والتأمين الشامل ضد مصادر التهديد.

-              تنفيذ خطة تأهيل نفسي ومعنوي للقوات المشاركة يرتكز جوهرها على الالتزام بعقيدة القوات المسلحة "النصر أو الشهادة في سبيل أمن واستقرار الوطن" والدفاع عن مقدسات الدولة المصرية وحماية وتأمين شعبها العظيم ضد شرور الارهاب والتطرف والثأر لشهداء الجيش والشرطة المدنية من ضحايا الإرهاب الغادر.

-              تنفيذ حملات مداهمات أمنية خاصة ضد البؤر الإرهابية المكتشفة وتدميرها والقضاء علي العناصر الارهابية وكانت أهم النتائج خلال الشهرين الماضيين القضاء علي أكثر من 50 فردا تكفيريا والقبض علي أكثر من 200 فرد آخرين، وتدمير مئات من المخازن والملاجئ والعشش التي تستخدمها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق وملاذات لمواصلة عملياتها الإجرامية، إلى جانب تدمير اكثر من 70 عربة دفع رباعي ونصف نقل وتفكيك والتخلص من اكثر من 150 عبوة ناسفة.

-              تنفيذ مخطط التعامل مع الانفاق عبر استخدام كافة الوسائل التكنولوجية للحد من مخاطر تواصل العناصر الإرهابية عبر استخدام الأنفاق (تدمير نحو 3000 فتحة نفق خلال السنوات القليلة الماضية) بالإضافة إلى مواصلة إجراءات فرض المنطقة العازلة مع قطاع غزة .

-              رفع جاهزية المنشآت والوحدات الإدارية والخدمية خاصة بمحافظة شمال سيناء بالتنسيق الكامل مع أجهزة الحكم المحلي (مخابز – مستشفيات – السلع التموينية - الخدمات الاجتماعية ) لتوفير الاحتياجات الأساسية لأهالي سيناء

ويؤكد اللواء أركان حرب كمال عامر، بسلاح المشاة سابقا، على أن العملية الشاملة يشارك فيها جميع أسلحة القوات المسلحة من القوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوى بالتعاون مع رجال الداخلية ومؤسسات الدولة للنيل من الأوكار الإرهابية ومناطق ذخائرهم للقضاء على الإرهاب من جذوره.

وأضاف "عامر"، في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن مصر تواجه الإرهاب في الداخل والخارج، وإحكام السيطرة عليه تتطلب إحكام السيطرة على جميع حدود مصر لمنع تهريب الإرهابيين ومنع تدفق الأسلحة والمفرقعات والسيطرة على الإرهاب الكامل مما يحقق منظومة عمل كبيرة.

وعن اختيار التوقيت.. قال "عامر"، أن العملية الشاملة تطلب قبل تنفيذها المرور على مرحلتين وهم "التحضير والتنفيذ"، ومنذ إعطاء الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته إلى القوات المسلحة لتولي القضاء على بقايا الإرهاب، وتم بدء التنظيم وجمع المعلومات ثم توزيعها والتنسيق والتأمين ثم بعد ذلك تأتى أوامر التنفيذ.

 

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أصدر يوم 29 تشرين الثاني أوامره للجيش ووزارة الداخلية باستخدام "كل القوة الغاشمة" لتأمين شبه جزيرة سيناء خلال ثلاثة أشهر. وجاء ذلك بعد هجوم شنه متشددون فيما يبدو على مسجد في شمال سيناء وأسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وهو الأكبر من نوعه إلى الآن، لكن المسؤولين قالوا إن المهاجمين كانوا يحملون راية "داعش".

ويسعى السيسي لإعادة انتخابه في الاقتراع المقرر إجراؤه في الفترة من 26 إلى 28 من آذار ويواجه فيه منافسا واحدا تقدم بأوراق ترشحه قبيل إغلاق باب الترشح وتبدو فرصته في الفوز منعدمة وكان قد أعلن قبل ترشحه تأييده للسيسي. وانسحب أكثر من مرشح محتمل وسط اتهامات معارضين للحكومة بالسعي لإخلاء الساحة أمام السيسي. لكن السيسي الذي انتخب أول مرة في 2014 قال إن فرص المنافسة متكافئة وإن الاقتراع سيكون حرا وشفافا. وتنتهي مهلة تأمين سيناء قبل الانتخابات بأقل من أربعة أسابيع.

