لائحة المحقق الأمريكي الخاص مولر قد تمهد الطريق أمام مزيد من الاتهامات

لائحة المحقق الأمريكي الخاص مولر قد تمهد الطريق أمام مزيد من الاتهامات

 

واشنطن – رويترز

 قال خبراء قانونيون إن اتهام المحقق الخاص الأمريكي روبرت مولر لثلاث منظمات روسية و13 روسيا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 يمهد الطريق أمام محاكمة أمريكيين ربما ساعدوا هذه المساعي الروسية.

وقال نائب وزير العدل رود روزنستاين للصحفيين يوم الجمعة إن لائحة الاتهام لا تشير إلى أن أي أمريكي كان على دراية بالخطة المزعومة. وأضافت لائحة الاتهام أن الروس اتصلوا بأفراد في حملة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب وأن هؤلاء الأفراد لم يكونوا على دراية بنواياهم التي كانت تهدف إلى دعم ترامب وتشويه سمعة منافسته آنذاك مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

وتابعت لائحة الاتهام أن الروس تآمروا ”مع أشخاص معروفين وغير معروفين“ وهو ما قد يشمل أمريكيين.

وقال المدعي الاتحادي السابق باتريك كوتر ”رغم أنهم سعوا جاهدين لقول إنهم لا يتهمون أي أمريكي اليوم، إلا أنني لو كنت أمريكيا وتعاونت بالفعل مع الروس فسأشعر بخوف كبير اليوم“.

وكان للبيت الأبيض رأي مخالف إذ أصدر بيانا قال فيه إنه تم إطلاع ترامب بالأمر وإنه ”سعيد لأن تحقيق المحقق الخاص يشير إلى عدم وقوع تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا“.

ويلتزم مولر الصمت فيما يتعلق بالتحقيق الذي أدى حتى الآن إلى اعتراف بالذنب من مستشار ترامب السابق للأمن القومي الذي كان أحد المساعدين في الحملة الانتخابية بالكذب على مكتب التحقيقات الاتحادي واتهامات أيضا لمدير حملة ترامب السابق بول مانافورت وشريكه في العمل ريك جيتس.

ونفت موسكو التدخل في الانتخابات. وقالت ليا ليتمان أستاذة القانون بجامعة كاليفورنيا إن هذا يعني أنه من غير المرجح بشكل كبير أن تقدم الحكومة الروسية أيا من مواطنيها للمحاكمة في الولايات المتحدة. وليس هناك اتفاق ترحيل رسمي بين الولايات المتحدة وروسيا.

ولكن راندال إلياسون المدعي الاتحادي السابق والأستاذ حاليا في كلية القانون بجامعة جورج واشنطن قال إن القانون الأمريكي لا ينص على أي جريمة بمسمى تواطؤ مشيرا إلى أن مثل هذا التصرف كثيرا ما ينطوي تحت تهمة التجسس.

وتابع ”في حقيقة الأمر التواطؤ جريمة محتملة... كان هذا واضحا دائما والآن أصبح أكثر وضوحا“.

وتزعم لائحة الاتهام أن المخطط كان إعاقة عمل اللجنة الانتخابية الاتحادية الأمريكية ووكالات حكومية أخرى. ويتهم الادعاء أيضا روسا بفتح حسابات مصرفية بأسماء وهمية واستخدام بطاقات هوية لأمريكيين بشكل غير قانوني لبث دعاية على مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية مؤيدة لترامب.

وقال خبراء قانونيون إن مولر لكي يوجه تهمة لأمريكي بالتآمر فهو بحاجة إلى أن يتأكد من أن هذا الشخص كان على دراية بمحاولة الروس التدخل في الانتخابات وساعدهم وهو مدرك ذلك تماما.

وعلى سبيل المثال فإن الناس الذين شاركوا في أنشطة لدعم حملة ترامب يمكن أن توجه لهم اتهامات إذا كانوا على علم بأن الروس استخدموهم للمساعدة في التأثير على التصويت. وقال أليكس ويتينج أستاذ القانون بجامعة هارفارد إنه إذا ساعد أمريكي في توجيه التصرفات الروسية فيمكن أن يؤدي ذلك إلى اتهامات أيضا.

وتابع وهو مدع اتحادي سابق ”إذا عُقدت اجتماعات بين حملة ترامب والروس وشجع مسؤولون في حملة ترامب هؤلاء الأشخاص أو قاموا بتوجيههم فيما يتعلق بأعمال معينة أو زودوهم بمساعدات لتكثيف تدخلهم فإن ذلك سيكون تواطؤا“.

وذكر خبراء أن لائحة الاتهام التي صدرت يوم الجمعة لم تشر إلى أن تحقيق مولر يتوسع.

وقال بيل جيفريس محامي الدفاع الجنائي بشركة بيكر بوتس للمحاماة إنه يعتقد أن من المهم أن مولر أوضح أن أفرادا بحملة ترامب الانتخابية تعاملوا مع الروس دون دراية بنواياهم.

وتابع ”إذا توفرت الأدلة بتواطؤ أمريكي كانت (لائحة الاتهام) ستتضمن ذلك“.

إلا أن المدعي الاتحادي السابق كوتر قال إن ما تضمنته لائحة الاتهام يمكن أن يضم بسهولة المزيد من الأشخاص.

شرح الصورة

 

نائب وزير العدل رود روزنستاين يحضر مؤتمرا عن الاتجار في البشر في مقر وزارة العدل الأمريكية في واشنطن.