إنما الأمم الأخلاق
إنما الأمم الأخلاق
د. عصام الغزاوي.
قبل ايّام قام ناشطو المواقع الاجتماعية بشحذ أقلامهم في انتقاد تصرّف غير مقبول لاحد المسؤولين مع سائق حافلة، اليوم لم يعير سوى قلة الاهتمام لموقف نبيل سطره أحد فرسان القوات المسلحة الشرفاء، قد لا يحب الرجل الإطراء والمديح ولكنها كلمة حق يجب أن تُقال عملاً بمبدأ كما ننتقد السلبية علينا ان نعظم الإيجابية، انه المفتش العام للقوات المسلحة اللواء محمد باشا السبايلة، نبتة جنوبية جذورها في ارض المحافظة الهاشمية وعطرها يفوح في سماء الوطن، يتصف بالخلق الرفيع والتواضع الجم ودماثة الاخلاق، كان يوم 2/12 على موعد للتصوير الشعاعي في مدينة الحسين الطبية وفور وصوله إصطحبه الاطباء المرافقون الى قاعة التصوير، خلال دخوله القاعة لمح المريض صاحب الدور في التصوير، رجل طاعن في السن برفقة ابنه كانوا قد قدموا منذ الفجر من اقصى شمال الأردن يجلس على كرسي متنقل وقد إستعد للتصوير فما كان منه الا الرجوع للخلف واحترام القانون واعطاء الدور لصاحبه، ورفض ان يتصور قبل الرجل المسن بل قام بدفع الكرسي الذي يجلس عليه المسن بنفسه وادخله الى قاعة التصوير مسجلا اروع مواقف الإيثار واحترام القانون، ترورغت عينا المريض المسن بالدمع لمهابة الموقف واقبل ابن المسن يشكره وقبله على رأسه مقدراً له سمو الخلق والتواضع، عند خروج المسن من التصوير سلم الباشا عليه وقبل رأسه ودعى له بالشفاء، هذه هي اخلاق جنود الجيش العربي الذين تربوا في عرين الهاشميين، في هذا الوطن قامات وهامات رجال شرفاء اكبر من المناصب، حفظ الله هذه الثلة من رجالات الوطن التي تخرجت من مدرسة ابي الحسين اهل الاصول والقيم الحميدة والاخلاق العالية الرفيعة، لم تغير اخلاقهم وسلوكياتهم المناصب، إنهم اهل النخوة والحمية والكرامة، كل المحبة والاحترام للباشا السبايلة الذي لا اعرفه ولم التقيه يوما، به وبأمثاله من نشامى القوات المسلحة نزهو ونفتخر ونقر عينا .