الحُبّ والمحبة
أ.د.محمد طالب عبيدات
اليوم ينشغل العالم الغربي وحتى جزء كبير من عالمنا العربي وخصوصاً الشباب بعيد الحب أو الفلنتاين، حيث بدأ هذا اليوم في المجتمعات الغربية وانتقل لمجتمعاتنا وخصوصاً لشبابنا إذ غدا تقليداً سنوياً لتبادل الزهور والهدايا والرسائل والبطاقات بين المحبين الصغار والكبار ، وحتى غدا البعض في هذا اليوم يرتدي اللباس باللون اﻷحمر للدلالة على الرومانسية والصبيانية:
1. أكتب في هذا الموضوع نزولاً عند رغبة وطلب الكثير مني شباباً وكباراً ذكوراً وإناثاً جُلّهم متزوجون وعندهم أُسر، رغم أنني أجزم بأن موضوع المحبة والحب بين الناس جلّ مهم ويحتاج لجرأة في الطرح.
2. نظرتي الشخصية للحب المشاركة والحب وطن والحب الضمير الإنساني والحب التضحية والفداء والحب المسامحة والحب الروحانية والحب العطاء والحب الصدق والوفاء والحب الحياة والحب الأمل والشعور تجاه الآخر بإيثار لا بأنانية.
3. تفتقر مجتمعاتنا الشرقية للواقع الرومانسي والغرامي كثيراً إذا ما قورنت مع الغرب، والحاجة ماسّة بين اﻷزواج لتعميق المحبة والتعبير عن الحُبّ لبعضهم البعض.
4. التعبيرات واﻹعجاب والكلمات الرقيقة بين المحبين تخلق حالة اﻹحترام وديمومة الحياة الناعمة دون كدر أو نكد، وتعكس السعادة على المجتمع برمته وتساهم في القضاء على مجتمع الكراهية.
5. الكيمياء المتبادلة وميل القلوب بين الناس بالحلال حالة يجب أن تتعمق وخصوصاً بين اﻷزواج والمحبين للتطلّع لحياة سعيدة تنعكس على الأسرة والأبناء والمجتمع والأمة التي تعيش حالة هوانها.
6. إذا كان نصف الحب إهتمام فنصفه اﻵخر إحترام، فاﻹهتمام واﻹحترام أساس نجاح الحياة الزوجية وخصوصاً إذا عرفنا أن نسب الطلاق وخصوصاً العاطفي منه بإطراد كبير هذه الأيام، ولهذا فالمحبة واﻹحترام أساسيات لمتطلبات حياة سعيدة ومستدامة.
7. نحتاج للمحبة كحُبّ لا محدود ولا مشروط دون مصالح، وحبّ مطلق لا بيولوجي ولا عاطفي فقط، لتكون المحبة حالة جامعة بين الناس وكل بني البشر بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو دينهم في زمن إختلط به الحابل بالنابل وأصبح الحليم فيه حيران.
8. المحبة والحُبّ أنواع فقد تكون لله تعالى وللأزواج واﻷبناء واﻷصدقاء وللناس جميعاً، وهذه الحالة اﻹيجابية تعزز روحية إيجابية محترمة للتواصل اﻹنساني يحتاجه الجميع.
9. ربما هنالك كثير من التحديات والهموم عند الناس هذه الأيام وليس من السهل إيجاد الحلول الناجعة لها، لكنها في ظل المحبة والإحترام تَخلُق حالة الرضا والقناعة والإيمان.
بصراحة: الحُبّ والمحبة والمشاركة والعطاء والتضحية والوفاء ليست محصورة في هذا اليوم فقط لكننا نحتاجها ويجب أن نعيشها كل يوم، والتعبير عنها لشريك الحياة بالحلال مطلوب ﻹستدامة الحياة السعيدة باﻹحترام والمحبة المتبادلة، وسر السعادة الزوجية والأسرية والمجتمعية الكلمة الطيبة واﻹحترام المتبادل.//