كان ياما كان في طفلة اسمها ايمان
إيناس ابوشهاب
في ذلك الركن البعيد، وخلال تواجدي واندماجي في تلك الأجواء الجميلة، إبتسمت حينما شعرت بدغدغة فرشاة الألوان تداعب يدي، واستدرت لمعرفة المصدر، وإذ بفتاة صغيرة بلباس وردي، تنظر لي بحب بوجهها البريء الطفولي، محاولة أن تلفت نظري لمشاهدة رسمتها؛ لكن سعادتي بها حجبت عني رؤية مشكلتها.
بعد بضع دقائق أدركت بأنها لا تسمع؛ فقد انتظرت أجوبة على أسئلتي لها ولكن عبثا، واكتشفت أنها لا تتكلم عندما سقطت الفرشاة من يدها وصرخت غضباً، ودهشت أنها من دون أقدام عندما حاولت أن تنزل من مقعدها قفزا، وصعقت عندما تأملت اصبعين في كل يد من يديها الصغيرتين عندما أخذت مني هاتفي وحاولت التقاط الصور لي جبرا.
اعتزازها بنفسها، ومحاولة اهتمامها باخوتها الذين هم أقل منها عجزا قد أصابني بالذهول، فأردت البوح عن إحساسي في هذه السطور لاعترف بأنه قد أصابني الغرور حينما اعتقدت بأنني أمتلك سرعة البديهة والحدس؛ فلم أدرك بأن حدسي قد خانني حينما توجهت لمساعدة الأطفال الذين اعتقدت من مظهرهم بأنهم الأكثر عجزاً، وغفلت عن تلك الجميلة التي جعلتني أخجل من نفسي فقد كانت تحتاج عوناً… //