مؤتمر اعمار العراق … !!!
فارس شرعان
مؤتمر اعمار العراق … !!!
يعول المجتمع الدولي كثيرا على مؤتمر اعمار العراق الذي عقد في الكويت مؤخرا في اعادة اعمار القطر الشقيق الذي شهد عمليات تدمير وخراب واسعة خلال الحرب على الارهاب التي شملت المحافظات الشمالية والوسطى التي انتشر فيها هذا الوباء وعاث فيها فسادا طوال اكثر من عامين وخاصة محافظات نينوى وتكريت وديالي والأنبار التي تم تدمير بنيتها التحتية من مدارس ومساجد ومنازل وجسور وطرق كليا او جزئيا …
وشارك في المؤتمر وزراء خارجية عدد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تعهدت بالاسهام بدور كبير في اعادة اعمار العراق فيما اكد رئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادي بأن بلاده قادرة على استقطاب رؤوس الأموال اللازمة لبدء عمليات اعادة الاعمار معربا عن امله في مساهمة دول شقيقة وصديقة في هذه العملية …
لا شك ان اكثر من عامين من الحرب المدمرة التي دارت رحاها داخل المدن والقرى والنواحي والاقضية في اطار ما يسمى بالحرب على تنظيم داعش بمشاركة القوات العراقية والحشد الشعبي وقوات التحالف الدولي الحقت المزيد من الخراب والدمار في مختلف المدن العراقية ما ادى الى تدمير المزيد من المنازل والمجمعات التجارية والمدارس والمساجد والكنائس والدوائر الحكومية بحيث تقدر الجهات العراقية المختصة نسبة الدمار في بعض المدن بأكثر من ٨٠ في المائة وخاصة مدن الموصل وبعقوبة والرمادي والفلوجة وتكريت …
بالاضافة الى التدمير الذي اصاب مدن المحافظات الشمالية والوسطى في العراق نجمت عن الحرب نتائج في غاية السلبية تتمثل بتهجير الملايين من العراقيين الى مناطق شمال العراق … ورغم مضي اشهر عديدة على تحرير العراق من قوات داعش وتطهيره من هذا التنظيم الارهابي الا ان العديد من النازحين لم يعودوا الى ديارهم حتى الآن حيث تفيد السلطات العراقية بوجود اكثر من مليونين ونصف المليون نازح خارج مدنهم وقراهم نظرا لعدم صلاحية هذه المدن والقرى لاستيعاب النازحين بسبب الدمار الذي لحق بالمنازل ومختلف مرافق البنية التحتية …
الدكتور العبادي اوضح في كلمته امام مؤتمر اعمار العراق في الكويت ان اكثر من ١٥٠ الف منزل ووحدة سكنية قد دمرت ولا تزال بحاجة الى اعادة اعمار وان سكان هذه المنازل لن يستطيعوا العودة اليها دون اعمارها او اصلاحها خاصة وان العراق مقبل على انتخابات برلمانية في شهر مايو آيار المقبل الأمر الذي يتطلب عودة المهجرين والنازحين الى منازلهم للمشاركة في الاستحقاق الدستوري الذي ينتظره العراق بفارغ الصبر بعد ان تم القضاء على تنظيم داعش وتم تحرير العراق من هذا التنظيم الاجرامي …
نتائج الارهاب والحرب ضده في العراق لم تقتصر على تدمير البنية التحتية كالمنازل والمستشفيات والمراكز التجارية والصحية والمدارس والمساجد وانما كانت له اثار وانعكاسات اجتماعية وانسانية لا يزال العراق يعاني منها مثل فقدان العديد من الأسر والافراد والامراض التي اصابت عشرات الالاف ومن بينها امراض اجتماعية ونفسية خطيرة بسبب التشرد والنزوح والبعد عن المدن والقرى التي يعيش فيها العراقيون …
علاوة على ذلك الصدمات التي التي تعرضت لها اسر عراقية جراء فقدان من ابنائها وبناتها وخاصة في منطقة سنجار حيث اختطف التنظيم الارهابي الالاف من النساء والفتيات واستباح اعراضهن وشرفهن وكرامتهن بالاضافة الى بيعهن في اسواق الرقيق بثمن بخس كما لو كنا في العصور القديمة او الوسطى ما ادى الى اختلاط الانساب وتعرض ابنائهن لمشاكل اجتماعية ونفسية وصحية …
صحيح ان اعادة اعمار العراق تتطلب ما لا يقل عن مائة مليار دولار الا ان هذا المبلغ لا بد منه لاعادة الاعمار وبناء المدن التي تهدمت او تضررت واعادة بناء بنيتها التحتية لاعادة النازحين الى مدنهم وقراهم وتمكين العراق من استئناف عملية التنمية والبناء … !!!