وحاول الجيش القضاء على متشددي "داعش" في شمال سيناء منذ إعلانهم البيعة للتنظيم في 2014 والذين زادت في العام السابق وتيرة هجماتهم التي تستهدف الجيش والشرطة. ويقول منتقدون للسيسي إن شعبيته تراجعت بسبب إجراءات تقشف اقتصادي وحملة على معارضين. ويقول مؤيدوه إن تلك الإجراءات ضرورية لضمان الاستقرار في مصر التي شهدت سنوات من الاضطراب السياسي والتراجع الاقتصادي أعقبت انتفاضة 2011.

وقالت مصادر أمنية أمس الخميس إن العملية، التي يجري الإعداد لها منذ فترة، غير مسبوقة من حيث الحجم والنطاق والتنسيق وإن آلاف الجنود يشاركون فيها. وأضافت أن قوات الأمن نشرت تعزيزات في شمال سيناء خلال الأيام الماضية وكثفت دورياتها في المحافظة كما أجرت عمليات تفتيش للسكان تأمينا لهم من أي هجمات محتملة.

ومن وقت لآخر وجهت مصر ضربات جوية للمتشددين في شمال سيناء ونفذت مداهمات لإلقاء القبض عليهم.

 

رسائل عملية سيناء

"العملية الشاملة سيناء 2018" لم تكن الأولى التي قامت بها قوات الجيش المصري ضد الجماعات المسلحة سواء في سيناء أو خارجها، حيث شنت قبلها قرابة 5 عمليات متتالية على مدار الست سنوات الأخيرة منذ 2011 وحتى الآن.

العملية نسر1.. بدأت في 12 من أب 2011، عقب عدة تفجيرات استهدفت تصدير الغاز إلى "إسرائيل"، وإعلان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" اعتزامه تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية.

العملية نسر 2.. في 5 من أب 2012، شن الجيش حملة عسكرية لتطهير سيناء مما أسماه حينها بـ"البؤر الإرهابية"؛ ردًا على مقتل 16 جنديًا في هجوم مسلح بالقرب من معبر كرم أبوسالم بمحافظة شمال سيناء.

الضربة الجوية لليبيا 1.. في 16 من شباط 2015، شنت القوات الجوية ضربة على أحد الأهداف بمدينة درنة بليبيا، ردًا على بث تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فيديو، يُظهر ذبحًا لـ21 مصريًا مسيحيًا، اختطفوا من ميليشيات مسلحة في ديسمبر 2014.

حق الشهيد.. في ايلول 2015، أعلن الجيش عملية عسكرية باسم "حق الشهيد"، للقضاء على العناصر المسلحة في عدة مناطق بمحافظة شمال سيناء، واستمرت المرحلة الأولى منها 16 يومًا، أُعلن خلالها مقتل العشرات من المسلحين.

الضربة الجوية بليبيا 2.. في 26 من ايار  2017، وعقب مقتل 28 شخصًا وإصابة 25 في هجوم استهدف حافلات تقل أقباطًا، في الطريق المؤدية لدير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة بالمنيا، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة شن القوات الجوية ضربة جوية على أحد مراكز تدريب الجماعات المسلحة في ليبيا.

خلال العمليات الخمسة السابقة، كان التحرك يأتي في إطار رد الفعل على العمليات التي تقوم بها الجماعات المسلحة، ومن ثم يكون الثأر والرد عليها، إلا أن العملية الحاليّة لم تكن كذلك، إذ كانت بإعلان مسبق من الجيش، وهو ما أثار بعض التساؤلات عن توقيتها الذي يأتي في سياق سياسي وأمني ذي طبيعة استثنائية.

 

تأتي هذه العملية قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في آذار القادم، وهي الانتخابات التي أثارت حالة من الجدل بسبب عدم وجود منافسين حقيقيين أمام السيسي ،ودلالة التوقيت أيضًا تتضح بصورة كبيرة بالعودة إلى الوراء قليلاً، وبالتحديد نهاية تشرين ثاني الماضي، حيث أصدر السيسي تكليفًا لكل من رئيس الأركان الفريق محمد فريد حجازي ووزير الداخلية مجدي عبدالغفار، بالانتهاء من تأمين سيناء والقضاء على نفوذ الحركات المسلحة خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر، تنتهي نهاية الشهر الحاليّ، وهو التكليف الذي أتى في أعقاب هجوم عناصر مسلحة على مسجد بلال بقرية الروضة خلال صلاة الجمعة، مما أسفر عن سقوط 300 قتيل على الأقل.

التجييش العسكري والإعلامي لهذه العملية على وجه الخصوص مقارنة بغيرها من العمليات السابقة، وفي هذا السياق، المكاني والزمني، يشير الى  ثلاثة رسائل تبعث بهم القاهرة للداخل والخارج.

