عن عمر الرزاز (3 )

عن عمر الرزاز (3 )

 

د. عبد المهدي القطامين

 

في مقالين سابقين كان عنوانهما الرزاز الوزير كتبت اولا عن والده المرحوم منيف الرزاز ثم اتبعت اخر عن شقيقه الصديق الراحل مؤنس وها انا اليوم اكتب عن عمر الرزاز وزير التربية والتعليم بعد ان تم اعلان نتائج التوجيهي الذي حوله سابقه الى رعب مستمر يبدأ مع الطالب والاهل ولا ينتهي باعلان النتائج بل يزداد شؤما وكرها .

 

كانت اولى علامات الرزاز الفارقة في ادارة الامتحان الوطني الذي تحول ال بعبع بفضل سياسات وزارية سابقة كان اشدها الما طبيعة ذلك الامتحان في عهد الوزير السابق الذي نكن له كل الاحترام لكننا نختلف معه فيما ذهب اليه فقد استطاع ان يحول قاعة الامتحان ومحيطها الى ثكنة عسكرية دركية وكان الطالب او الطالبة المتوجه الى قاعة الامتحان كأنه ذاهب الى قتال او متحرف الى فئة تقاتل وحين نقارن بين تصريحات الوزير السابق والحالي نجد ان هناك فظاظة في التعبير وهنا رقي في التوجيه فقد خصص الرزاز صفحته الخاصة على الفيس بوك لطمأنة اهل الطلبة والطلبة انفسهم وازاح من وعيهم العميق مفهوم النجاح والرسوب الى مفهوم انها تجربة ان لم  تنجح فيها اول مرة فامامك الثانية  والثالثة  والرابعة وشرح القضية على انها ليست معركة فيها الخاسر والرابح بل تجربة تفضي الى افاق مستقبلية لدى الطلبة واهاليهم .

 

الطرح الراقي الذي اعتاده الرزاز الوزير في كتاباته تنبىء ان لدينا كفاءات وطنية قادرة على ان تدير مستقبل الوطن بعيدا عن نظام الفزاعات التي سادت في رسم علاقات وزارات الدولة بمواطنيها وهي تجربة تستحق ان تدرس بعناية وان تعمم على بقية وزاراتنا فحين يحس المواطن انه شريك في رسم سياسة مستقبله ومستقبل اولاده تزداد الثقة بين المواطن والحكومة اما اذا كان التغريد خارج السياق كما هو في العديد الاعم من وزاراتنا فان الشك وحده هو سيد الموقف ودائما الشك يظل عاجزا عن بناء اي مستقبل .

 

شكرا للوزير الرزاز الذي انهى عهودا من الخوف والضياع لدى جيل متحمس للمستقبل ومستعجل للوصول شكرا له وهو يعيد الثقة للطالب اولا بنفسه وللاهل ثانيا وللمجتمع ككل الذي يستحق كثيرا ان يكون من يمثله في الوزارة وزيرا مثل الرزاز .//