في الذكرى الـ 100 لميلاد ليلى مراد .. تنازلت عن هذه الأغنية لعبد الحليم
- بمجرد أن نسمع اسمها، حتى يتردد في أذهاننا، الأغنية الرومانسية 'قلبي دليلي'، التي تغنّتها أمام الراحل أنور وجدي في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وشكّلت معه واحدا من أبرز 'الثنائيات' في السينما المصرية، إنها 'قيثارة الغناء' ليلى مراد، التي يمر اليوم، 17 فبراير/شباط الجاري، 100 عام على ميلادها.
وقد لا يعلم الكثيرون عن وجود علاقة ود واحترام متبادل بين ليلى مراد، والمطرب المصري عبد الحليم حافظ، خاصة وأنها تنتمي إلى الجيل الذي سبقه، ولكنها كانت دائما تسانده وتدعمه في بداية مشواره الفني، في الخمسينيات، حتى أنها تنازلت له عن أغنية، ساهمت في صنع اسمه في عالم الموسيقى والغناء، وهي 'تخونوه'، التي غناها في فيلمه 'الوسادة الخالية'، من إنتاج 1957، وهي من كلمات إسماعيل الحبروك.
وتنازلت ليلى مراد عن أغنية 'تخونوه' لحليم، في رسالة بخط يدها، والتي جاء فيها: 'الفنان الجميل صاحب الصوت المميز عبدالحليم حافظ، لقد حضر عندي الشاب الملحن بليغ حمدي، وقد طلب منى التنازل عن غنوة 'تخونوه' علشان تغنيها في فيلمك الجديد 'الوسادة الخالية' على حد علمي، وعلى فكرة الموضوع كان مفاجأة لي لأني قمت فعلا بتسجيل الجزء الأول من الغنوة هذا أولا'.
وأضافت: 'ثانيا الأستاذ إسماعيل الحبروك لابد له من الموافقة يعنى الموضوع مش خاص بي، ولكن هناك عدة أطراف وهناك شركة اسطوانات والعقد المتفق عليه بيني وبينهم، ولكن على فكرة أنا موافقة من ناحيتي أنا، المهم الأستاذ إسماعيل الحبروك، أنا ححاول أن أوضح له الأمر وأنا حكون سعيدة بتقديم أي شيء يكون سبب في نجاحك يا عبد الحليم، أنا سوف أتنازل عن أي حقوق مادية أو قانونية خاصة بي، وطبعا أنا عارفة إن بليغ موافق لأنه هو اللي عرض عليه الموضوع'.
وتابعت في خطابها: 'وبليغ قال إنه في غاية الحرج منى علشان الغنوة، وإنه جاء بناء على طلبك أنت، وعلى فكرة أنا سعيدة جدا بهذا الطلب منك، أنا غنيت كتير جدا يا عبد الحليم، وأنا دائما أحب أن أرى نجاح الشباب وأحب دائما الوقوف إلى جانبهم، وخاصة أنت لأن ظروفك في البداية زى ظروفي، وأنا وجدت التشجيع من الأستاذ عبد الوهاب، وقد تعلمت منه أن أقف مع الشيء الجميل وأكون سبب فيه، لأن الحاجة الحلوة سوف تظهر على الساحة بينا أو بغيرنا، آسفة طولت عليك، المهم أنا يا سيدي زى ما قولت موافقة وسوف أكلم الأستاذ إسماعيل الحبروك، وسوف أقول له إن وجود الأغنية في فيلم سوف يكون أفضل من أسطوانة، وإن شاء الله سوف يوافق'.
كما أن ما يدعم تنازل ليلى مراد عن أغنية 'تخونوه' لعبد الحليم حافظ، هو شهادة ملحنها بليغ حمدي، في هذا اللقاء، والذي أكد فيه أن ليلى مراد لم تمانع على الإطلاق تنازلها عنها لصالح حليم.
وبالفعل، حصل عبد الحليم حافظ على أغنية 'تخونوه'، وغناها في فيلم 'الوسادة الخالية'، وأصبحت من أشهر الأغنيات العربية المعبرة عن الفراق وهجر الأحباب.
وفي 21 نوفمبر عام 1995، رحلت ليلى مراد عن دنيانا، قبل أن يتم أن تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عام 1998، لتترك لنا أعمالا فنية خالدة في صفحات زمن الفن الجميل. (سبوتنيك)