الأولى: رسالة إلى الخارج.. يهدف من خلالها نظام السيسي إلى إظهار خطورة الأوضاع الأمنية التي تواجهها بلاده وتصديها للجماعات المسلحة والعناصر التخريبية، ولعل هذا يمثل ردًا على البيان شديد اللهجة الصادر عن البرلمان الأوروبي الخميس الماضي، الذي طالب من خلاله السلطات المصرية بوقف عمليات الإعدام في البلاد بحق متهمين، موجهًا إدانة حازمة للقاهرة بسبب إصدارها أحكامًا بتطبيق هذه الأحكام، إذ إن هناك ما لا يقل عن 2116 شخصًا حكم عليهم بالإعدام منذ كانون الثاني من العام 2014، فيما تم تنفيذ 81 حكمًا منها، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العقوبة لم يتم استخدامه في فترة رئاستي محمد مرسي وعدلي منصور.

كذلك فإن التحركات التركية الأخيرة في السودان وبعض دول القارة السمراء، وما سببته تصريحات وزير الخارجية التركي قبل عدة أيام بشأن عدم الاعتراف باتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر وقبرص من استفزاز للقاهرة وما تمخض عنها من تحذير من الجانب المصري، ربما تكون عاملاً ودافعًا قويًا تسعى بسببه السلطات المصرية إلى توصيل رسالة لأنقرة من خلال مثل هذه التحركات العسكرية.

هذا بخلاف رسائل الطمأنة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" بمحاربة الجماعات المسلحة التي ربما تشكل تهديدًا لأمن الشرق الأوسط، وأن القاهرة على أهبة الاستعداد للمشاركة في الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على تلك التنظيمات التي تؤرق حلفاء واشنطن في المنطقة.

الثانية: رسالتان إلى الداخل..

 الأولى: محاولة دحض ما يثار بشأن حدوث بعض الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية، خاصة في الوحدات الموجودة بمدينة الإسماعيلية (شرق القاهرة) وهي الأنباء التي تناقلتها بعض المصادر غير الرسمية في أعقاب اعتقال رئيس أركان حرب الجيش المصري الأسبق الفريق سامي عنان.

الثانية: استعادة الاصطفاف الشعبي مرة أخرى وراء النظام الحاليّ بما يستعيد بعضًا من الثقة والشعبية التي فقدت جراء الفشل في العديد من السياسات، وهو ما تثبته نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، خاصة أن الحرب على الإرهاب تعد السلاح الأكثر فاعلية في يد السيسي للهروب من الأزمات التي يواجهها منذ توليه مقاليد الأمور.

 

ما قاله العالم عن العملية الشاملة للقوات المسلحة

 

أظهرت الصحف العربية والوكالات الأجنبية، العملية الشاملة "سيناء 2018"، والتي تنفذها القوات المسلحة بشمال ووسط سيناء والدلتا وبعض المحافظات ذات الطابع الصحراوي، بالتعاون مع وزارة الداخلية وجميع مؤسسات الدولة، لاقتلاع الإرهاب وسحقه من جذوره، تنفيذًا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتكليفه للفريق محمد فريد، رئيس الأركان بالقضاء على الإرهاب خلال 3 أشهر.

ذكر مقال لإيان كوبين بصحيفة الجارديان تحت عنوان "مطالبات لمحاكمة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المقبوض عليهم"، وتقول الصحيفة إن أقارب ضحايا خلية التعذيب والقتل التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية المعروفة باسم خلية "الخنافس" أعربوا عن ارتياحهم لإلقاء القبض على العضوين الباقيين على قيد الحياة من الخلية، وقالوا إنهم يرغبون في أن تتم محاكمتهم.

ذكرت "بي بي سي"، أن القوات المسلحة المصرية أعلنت حالة التأهب القصوى في شبه جزيرة سيناء والظهير الصحراوي لوادي النيل، بالتعاون مع قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية، لشن عملية شاملة تستهدف العناصر المسلحة.

وفي وقت لاحق، نقل التلفزيون المصري عن محافظ شمال سيناء، عبد الفتاح حرحور، إعلان وقف الدراسة بمحافظة شمال سيناء بجميع مراحلها اعتبارًا من يوم السبت ولأجل غير مسمى.

وأكدت "بي بي سي"، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلف في نهاية نوفمبر الماضي القوات المسلحة والشرطة بالمجابهة الشاملة للعناصر الإرهابية في سيناء خلال ثلاثة شهور، وذلك عقب تعيين رئيس أركان جديد للجيش المصري، ورفعت المستشفيات الحكومية في محافظات جنوب سيناء والإسماعيلية، فضلا عن مستشفيات شمال سيناء القريبة من محيط مركز العملية الشاملة للقوات المسلحة والشرطة، حالة التأهب قبل يومين بموجب نشرة استثنائية تلقتها من وزارة الصحة، بإخلاء ثلاثين في المائة من طاقة المستشفيات ووضع غرف العمليات الرئيسية في حالة التأهب القصوى.

وتشن قوات الأمن والجيش في مصر حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء منذ سنوات، تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء.

فيما أثنت صحيفة الخليج الإمارتية بالعملية الشاملة في افتتاحيتها، قائلة: "لم يكن مقبولاً أن تظل خفافيش الإرهاب تتحرك في سيناء وفي البر المصري وتستهدف مصر بأمنها ومؤسساتها وشعبها، وتمارس القتل والتخريب والتدمير والتفجير"، مضيفة: "أن مصر التي أعلنت الحرب الحاسمة والقاصمة على الإرهاب، هي مصر التي نعرفها، مصر القوية، القادرة... هي من أجل كل ذلك بدأت معركتها الكبرى ومعركة كل العرب ضد الإرهاب الذي شوه الدين الإسلامي وزور كل ما يعنيه ويرمز إليه من تسامح وتآلف ومحبة وإخاء وسلام."

ووصفت صحيفة "تليجراف" البريطانية عملية الجيش المصرى بأنها غير مسبوقة، بينما أبرزت صحيفة "تايمز" البريطانية العملية العسكرية التى يشنها الجيش المصرى فى سيناء للوفاء بتعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقضاء على الإرهاب خلال 3 أشهر.

وقالت الصحيفة، إن الرئيس السيسي أمر بنشر أكبر جيش فى إفريقيا ضد الإرهابيين فى شمال سيناء ليطلق بذلك أكبر عملية لمكافحة الإرهاب فى مصر، مضيفة أنه تم نشر قوات الجيش والشرطة، مدعومة بالدبابات والمقاتلات والمروحيات والقوات البحرية مع بدء عملية سيناء، بحسب أجزاء من التقرير نشرها موقع "بى بى سى"، مشيرة إلى أن المستشفيات فى سيناء وضعت فى حالة تأهب، وألغيت عطلات العاملين فى المجال الطبى وأخليت أسرة المستشفيات. كما استدعت جراحين وأطباء تخدير إضافيين.

ذكرت سكاي نيوز عربية، أن سلاح الجو المصري، شن سلسلة غارات على مواقع للجماعات المتشددة في إطار عملية سيناء 2018 تشارك فيها، إلى جانب الجيش، قوات من الشرطة نجحت أيضا في "ضبط" عشرات الأشخاص الضالعين في شن هجمات إرهابية.

وقال مصدر أمني في مديرية أمن شمال سيناء لـ"سكاي نيوز عربية"، إن قوات الشرطة نجحت في "ضبط مئة من المشتبه بتورطهم في تنفيذ عمليات استهداف للجيش والشرطة شمالي سيناء"، مضيفًا أن قوات الشرطة "داهمت منطقة أبني بيتك بدائرة قسم ثالث العريش، في إطار الحملة العسكرية المكبرة المعروفة إعلاميا: العملية الشاملة بسيناء 2018".

وأشار إلى أن القوات الجوية "قصفت بؤرا عديدة لتجمعات من العناصر المتشددة بمنطقتي أبو الحصيني وسبيكة والريشة ببئر العبد ومناطق أخرى في الشيخ زويد وجنوب وغرب رفح".

وأكدت "سكاي نيوز"، أن الهجوم يهدف إلى سحق المتشددين بحلول نهاية فبراير، وهو الموعد المحدد كنهاية لمهلة كان قد وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

قائد القيادة المركزية الأمريكية: نتمنى نجاح العملية الشاملة سيناء 2018

الفريق أول جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، اعرب عن أمنيته فى نجاح العملية الشاملة سيناء 2018، والتى تقودها القوات المسلحة المصرية.. فيما قال اللواء دكتور مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" تحوي جميع الاتجاهات الاستراتيجية لمسرح حرب جمهورية مصر العربية، موضحًا أن الهدف النهائي لهذه الحرب اقترب كثيرًا تحقيقه.

وأضاف "كامل"، أن هدف العملية الشاملة ينقسم إلى قسمين الأول الاستقرار السياسي والأمني في مصر، والثاني تهيئة أفضل الظروف للتنيمة الشاملة، مؤكدًا أن ما تحقق من نتائج وفقًا لبيانات القوات المسحلة، ويثبت اقترابنا من إنهاء هذه الحرب في غضون أيام، لن تتعدى بداية الشهر المقبل".